تعد مقاومة المضادات الحيوية من أكبر التهديدات لأنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، ويبدو أن التركيز المنصب على جائحة كورونا سيمهد الطريق لزيادة البكتيريا القانلة.
وحذر رونان مكارثي، المحاضر في العلوم الطبية الحيوية بجامعة برونيل في لندن، من احتمال حدوث زيادة في مقاومة المضادات الحيوية بعد الوباء.
وأوضح: “أدت جائحة COVID-19 إلى دخول أعداد كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة إلى المستشفيات، وهي أرض خصبة للبكتيريا المقاومة للأدوية”.
وأضاف: “بسبب هذا التدفق الكبير، سيكون لهذه البكتيريا المرتبطة بالمستشفى الآن، مجموعة مستهدفة محتملة أوسع بكثير”.
ووفقا للدكتور مكارثي، تشير الدلائل الناشئة إلى أن العديد من مرضى فيروس كورونا يتم تشخيصهم بالعدوى الثانوية أثناء وجودهم في المستشفى.
وقال: ” لم يتم بعد استكشاف مصدر هذه العدوى وطبيعتها المحددة بشكل كامل، ولكن هناك بعض الأدلة على أن البكتيريا المقاومة للأدوية هي من بين الجراثيم المسببة لهذه العدوى الثانوية”.
ونتيجة لذلك، يُعطى العديد من مرضى فيروس كورونا المضادات الحيوية، على الرغم من حقيقة أنها لن تعالج الفيروس نفسه.
وتابع مكارثي: “ستؤدي هذه الزيادة السريعة في استخدام المضادات الحيوية، وخاصة في المستشفيات، إلى الضغط الانتقائي القوي على البكتيريا لتطوير المقاومة”.
وأشار: “سيساهم هذا على الأرجح في زيادة حالات الإصابة بالبكتيريا المقاومة للأدوية في الأشهر والسنوات التي تلي انتهاء الجائحة”.
وفي حين أن مئات من المضادات الحيوية يتم اختبارها حاليا على الحيوانات، فإن القليل منها فقط سيصل إلى السوق، وفقا لماكارثي.
وأضاف: “آمل أن يتم استخدام الاستجابة لوباء COVID-19 كمخطط في التعاون العالمي لمعالجة أزمة مقاومة المضادات الحيوية، وهو التهديد الذي من المحتمل أن يشل أنظمة الرعاية الصحية لدينا والأدوية كما نعرفها”.