مصدر دبلوماسي جزائري: لا وساطة سعودية بين الجزائر والمغرب
أكد مصدر دبلوماسي جزائري انه لا توجد أي وساطة سعودية بين الجزائر و المغرب الذي يريد “رهن” العلاقات الثنائية الجزائرية السعودية من خلال نشر أخبار كاذبة حول هذا الموضوع.
وأوضح ذات المصدر أن “منشورا ترعاه استخبارات بلد مجاور (المغرب)، جعل الكذب المرضي المغربي يطفو مرة أخرى إلى السطح بخصوص جدول أعمال أحيك من نسج الخيال ليتم ربطه بالمحادثات التي أجراها وزير الشؤون الخارجية السعودي مع مسؤولين جزائريين في محاولة يائسة تهدف الى رهن العلاقات الثنائية الجزائرية السعودية“.
و أضاف أنه “من خلال التأكيد و بإلحاح على أن جهود وساطة سعودية شكلت موضوع محادثات بين الطرفين، فإن هذا المنشور مجرد حاضنة لأخبار كاذبة يسعى إلى جعل رغبات أصحابه حقيقة. فعلاوة على أنه لم يتم التطرق بتاتا إلى العلاقات بين الجزائر و المغرب خلال تلك المحادثات، فقد تم التأكيد مجددا على الموقف الرسمي الجزائري الواضح جدا بخصوص أي مبادرة للوساطة مهما كانت طبيعتها“.
و يؤكد الموقف الجزائري الرسمي أن “الاسباب التي أدت الى قطع العلاقات (مع المغرب) لم تتغير و موقف الجزائر بهذا الخصوص لن يتغير ايضا، و عليه فلا مجال لأي مبادرة باعتبار أن الامر يتعلق بقرار سيادي مؤسس و مبرر بالمسؤولية التامة و الكاملة للمغرب في تدهور علاقاتنا الثنائية“.
أما فيما يتعلق بالمحادثات المثمرة التي أجراها الوزير السعودي، اكد ذات المصدر ان “المجالات واسعة بالنظر الى الحوار الاستراتيجي الطموح القائم بين البلدين اللذين يتمتعان بثقل كبير في المنطقة و على مستوى الهيئات العربية و الاسلامية و حركة عدم الانحياز، و ضمن إطار تعاون آخر يتمثل في منظمة الدول المصدرة للنفط +اوبيك+ يشكل هو الآخر جانبا هاما في العلاقة الشاملة التي تجمع بين الجزائر و المملكة العربية السعودية“.
كما تمت الاشارة الى ان “تلك العلاقات الثنائية جوهرية و كلا الجانبين حريص على تطويرها و استغلال جميع الامكانيات التي يزخر بها البلدين لا سيما من خلال عقد لقاءات منتظمة رفيعة المستوى (في هذا الصدد فان ولي العهد السعودي ينوي القيام بزيارة الى بلدنا)”.
وعلى الصعيد الاقليمي و الدولي و تحسبا لانعقاد القمة العربية بالجزائر، أوضح المصدر الدبلوماسي ان البلدين ينسقان مواقفهما من اجل “رفع مستوى فعالية العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات متعددة الاشكال القديمة منها و الجديدة (المترتبة عن المواجهة بين روسيا و البلدان الغربية)، التي تواجه العالم العربي”، مضيفا ان دعم العربية السعودية لترشح الجزائر لنيل مقعد كعضو غير دائم في مجلس الامن الدولي “يعتبر تعبيرا عن ثقة المملكة التي تعتبر أن الجزائر ستكون فاعلا هاما في دعم الاستقرار و الامن الاقليمي و الدولي“.
وخلص في الاخير الى التأكيد بان “الدخلاء المعتادين الذين ألزموا حدهم بخصوص الشروط التي زعموا أن الجزائر وضعتها، يحاولون التدخل عنوة لانتهاز أجندة علاقاتنا الاستراتيجية مع العربية السعودية، فجدير بهم البحث عن حيل أقل فضاضة لأن استغلال مسألة وساطات مزعومة مهما كانت طبيعتها، حجة واهية أكل عليها الدهر وشرب“.
حورية/م