قاري إبراهيم صاحب آخر الرّواق… تأثرت بوالدي مع أنه توفي وعمري 3 سنوات
جو لا يُعوض ذلك الذي بعت فيه كتابي بالتوقيع
استضافت “الديوان” ضمن عدد لحصتها “ضيف الديوان” صاحب المجموعة القصصية “آخر الرِّواق” قاري حبيب الله إبراهيم، التي تحدّث عنها، وعن ما واجهه قبل أن يتمكن من نشرها ووضعها بين أيدي عشاق كتب الخيال والرّعب والإثارة، فضيف الديوان البالغ من العمر 22 سنة الكاتب والمصور الفوتوغرافي ومخرج الأفلام القصيرة، من ولاية وهران، وصف تجربته وهو يبيع “آخر الرّواق” بالتوقيع بالتي لا تعوّض وهكذا كان الحوار معه.
حاورته خديجة بلعظم
الديوان: منذ متى اكتشفت شغفك بالكتابة؟
إبراهيم قاري: منذ أولى سنواتي في الابتدائي، كنت متفوقا جدّا في حصص التعبير الكتابي، وكذلك الأمر سنوات التعليم المتوسط، لكنني سرعان ما بدأت في الابتعاد عن شغفي إلى عام 2017.
الديوان: ماذا حصل في ذلك العام؟
إبراهيم قاري: وقتها بدأت في كتابة رواية، هي الآن مجمدة وفضّلت تحويلها إلى مشروع سيناريو فيلم، كونها قابلة للتوسع، في انتظار الحصول على الدّعم لأجل ذلك، والرواية تتحدّث عن قصة رعب تروي تفاصيل تحدّي مجموعة أصدقاء لصديقهم وبناء على ذلك الموقف تتوالى الأحداث.
الديوان: بمن تأثرت في مجال الكتابة؟
إبراهيم قاري: بوالدي محمد قاري رحمه الله، كان كاتبا وفيلسوفا وأستاذ جامعي في معهد الفلسفة بجامعة وهران 1 ، ترك مجموعة مقالات فلسفية وغيرها إلى جانب كتاب “سيميائيات المعرفة المنطقية منهج وتطبيق” تضمن نقدا لفلسفة ارسطو، ومع أنني لم أعايشه لأنه توفي وعمري 3 أعوام فقط، غير أنني تأثرت كثيرا بمساره، وكان كافيا ما رواه لي الأهل وأصدقاؤه عنه، حتى أتأثر به كثيرا، ولازالت اجتمع بأصدقائه كل ما سمحت لي الفرصة.
الديوان: هل كنت تُظهر ملكتك اللغوية من خلال نشاطات المؤسسات التربوية؟
إبراهيم قاري: في مرحلة الابتدائي كنت أشارك رفقة معلمتي في مسرحيات المدرسة، ثم وقت المرحلة المتوسطة، دعمتني كثيرا معلمة اللغة الفرنسية رحمها الله، فهي من اكتشفت موهبتي في التصوير ووقتها عرضت عليها فكرة صناعة فيلم قصير عام 2012، ثم زاد شغفي بصناعة الأفلام الذي ركزت عليه أكثر في مرحلة التعليم الثانوي.
الديوان: ما الفكرة التي طرحها الفيلم؟
إبراهيم قاري: كان مشروعا للغة الفرنسية يعرض مواقف يتعرض لها طفل يتيم، يبيع الخضار بسوق “ايسطو” ، يتعرض للاعتداء الجسدي وصديقه يدافع عنه ثم يوجهه ليكمل دراسته، فيتفوق التلميذ ويكرمه مدير المؤسسة، وكنت أول تلميذ يبادر بتصوير فيلم قصير، وتم بثّه على مستوى المتوسطة، وبعدها بدأت أعمل على تصوير كتاباتي وتحويلها إلى أفلام سمعية بصرية.
الديوان: كيف تصف تجربتك مع نشر كتاباتك؟
إبراهيم قاري: كنت متحمسا بادئ الأمر لدرجة أنني اعتقدت أن الأمر بسيط، وهنا كان الخطأ لأنني اصطدمت بالعديد من العقبات، وأدركت أنه يجب علي التخطيط أكثر ودراسة خطواتي جيدا، ونجحت بعدها في طبع “آخر الرواق”
الديوان: كيف كان ذلك؟
إبراهيم قاري: بدأت أواخر عام 2018 في كتابة القصص القصيرة، وكنت أعرضها على أصدقائي لمشاركتي ملاحظاتهم، وذلك حمّسني لأتمكن من كتابة 6 قصص، إلى أن عرّفني صديقي على صديق آخر، كان بصدد إطلاق دار للنشر، واقترح علي نشر القصص ضمن كتاب واحد، وفعلا جمعت 8 منها وانتهت عملية طبعها شهر رمضان من العام الماضي لأتسلّمها مطلع العام الجاري.
الديوان: ماذا تناولت تلك القصص؟
إبراهيم قاري: آخر الرواق عبارة عن 8 قصص قصيرة من نوع الرعب والخيال والاثارة، مواضيعها متنوعة وشخصياتها كذلك، كما أنني محب لهذا النوع من الكتابة، الذي يدفعني لمطالعة إصدارات لكتاب في نفس مجال تخصصي، مع أنني أطالع أنواع أخرى من الكتابة غير أنني أميل لنوعية الرعب والخيال أكثر.
الديوان: كيف مرّ حفل بيعك لآخر الرواق بالتّوقيع؟
إبراهيم قاري: حقا لا يعوّض.. وقتها نشرت على الفايسبوك منشورا بعنوان الحفل الذي تم بمكتبة البلدية “الكاتدرائية” وسط وهران، ولم أتوقع كل ذلك الحضور، خاصة الأساتذة والأصدقاء، كنت أوقع كتبي ضمن جو جميل لا يعوض.
الدّيوان: كيف خدمتك مواقع التواصل الاجتماعي؟
إبراهيم قاري: كثيرا، خاصة أنني أنشر عليها كتاباتي، ولولا ذلك المنشور الخاص بآخر الرواق لما سمع أحد بالحفل وربما ما كان ليحضر ذلك العدد بيع الكتاب بالتوقيع.
الدّيوان: ماذا بعد آخر الرواق؟
إبراهيم قاري: حاليا أخطط لإنهاء إصدارين جديدين، روايتان من نوع الرّعب كذلك لأبدأ في طبعهما لاحقا.