ندوة دولية افتراضية عن الوحدة الوطنية وخطر التطرف
الندوة من تنظيم الجمعية الوطنية أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية
في أول نشاط رسمي لها عقدت الجمعية الوطنية أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية أول ندوة دولية افتراضية موضوعها الوحدة الوطنية وخطر التطرف يوم السبت الموافق 28أوت 2021، بالشراكة مع مخبر اللهجات ومعالجة الكلام بوهران، ومركز مقاربات للبحوث والدراسات بالأغواط : تحت شعار (وطن فوق الجميع ) ، تم عقد ندوة دولية افتراضية عن : الوحدة الوطنية وخطر التطرف أين عالجت هذه الندوة في فعالياتها مشكلة التطرف ، فقد بات التطرف في مجتمعاتنا يدق ناقوس الخطر ما قد يزعزع الوحدة الوطنية في المجتمع الواحد، ويهدّد استقراره .. وتعد هذه الندوة مبادرة علمية تسهم فيها مؤسسات بحثية ثلاث:
_1 أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية في بسكرة الجزائر وتترأسها وتديرها البروفيسور نعيمة سعدية _ 2مركز مقاربات للبحوث والدراسات بالأغواط يترأسه ويديره الدكتور ابن لحبيب بشير ..
3_ مخبر اللهجات ومعالجة الكلام جامعة وهران 1 وتترأسه وتديره البروفيسور سعاد بسناسي ..
ويشارك في هذا الملتقى مجموعة من الباحثين الجزائريين في تخصصات مختلفة تشمل : علم الاجتماع/ اللسانيات/ التعليمية / علم النفس/ العلوم السياسية/ التاريخ/ الحقوق/ النقد الأدبي/ الهندسة الكهربية/ من مختلف الولايات الجزائرية ومن خارجها .. وقد تفضلت البروفيسور سعاد بسناسي لإلقاء كلمة الافتتاح حيث أشادت فيها بجهود الباحثين لتسليط الضوء على هذا الموضوع والتنبيه إلى أهميته ، كما أشرفت البروفيسور نعيمة سعدية على ترأس فعاليات هذا الملتقى الدولي الافتراضي الذي يشارك فيه كل من الباحثين الجزائريين الآتية أسماؤهم بعد :
الدكتور ابن لحبيب بشير / جامعة الأغواط .. وطرح فكرة أهمية دور الباحث في علم الاجتماع وذلك بتقديم بحوث تخدم المجتمع وتعزز الوحدة الوطنية وتعمل على نبذ خطاب التطرف والكراهية ، أ . د . باديس فوغالي / أم البواقي .. حيث تحدث عن الوحدة الوطنية والتعددية اللغوية ، أ . د . أمينة طيبي / جامعة سيدي بلعباس وقدمت بحثا حول نبذ التطرف في الكتابات الجزائرية ، أ . د . حنيفي هلايلي / سيدي بلعباس .. ودار بحثه حول العنف الاجتماعي في الجزائر .. قراءة في الإرهاب والعنف المقدس ، د . محمد بسناسي / جامعة ليون الثانية بفرنسا وقدم مداخلة في تمثلات وحدة الشعوب .. قراءة في بعض النماذج ، د . عبد الحميد ختالة / جامعة خنشلة .. وتحدث عن أنواع الإقصاء المنتجة للتطرف ، د . فؤاد جدو/ جامعة بسكرة .. ركّز بحثه على تحقيق المواطنة بين ثنائية الأمن الإعلامي والأمن السياسي ، د . عادل مرابط / جامعة بسكرة .. حيث يكشف عن العوامل النفسية الدافعة إلى انتشار ظاهرة التطرف ، د . يوسف بكوش / غليزان .. عالج بحثه واقع التطرف بين التشريع والتحريم وآثاره على الوحدة الوطنية ..
د . خالد لعجال Khaled Laadjal .. Beiro Interior Portugal / قدم بحثا في دور البحث العلمي في مواجهة ظاهرة التطرف ..
