
حاوره: محمد زرق العين
في إطار اهتمام جريدة ” الديوان ” بتسليط الضوء على الكفاءات التربوية ودورها في تطوير المنظومة التعليمية، أجرينا هذا الحوار مع السيد العيد فتاح، مفتش التربية الوطنية لإدارة الثانويات ومنسق هيئة التفتيش لولاية الشلف، للحديث عن مهام الهيئة، طبيعة عملها، التحديات التي تواجهها، وآفاق تطوير التفتيش التربوي في ظل التحول الرقمي والإصلاحات التربوية الجارية.
يؤكد العيد فتاح، مفتش التربية الوطنية ومنسق هيئة التفتيش الولائية ، أن التفتيش التربوي يشكل ركيزة أساسية في تطوير المنظومة التعليمية، مشيرا إلى أهمية الرقمنة والتكوين المستمر في تحسين الأداء البيداغوجي.
الديوان: في مستهل هذا اللقاء، كيف تعرفون أنفسكم لقراء الجريدة؟
العيد فتاح: اسمي الكامل العيد فتاح ، بدأت مسيرتي المهنية في قطاع التربية كأستاذ للتعليم الثانوي في مادة الفيزياء، حيث قضيت في هذا المنصب 16 سنة . بعدها تمت ترقيتي إلى مدير ثانوية، وشغلت هذا المنصب لمدة 7 سنوات. وحاليا أعمل مفتشا للتربية الوطنية لإدارة الثانويات منذ سنة 2015، إضافة إلى مهامي كمنسق لهيئة التفتيش لولاية الشلف منذ سبتمبر 2021.
الديوان: ما طبيعة الدور الذي تؤديه هيئة التفتيش الولائية؟
العيد فتاح: هيئة التفتيش الولائية تضم جميع المفتشين التابعين لقطاع التربية الوطنية العاملين على مستوى الولاية بمختلف الأطوار التعليمية (الابتدائي، المتوسط، والثانوي). تتولى الهيئة متابعة الدخول المدرسي في كل موسم، ومرافقة المفتشين الجدد، والتنسيق مع مديرية التربية ومصالحها لحل الإشكالات الميدانية، إلى جانب المشاركة في تقييم نتائج التلاميذ في مختلف الامتحانات. كما تشرف على تكوين المفتشين في مجالات تكنولوجيا الإعلام والاتصال والمواضيع الصادرة عن المفتشية العامة على مستوى الوزارة. ويتم عمل الهيئة بشكل عمودي مع المفتشية العامة، وأفقي مع مديرية التربية للولاية.
الديوان: كيف تقيمون تجربتكم في ميدان التفتيش التربوي منذ توليكم منصب منسق الهيئة الولائية؟
العيد فتاح: المهمة ليست سهلة، خاصة مع العدد الكبير من المفتشين، لكننا نسعى لتنسيق العمل باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تسهل التواصل والتتبع .
الديوان: ما الذي يميز مهام المنسق الولائي عن باقي المفتشين في الميدان؟
العيد فتاح: المنسق الولائي يمارس مهامه كمفتش مثل باقي الزملاء، غير أنه يتحمل مسؤولية إضافية تتمثل في تنسيق الجهود بين المفتشين ومتابعة الملفات المشتركة. كما يكلف بزيارة المؤسسات التربوية لتفقد التسيير الإداري والتربوي، وتقييم أداء الموظفين وفق التنظيم المعمول به.
الديوان: ما أبرز المهام التي تضطلعون بها كمنسق لهيئة التفتيش الولائية؟
العيد فتاح: أهم المهام هي متابعة الدخول المدرسي سنويا بالتنسيق مع جميع المفتشين، والعمل مع مديرية التربية لحل المشاكل العالقة في المؤسسات.
الديوان: كيف تساهم هيئة التفتيش في تحسين الأداء البيداغوجي داخل المؤسسات التعليمية؟
العيد فتاح: تساهم الهيئة في رفع جودة الأداء البيداغوجي من خلال الزيارات الميدانية، ومرافقة الأساتذة لتجاوز الصعوبات، وتحليل النتائج الدراسية قصد تحسينها.
الديوان: ما طبيعة العلاقة التنسيقية بين هيئة التفتيش ومديرية التربية؟
العيد فتاح: العلاقة تقوم على تنسيق دائم عبر اجتماعات دورية، خاصة في فترات الدخول المدرسي، لنقل الانشغالات والنقائص المسجلة والعمل على حلها بما يضمن نجاح الموسم الدراسي.
الديوان: كيف تتابعون مدى تنفيذ التعليمات والتوجيهات التربوية في المؤسسات؟
العيد فتاح: نتابع ذلك من خلال التواصل المستمر عبر البريد الإلكتروني، ثم عقد اجتماعات مكتب الهيئة لدراسة الانشغالات ومحاولة معالجتها بالتنسيق مع المفتشية العامة أو مديرية التربية.
الديوان: ما أبرز الصعوبات التي تواجه المفتشين في الميدان؟
العيد فتاح: من أبرز الصعوبات اتساع رقعة الولاية وصعوبة التنقل إلى بعض المؤسسات، إضافة إلى نقص الوسائل المادية كوسائل النقل الخاصة.
الديوان: هل عدد المفتشين في الولاية كاف لتغطية المؤسسات التربوية؟
العيد فتاح: نعم، يمكن القول إن عدد المفتشين الحالي كاف لتغطية جميع المؤسسات بالولاية.
الديوان: كيف تتعاملون مع التحديات المتعلقة بالتكوين المستمر للأساتذة؟
العيد فتاح: التكوين المستمر يسير في ظروف جيدة، وننظم دورات تكوينية دورية للأساتذة، مثل الأيام التكوينية المخصصة لأساتذة الإنجليزية في السنة الأولى ثانوي بمناسبة اعتماد الكتاب والمنهاج الجديدين.
الديوان: إلى أي مدى تسهم الرقمنة في تسهيل مهام التفتيش والتقييم؟
العيد فتاح: الرقمنة أحدثت نقلة نوعية، إذ نعتمد بشكل كبير على الوسائل الرقمية كـ Google Drive والبريد الإلكتروني لتبادل الوثائق والمعلومات بدل الطرق التقليدية.
الديوان: ما هو تقييمكم لمستوى تطبيق الإصلاحات التربوية الأخيرة؟
العيد فتاح: الإصلاحات تسير بوتيرة متدرجة ومدروسة، بدءا من الطور الابتدائي إلى المتوسط، من خلال تحديث المناهج وتعميم استعمال الوسائل التكنولوجية في التسيير والتدريس .
الديوان: كيف تتجسد المقاربة بالكفاءات في الممارسة اليومية؟
العيد فتاح: المقاربة بالكفاءات تعد منهجا بيداغوجيا حديثا، لكنها تتطلب إمكانات بشرية ومادية مناسبة لتقييم مدى فعاليتها وتحقيق أهدافها التعليمية .
الديوان: هل هناك برامج خاصة لتكوين المفتشين في ظل التغييرات الجديدة؟
العيد فتاح: نعم، نعمل ضمن الإمكانات المتاحة في انتظار تنفيذ المخطط الوطني السنوي الذي تعتمده المفتشية العامة لتكوين المفتشين بصفة دورية.
الديوان: كيف تقيّمون تجاوب الأساتذة والإداريين مع الإصلاحات الجديدة؟
العيد فتاح: التجاوب العام إيجابي، وهناك وعي متزايد بأهمية الإصلاحات ودورها في تطوير المنظومة التربوية.
الديوان: ما هي أبرز أهدافكم المستقبلية لتطوير عمل هيئة التفتيش؟
العيد فتاح: نهدف إلى جعل هيئة التفتيش فضاء مهنيا متكاملا يتبادل فيه المفتشون الخبرات والأفكار بحرية، عبر قنوات رقمية فعالة.
الديوان: كيف ترون مستقبل التفتيش التربوي في ظل التوجه نحو الرقمنة والجودة؟
العيد فتاح: المستقبل واعد، فاعتماد الرقمنة سيعزز جودة العمل ويسرع تبادل المعلومات، مما ينعكس إيجابا على الأداء التربوي والإداري.
الديوان: ما هي رسالتكم لأسرة التربية والتكوين في ختام هذا اللقاء؟
العيد فتاح: رسالتي لكل أفراد الأسرة التربوية ، أساتذة، مديرين، مفتشين، أعوانا وإداريين هي التركيز على التربية أولا، ثم التعليم والعمل الجاد، مع الحرص على التكوين المستمر والبحث عن سبل التطوير. فموظف التربية يؤدي رسالة نبيلة، وله أجران، أجر دنيوي من الدولة، وأجر أخروي من الله تعالى. علينا أن نكون شموعا تنير دروب الأجيال القادمة نحو مستقبل أفضل.