وهران: “مقبرة عين البيضاء” في مرحلة التشبع القصوى

تواجه ولاية وهران أزمة حقيقية في تسيير ملف الجنائز بعد التقارير الصادمة التي كشف عنها المجلس الشعبي الولائي في دورته العادية الرابعة.
التقرير أطلق صافرة الإنذار بشأن “مقبرة عين البيضاء” العريقة، مؤكداً أنها بلغت مرحلة التشبع القصوى، ولم يعد يفصلها عن التوقف التام عن استقبال جثامين الموتى سوى ستة أشهر فقط.
أرقام تعكس واقعاً ضاغطا, المقبرة التي تأسست في نوفمبر 1946 وتتربع على مساحة شاسعة تصل إلى 130 هكتاراً، باتت اليوم “مدينة صامتة” مكتظة بأكثر من مليون و123 ألف قبر. هذا الرقم الضخم يعكس ضغطاً ديموغرافياً هائلاً على المرفق الذي لم يعد قادراً على استيعاب المزيد، مما جعل البحث عن بديل استراتيجي (مقبرة جديدة) أولوية قصوى على طاولة السلطات المحلية, لم يقتصر تقرير اللجنة المختصة على قضية المساحة فحسب، بل رصد وضعية “كارثية” للمقبرة من الداخل، حيث وصفت الطرقات الممتدة على مسافة 27 كيلومتراً بـ “شديدة التدهور”. كما انتقد التقرير نقص اليد العاملة، حيث تدار هذه المساحة الهائلة بطاقم لا يتعدى 7 أعوان (4 نهاراً و3 ليلاً)، وهو ما يفسر حالة الإهمال السائدة, وفي شقها الإنساني، تطرقت المناقشات إلى تحول المقابر من أماكن للسكينة والوقار إلى فضاءات تعاني من:
تراكم النفايات وانتشار الأعشاب الضارة.
تخريب وسرقة شواهد القبور.
غياب الصيانة الدورية والتسييج الأمني الكافي.
مسؤولية جماعية لإنقاذ الموقف
أجمع أعضاء المجلس الشعبي الولائي على أن وضعية المقابر في وهران ليست مجرد أزمة مساحة بل هي أزمة تسيير تشترك فيها السلطات المحلية والمجتمع المدني. وقد دعا المجلس إلى وضع “خارطة طريق” عاجلة لتنظيم وصيانة هذه المرافق مع التشديد على ضرورة إيجاد وعاء عقاري جديد لإنشاء مقبرة تليق بحرمة الموتى وتستجيب للتوسع العمراني المتسارع للولاية.
محمد.و