ونحن نرى أن هذه الأبحاث على تنوعها قد تأسست على فكرة حيوية تصل حدّ الغاية في الأهمية وهي ضرورة نبذ التطرف والتعصب والكراهية من أجل سلامة الوطن وحفاظا على الوحدة الوطنية ، وذلك بمحاولة بحث آليات تعزيز الروح الوطنية في ظل الاختلاف العرقي في المجتمع الجزائري وكشف السبل الجادة والفاعلة في نبذ التطرف والحد من خطاب الكراهية في المجتمع من جهة ، وآليات صناعة سلوك المواطنة في ذهنية العقل الجمعي الجزائري بمختلف المراحل العمرية من جهة أخرى
وفي الوقت ذاته ترى البروفيسور نعيمة سعدية رئيس أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية ، ومديرة هذا اللقاء أن فكرة هذه الندوة ( الوحدة الوطنية وخطر التطرف) خرجت من منطلقات عدة تتمثل فيما يأتي :
_ اعتقادنا أو إيماننا بأن الوطن فوق الجميع
_ أن الوحدة الوطنية هي ضمان الاستقرار والاستمرار
_ الحفاظ على قداسة دماء الشهداء وضرورة التمسك بما دفعوا حياتهم في سبيل تحقيقه، فنحن أجيال عقدت العزم على أن تحيا الجزائر حرة موحدة مستقلة
_ وإيماننا أن الكلمة أمانة يجب أن تعبّر عما يعيشه المجتمع الجزائري من متغيرات وحسب المشاركين فإن هذه الندوة تحاول العمل على إبراز أهمية العمل المشترك من أجل مجتمع موحد متماسك ، وذلك من خلال الأبحاث والدراسات التي تصف الواقع لتستشرف المستقبل ..
يقول تعالى : ( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ) الروم 22 .. ذلك أن الوجود الإنساني هو في جوهره حوار مع العالم بكل مكوناته وعناصره على اختلافها وتنوعها خدمة للإنسان ليكون هذا الإنسان _باعتباره أرقى مخلوقات الله ؛ كما أراده الله أن يكون فاعلا أساساً في عمارة هذا الكوكب.. والحوار في كل صوره يعني قيام أساس ثابت للتواصل والتراحم والتفاهم والمحبة، في سبيل تحقيق مصلحة كبرى والوصول إلى غاية عليا ويتمثل ذلك في : المجتمع والأمة .. والوطن والإنسانية.. وقد جعل الله الناس شعوبا وقبائل لنتعارف ونتواصل ونحقق التكامل الإنساني.. وواجب الباحث أن ينظر في الدليل وأن يجتهد في ترجيح ما قام عليه الدليل .. ولا يجوز له أن يتساهل في هذا، ولا أن يتبع هواه .. بل ينظر في الأدلة بشكل عقلاني متوازن بعيداً عن أي تطرف ويتحرى ما رجح منها عنده من خلال بحثه متجردا من التعصب والعنصرية وذلك لبناء مستقبل أفضل.. وقد يقال : إذا لم تعمل على تحويل أحلامك إلى واقع ملموس فسوف يقوم شخص ما باستغلالك لتحقيق أحلامه هو.
ومن التوصيات المقترحة :
– تثمين موضوع الندوة والإشادة بمستوى المحاضرات المقدمة.
– اقتراح فتح ورشات بحث على مستوى المخابر المؤطرة للندوة لايجاد صيغ إيصال فكرة نبذ التطرف في الوسط الجامعي، والعمل معها على تحقيق الأمن بكل أنواعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي، بما يخدم ثوابت الدولة الجزائرية.
– تجديد عقد ندوات وملتقيات مماثلة لتجزئ المجمل في هذه الندوة.
– إشراك مخابر بحث في تخصص علم النفس وعلم الاجتماع من أجل تطوير أفكار الندوة، بما يخدم الوطن.
-رفع رسالة مفتوحة للوزارات الوصية تنقل لهم أفكار الندوة ومخرجاتها.
– اقتراح ندوة جديدة بعنوان معالجة التطرف في الخطاب الإعلامي والأدبي في الجزائر.
تكريس مبدأ المواطنة في كل المؤسسات.، خاصة التعليمية بكل أطوارها.
تفعيل قانون رقم 2005 المؤرخ في أفريل 2020 المتعلق بالولاية من التمييز وخطاب الكراهية والعنف والتحريض.
تفعيل الدور الرقابي في كل مؤسسات الدولة للحد من التطرف، حتى نأمن شر ظهور منظمات إرهابية في الساحة، ستعبث بعقول شبابنا، وتستغل ظروفهم، ومشاكلهم ومراحلهم العمرية، بدفعهم إلى القيام بأفعال مشينة ومسيئة في حق الوطن، وتشكل خطرا على الوحدة الوطنية، مثل منظمتي ماك ورشاد الإرهابيتين.
الحد من ظاهرة الإقصاء التي يراها الباحثون المغذي الأساس لفكرة التطرف.
هذا وتضيف الدكتورة نعيمة سعدية ، نظرا لأهمية الموضوع واستجابة لطلب الباحثين، نقول إن هذه الندوة ستكون النواة الأساس بإذن الله تعالى لملتقى دولي سيحمل العنوان نفسه تقريبا، في صورة أوسع، من أجل تعميم المشاركة والذي سيعقد شهر نوفمبر القادم، على هامش الاحتفال بذكرى الثورة المجيدة، والمجد والخلود للشهداء الابرار.
بقلم / أ . لخضر . بن يوسف