“على آثار المحتشدات”.. فيلم وثائقي يوثق معاناة سكان المحتشدات خلال فترة الاستعمار الفرنسي الجزائري
أمينة حلوي
قام مركز البحث في الانثربولوجيا الثقافية والاجتماعية, اليوم الاثنين, بعرض فيلم وثائقي تاريخي “بعنوان “على اثار المحتشدات”, للمخرج الجزائري “السعيد عولمي” , ويعد هذا الفيلم الوثائقي من انتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والمركز الجزائري لتطوير السينما- وزارة الثقافة.
في ذات السياق يتحدث الفيلم عن قيام المستعمر الفرنسي بترحيل وتهجير حوالي 3 ملايين من الجزائريين من الشيوخ والنساء والاطفال, ليوضعوا في المحتشدات تحت المراقبة الكاملة للجيش الفرنسي, ليتطرق الفيلم بذلك الى مختلف الظروف المأساوية والانسانية التي عاشها حوالي 40 بالمئة من السكان الجزائريين الذين أجبروا على مغادرة قراهم وأراضيهم قهرا, كما يكشف بالشهادات الحية والصور والوثائق والارشيف كل أشكال العنف والاهانة التي تعرض لها الشعب الجزائري منذ الاحتلال الفرنسي .
هذا وتم التطرق في هذا الفيلم الوثائقي الذي تبلغ مدته الساعة و 14 دقيقة الى العديد من المحاور المتفرقة والتي بدورها أظهرت معاناة السكان الجزائريين العزل في مناطق المحتشدات خلال تلك الفترة, والمتمثلة في التعذيب, الترهيب, التقتيل, الترحيل القصري, حرق القرى, اضطهاد النساء, وموت الاطفال بأعداد كبيرة بسبب ظروف المعيشة الصعبة وسوء التغذية الناتجة عن السياسة العسكرية الفرنسية الممنهجة ان ذاك.
في هذا الشأن أكد المخرج السعيد عولمي بأنه ليس مؤرخا ولكنه يبحث في التاريخ كرجل اعلامي وتابع :”أحاول أن أخلق روحا للمادة التاريخية بهدف ابلاغ الرسالة بأبسط طريقة ممكنة, لجعل المشاهد يفهم هذه المأساة بطريقة أكاديمية, و لمنح هذا العمل مصداقية وليكون الفيلم موجها للشعبين الجزائري والفرنسي على حد سواء , لذلك حاولنا على قدر الامكان أن نقابل باحثين وشهود جزائريين وفرنسيين, لإضفاء المصداقية قدر الامكان, ولإيصال الفكرة للجميع.
يذكر أن السعيد عولمي هو منتج وكاتب سيناريو ومخرج لنحو خمسين فيلما وثائقيا ذات طابع تعليمي واجتماعي وتاريخي, ترأس عدة لجان تحكيم لمهرجانات وطنية ودولية.