عيادة ذات بناء جاهز تُنهك المرضى وتعقد مهام الأطباء والممرضين بالكريمية في الشلف
مطالب بإنجاز مستشفى يتوفر على جميع التخصصات والتجهيزات الحديثة
لا تزال الخدمات الصحية العمومية ببلدية الكريمية التي تبعد نحو 25 كلم عن مقر ولاية الشلف ، بعيدة عن تطلعات المواطنين خاصة المرضى الذين يدفعون فاتورة الخدمات الصحية المتدنية و النقائص الكبيرة المسجلة على مستوى العيادة المتعددة الخدمات ” الكريمية ” ذات البناء الجاهزة .
و رغم النداءات الكثيرة المرفوعة من طرف فعاليات المجتمع المدني ببلدية الكريمية التي يقارب تعداد سكانها 40 ألف نسمة ، إلى السلطات الولائية و القائمين على قطاع الصحة من أجل إنهاء كابوس معاناة مواطني هذه البلدية مع العيادة المتعددة الخدمات التي أصبحت عاجزة عن التكفل الأمثل بالمرضى كونها عبارة عن بناء جاهز طال مرافقها الاهتراء و القدم بعد سنوات طويلة من العمل ، و لم تعد الترميمات الدورية تجدي نفعا لتغطية النقائص المسجلة في جميع المصالح ، و تساهم في استقبال المرضى في ظروف مناسبة و تقدم لهم الخدمات الصحية المطلوبة بالمقابل تكلف خزينة الدولة أموالا طائلة .
كما يشكو مواطنو بلدية الكريمية من الضغط الرهيب الذي تشهده العيادة المتعددة الخدمات بسبب الأعداد الكبيرة من المرضى من مختلف الفئات العمرية و الجنسين الذين يتوافدون بشكل شبه يومي على مصالح العيادة التي أضحت غير قادرة على الاستجابة لجميع الطلبات من علاج و إجراء فحوصات طبية عادية أو استعجالية ، ناهيك خدمات التصوير بالأشعة و إجراء التحاليل المخبرية و تلقيح الأطفال و أخذ الحقن و خدمات طب الأسنان و كذا مصلحة الأمومة و التوليد و غيرها من الخدمات الطبية ، و التي غالبا ما تكون محدودة أو غير متوفرة ما تزيد من متاعب المرضى و الأطباء و الممرضين على حد سواء .
و المشكل الآخر يتمثل في الطوابير الطويلة للمواطنين داخل أروقة العيادة من أجل تلقيح الأطفال الرضع أو أخذ موعد للتلقيح ، و غالبا ما تكون اللقاحات إما محدودة أو غير متوفرة على مستوى العيادة ، ليفرض على الأولياء البحث عنها في مؤسسات استشفائية خارج إقليم البلدية ، ناهيك مشكل نقص الأدوية و الوسائل الطبية الكثيرة الاستعمال ، و هذا ما ينعكس سلبا على الخدمات الطبية المقدمة و تزيد من متاعب الأطباء و الممرضين العاجزين عن تلبية حاجيات المرضى و تقديم لهم الخدمات المطلوبة في ظل النقائص الخارجة عن نطاقهم ، ناهيك عن تدهور وضعية معظم المكاتب المخصصة لاستقبال المرضى و إجراء الفحوصات ، و حالة الكراسي بقاعات الانتظار و أيضا المراحيض التي لا تليق بقطاع الصحة .
و من بين المظاهر التي تعكس الاهمال و اللامبالاة ، انعدام مرفأ خاص بسيارة الاسعاف الجديدة التي تدعمت بها مؤخرا العيادة ، و تركن في الخلاء عرضة للحرارة الشديدة في مواسم الحر ، و في المواسم الأخرى للأمطار و الرياح ، و هذه العوامل الطبيعية ، قد تؤثر على هيكل المركبة و تجهيزاتها ، ضف إلى ذلك ، انتشار الحشائش بمحيط العيادة ، في صورة مشوهة للمرفق الصحي الذي بدأ مع مرور السنوات يفقد معالمه ، و لا يستجيب لطلبات و تطلعات المرضى الذين يأملون في يوم من الأيام أن يتجسد على أرض بلديتهم حلم إنجاز مستشفى يتوفر على جميع المرافق و التخصصات و كذا التجهيزات الطبية الحديثة ، يجنبهم معاناة التنقل إلى المؤسسات الاستشفائية العمومية المتواجدة بالبلديات المجاورة و بعاصمة الولاية ، و كذلك العيادات الخاصة التي مصاريف العلاج فيها ليست في متناول الجميع .
م.ز