آخر الأخبارالحدثالوطنيمتفرقات

خلف ما لا يقل عن 2600 قتيل..   الشلف تستذكر زلزال “الأصنام” المدمر

يستذكر سكان الشلف في العاشر من أكتوبر الجاري الذكرى 45 لزلزال الأصنام المدمر “الشلف حاليا” الذي بلغت شدته 3ر7 درجة على سلم ريشتر، وخلف ما لا يقل عن 2600 قتيل وعدد كبير من الجرحى والمفقودين ومشاهد دمار كبير، إلا أن الهبة التضامنية الرسمية والشعبية ساهمت في التخفيف من آثارها، حسب شهادات مواطنين عايشوا هذه الكارثة الطبيعية.

يروي توفيق بوكريط (67 سنة)، أحد قاطني حي “لاسيا” بالشلف بتأثر بالغ، تلك اللحظات العصيبة التي عاشها آنذاك قائلا: “في لحظة انهارت أمامي عمارتنا، قوة الزلزال دمرت مدينة الأصنام الجميلة مخلفة مشهدا مأساويا، الكل كان مصدوم من حجم هذه الكارثة الطبيعية.

وعلى أنقاض المباني والعمارات خاض السيد بوكريط رحلة البحث عن أفراد عائلته ليجد والدته بعد 48 ساعة تحت الأنقاض والردوم، على قيد الحياة، فيما لقي إخوته (3 بنات و ولد) حتفهم، و لم يتم انتشالهم إلا بعد وصول فرق الإنقاذ ومشاركة مواطنين من مختلف الولايات في عمليات البحث، في صور تعكس عمق التآزر الإنساني و قيم التضامن لدى الجزائريين، كما قال.

ولا يزال مشهد تصاعد الغبار يوم الجمعة على الساعة الواحدة ظهرا، جراء قوة الهزة الأرضية و حجم الدمار، مشكلا سحبا عاتية في سماء الشلف، عالقا في ذاكرة أحمد لواحشي (مواطن من حي الشواقرية – أولاد فارس) الذي يسترجع هذه الذكريات العصيبة قائلا: “كانت الساعة حوالي الواحدة ظهرا، وبين لحظة و أخرى تحول السكون إلى فوضى عارمة و صراخ هنا وهناك، و كان أول ما رأيت عندما خرجت من منزلنا سحاب كثيف من الغبار يحيط بمدينة الشلف.

واسترسل ذات المتحدث ” آثار الصدمة والخوف لم تزل إلى غاية بداية وصول المساعدات من طرف أفراد الجيش الوطني الشعبي و السلطات المحلية و أعيان المنطقة، فيما شكلت صور التضامن و تطوع المواطنين من مختلف المناطق للبحث عن الناجين وإسعاف الجرحى وانتشال الضحايا قوافل الدعم الإنساني والنفسي لنا.

وأبرز العديد من سكان الشلف الذين حاورتهم “وأج” بالمناسبة أن زلزال الأصنام يعتبر محطة لتضافر الجهود التضامنية على المستوى المحلي والوطني، و خلف، بغض النظر عن الآثار السلبية له جراء الفقدان وهول الكارثة، ثقافة الوقاية و احترام شروط الأمان والبناء المضاد للزلازل خلال أشغال البناء، خاصة أن المنطقة تصنف ضمن المناطق الزلزالية وكانت قد شهدت في 9 سبتمبر 1954 زلزالا عنيفا أيضا.

 

برامج ومشاريع سكنية مستدامة تعويضا للخسائر

وعقب هذه الكارثة الطبيعية، اتخذت الدولة مجموعة من الإجراءات و التدابير والبرامج للتكفل بالمتضررين و تعويض البناء الجاهز و استحداث أقطاب عمرانية و مرافق عمومية تستجيب لشروط التنمية الحضرية المستدامة وتساهم في تحسين الإطار المعيشي للمواطن.

واستنادا لمدير السكن بالشلف، نبيل يحياوي، تم تخصيص في هذا الإطار 18300 إعانة مالية لتعويض البناء الجاهز بمبلغ مالي قارب 19 مليار دج، واستحداث أقطاب سكنية جديدة بكل من بلديتي الشلف و وادي سلي خلال السنوات الأخيرة.

 

بدوره، شهد قطاع التجهيزات العمومية استبدال عدد من المرافق، لاسيما في قطاعات التربية والصحة و الإدارات العمومية، بهياكل جديدة تراعي شروط السلامة والأمان والمقاييس المضادة للزلازل، أسهمت في تحسين ظروف العمل والاستقبال (بالنسبة للمواطنين والتلاميذ) وعصرنة النسيج العمراني للمدينة.

وسجل قطاع التربية تعويض 209 مؤسسة تربوية في مختلف الأطوار الدراسية عبر مختلف مناطق الولاية، منها 15 ثانوية، 36 متوسطة، 158 مدرسة، بالإضافة إلى 297 قسم توسعة، بغلاف مالي إجمالي فاق 13 مليار دج، حسب المكلف بالبرامج المحلية بمديرية التجهيزات العمومية، الجيلالي نوي.

واستفاد قطاع الصحة من دراسات مشاريع تعويض 7 عيادات متعددة الخدمات مشيدة بالبناء الجاهز بكل من بلديات الشلف (حي الحرية)، بنايرية، سنجاس، الظهرة، تاجنة، عين مران و الأبيض مجاجة، وفقا لنفس المصدر.

وأشاد رئيس المجلس المحلي لهيئة المهندسين المعماريين بالشلف، عبد الباسط البوعلي، “بالجهود الفعالة للسلطات العمومية لاستبدال البناء الجاهز بالنسبة للمساكن و الهياكل العمومية، مع إشراك مختلف الهيئات و الأطراف المعنية، وإصدار التشريعات المتعلقة بتعزيز معايير السلامة في البناء و الوقاية من خطر الزلازل على غرار النظام الجزائري المضاد للزلازل.

 

 

ق/و

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى