لاعبة كرة السلة يسرى عقوني : العالمية طموحي ، ولا مستحيل أمام الفتاة في حال توفر الدعم والاهتمام
بقلم / أ. لخضر . بن يوسف
في الحادية عشر من عمرها ، كانت يسرى ترمي حقيبتها المدرسية وتذهب للعب كرة السلة مع زميلاتها في فريق المتوسطة ، وها هي في 21 عاما ، لاعبة في فريق “جامعة تبسة ” للسيدات
عقوني يسرى لاعبة خط الهجوم – جناح أيسر – ، هي شابة ، يجمعها الشغف بكرة السلة على ملعب أحمر في الولاية الواقعة في شرق الجزائر” تبسة ” ، تمتاز بالسرعة والرشاقة والقدرة العالية على الاستحواذ على الكرات هجوما ودفاعا والبلوك والمساندة والدفاع الجيد والتصويب الثلاثي والاختراق ، رغم أنّ رياضة كرة السلة في الجزائر لا تعطى لها أهمية بالغة في العموم ومع ذلك نجحت يسرى في التقدم ، وشق طريقها نحو الأعلى بوضوح ، قد لا يكون هدف يسرى هذا حلما بعيد المنال ؛ إذ يرى كل من يشاهدها ويتابعها ، أنه علينا “حتما ” أن نتابع مباريات يسرى جيدا ؛ فيسرى تقترب من الذروة في هوايتها ، هي في طريقها باتجاه القمة في توقيت لا يمكن أن يكون أفضل بالنسبة لها ، شاركت في العديد من البطولات الوطنية للرياضة المدرسية وحازت مع فريقها على مرتبة من المراتب الثلاثة الأولى وطنيا عدة مرات ، شاركت في البطولة الوطنية الجامعية لكرة السلة مرتين على التوالي ، لاعبه سابقه في أحد أندية الولاية لكرة السلة ، شاركت معهم في البطولة الوطنية للأندية
كيف كانت بدايتك مع رياضة كرة السلة ، ولماذا اخترت هذه اللعبة من بين كل الألعاب الأخرى؟
كانت بدايتي وأنا في سن 11 في فريق المتوسطة لكرة السلة ، وقد اخترتها من بين كل الرياضات الأخرى لحبي لها منذ الصغر
العديد من اللاعبات اللاتي يتمتعن بمستوى كبير، إلا أن الضغوطات الممارسة من طرف عائلاتهن منعتهن من إبراز مواهبهن ، كيف تمكنت أنت من اقتحام الرياضة النسائية ، وما هو رد فعل العائلة ، وما الرسالة التي توجهينها في هذا الخصوص لكل الفاعلين لمساعدة الإناث من أجل ممارسة الرياضة ، باعتبار أنها تفيد في جميع الحالات.؟
نعم ، تعاني العديد من اللاعبات الموهوبات من ضغوطات أسرية وإجتماعية كبيرة وهو الأمر الذي يدعوهن للإحباط والتخلي عن الطموح الرياضي مبكرا، أما بالنسبة لي أنا فلقد تلقيت الدعم العائلي منذ بداياتي الأولى في المشوار الرياضي ، الأمر الذي أعطاني جرعة أمل كبيرة للمواصلة وعدم الاستسلام
ولهذا أدعو جميع العائلات أن يشجعوا طموحات بناتهن الرياضية ، وكذلك أدعو كل المجتمع الجزائري للتخلي عن النظرة السلبية الموجهة للمرأة الرياضية ، فما هي إلا حكم مسبق خاطئ
كيف بدأ عشقك لكرة السلة ، ومن الذي كان السبب في ذلك؟
.تطور العشق والحب الأبدي لهذه الرياضة بسبب أول مدربين للفريق الذي لعبت فيه في المتوسطة ، المدرب مراد نويري ، والمدرب الراحل مكاحلية رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه ، فلقد رافقانا في أول خطوات لقائنا مع كرة السلة
ما هي التضحيات التي قدمتها للوصول إلى هذا التقدم والمستوى ؟
قدمت مثلي مثل باقي لاعبات الفريق تضحيات كبيرة لمواصلة مشوارنا الرياضي
، كالتضحية بأوقات الفراغ لتخصيصها للتدريب ، وبذل مجهودات كبيرة وتحمل إصابات جسدية متعددة قد تصيب اللاعبة ، وكذلك مواجهه الرفض الاجتماعي والنقد السلبي لفكرة المرأة الرياضية
كيف توفقين بين لاعبة وطالبة وكاتبة وفنانة ، وما هو دور الأسرة خلال مشوارك مع كرة السلة ؟
لا أنكر أن التوفيق بين مختلف ميولاتي والنشاطات التي أمارسها من حبي للفن ومشواري الأدبي ككاتبة مبتدئة ورياضية وكذلك تلميذة وطالبة هو أمر مجهد جدا
، لكن بالتخطيط الجيد والالتزام وتنظيم الوقت يمكن للفرد ممارسة كل ما يريد وتحقيق جميع أهدافه ، فالطريق طويلة وأنا لا زلت فقط في البداية فقط
ما هو المركز الذي تجيدين اللعب فيه في الملعب ، و ما أهم البطولات التى أحرزتها فى بداياتك ؟
مركزي في الفريق هو جناح أيسر بحكم كوني عسراء ، تأهلت رفقة فريق المدرسة المتوسطة للبطولة الوطنية للمدارس أربع سنوات على التوالي لنحقق في مرتين منها المرتبة الثالثة وطنيا ، والتتويج بالميدالية البرونزية ، تلك كانت أول وأهم البطولات في بداية مشواري ، لتليها مشاركتي رفقة فريق جامعة تبسة في البطولة الوطنية للجامعات لسنتين على التوالي في البطولة الوطنية…
، WNMTولعبي نصف موسم رياضي مع نادي وداد نجـــــوم مدينة تبسة للأندية
، وكنت أستعد في بداية هذا الموسم للالتحاق بنادي آفاق الأمل الرياضي تبسة HEST إلا أني لم أتمكن من ذلك بسبب ظروف خاصة
أهم لحظاتك السعيدة والحزينة أثناء مشوارك مع كرة السلة؟
كل مشواري الرياضي كان بالنسبة لي تجربة سعيدة ، لكن أهم اللحظات السعيدة التي عشتها كانت عند الفوز والتتويج ، فعند عدها تحس بحلاوة التعب والجهد المبذول ، أما بالنسبة للحظات الحزينة فهي كانت عند فراقنا كلّ مرة لإحدى اللاعبات الرائعات اللواتي اضطررن لمغادرة الفريق بسبب ظروفهن الخاصة
ما شعورك وأنت تمثلين مدينتك ومؤسساتك محليا ووطنيا في البطولات ؟
شعور تمثيلي لمدينتي ومؤسساتها شعور جميل ، تتخلله مسؤولية كبيرة اتجاه باقي زميلاتك ومدربك وولايتك ، فنحن مطالبون بتقديم كل ما نستطيع تقديمه وألاّ ندحر جهدا في سبيل رسم البسمة والفرحة على من يثقون بنا
ما نصائحك للبنات اللواتي يردن ممارسة رياضة واحترافها ، ولكن يخفن من نظرة المجتمع؟
ارضاء الناس غاية لا ترضى ، ومهما فعل الفرد من جميل سيتعرض للانتقاد من طرف فئات وشرائح معينة من مجتمعه ، تلك التي تخالفه في المبدأ وطريقة التفكير
، لذا نصيحتي لكل فتاة تملك طموحا رياضيا محترما أن تسعى لتحقيقه متخطية كل الصعاب فلا نجاح دون تعب
كيف تستعدين لعودة النشاط الرياضي في ظل ازمة كورونا؟
أستعد لعودة النشاط الرياضي في ظل أزمة كورونا بمتابعتي لأخبار الرياضة وممارستي للتمارين الرياضية منزليا
كيف ترين المنافسة في المسابقات المحلية في حالة عودة المسابقة ، وهل تتوقعين عودة المنافسات ؟
أرى أن المنافسة في المسابقات المحلية إن عادت ستكون مختلفة وبتأطير خاص يتناسب والوضع الصحي الراهن للبلاد ، مع أني أظن أن عودة المنافسات قبل زوال المرض أمر مستبعد جدا
ما هو رأيك في إيقاف النشاط الرياضي بسبب فيروس كورونا؟
إيقاف النشاط الرياضي بسبب فيروس كورونا هو إجراء حتمي وسليم لتقليل الاحتكاك وتفادي حدوث إصابات ، وانتشار العدوى خلال المنافسات الرياضية ، لكن هذا الأمر لا يمنع الرياضي من ممارسة الرياضة منزليا مؤقتا
هل الألعاب الأخرى بخلاف كرة القدم مهمشة إعلامياً وخاصة الخاصة بالسيدات؟
أظن أن أغلب الرياضات النسوية من كرة السلة وكرة القدم وكرة اليد والطائرة وغيرها من الرياضات النسوية مهمشة إعلاميا واجتماعيا ، فكاميرات الإعلام موجهة دائما للرياضات الرجالية وخاصة كرة القدم ، وكذلك مختلف أجهزة الدولة تدعم الرياضة الرجالية أكثر من النسوية ، لكن هذا لا يعني غياب الدعم التام ، فهناك دائما فئات إعلامية دولية واجتماعية تدعم الرياضة النسوية
ما هي أهدافك وطموحاتك المقبلة ؟
أهدافي وطموحاتي المستقبلية كثيرة ومتعددة ، لكن في الجانب الرياضي أنوي مزاولة تدريباتي مباشرة بعد أزمة كورونا ، أطمح لتحسين مهاراتي والوصول للاحتراقية بإذن الله
كلمة ختامية
ككلمة ختامية أتوجه بالشكر لك على هذا الحوار الشيق ، ولأسرتي على الدعم المتواصل ، وأتوجه برسالة أن شجعوا واهتموا بالفئات الرياضية النسوية ، فهن يحتجن للدعم