قال مدير الديوان الوطني الجزائري للحبوب، عبد الرحمن بوشهدة، أن “الديوان قرر تأمين مخزون الجزائر من مادة القمح، تحسبا لأي طارئ قد يهدد الأسواق، كارتفاع الطلب، أو توقيف الدول المصدرة للقمح لعملية البيع، وذلك بهدف تلبية الطلب الداخلي.
وأوضح بوشهدة أن “الجزائر حتى الآن تستهلك القمح المحلي الذي كان وفيرا في الموسم الماضي، وفاق 6 ملايين طن، وبالتالي مع وصول شحنات ماي المبرمة خلال شهر فبراير الماضي، بالإضافة إلى شحنة جوان سنكون في أريحية”، وفق ما نشره عنه موقع “العربي الجديد”.
ويأتي هذا التحرك في إطار خطة حكومية لتأمين السلع الضرورية في ظل تفشي فيروس كورونا وتداعياته على الأسواق العالمية والمحلية.
و كانت الجزائر قد اشترت أكثر من 900 ألف طن من القمح اللين، وطرحت 3 مناقصات جديدة لاقتناء المادة، في وقت يستعد فيه مزارعو الولايات الجنوبية لتشغيل آلات الحصاد تمهيدا لإطلاق موسم جني محصول القمح.
وضاعفت الجزائر مناقصات شراء القمح في الأيام الأخيرة. ففي بداية الأسبوع الماضي، اشترت ما يقرب من 240 ألف طن من القمح تسليم شهر جوان ، بمتوسط سعر 245 دولارًا للطن، بزيادة دولارين عن الأسبوع ما قبل السابق.
وبمجرد طيها للمناقصة، أعاد الديوان الجزائري للحبوب إطلاق مناقصة على الفور للتسليم في جوان أيضا، لاقتناء 250 ألف طن من القمح. وبذلك تكون هذه الدعوة الجزائرية الثالثة للمناقصات في غضون عشرة أيام، إذ كانت المناقصة الأولى بـ230 ألف طن تسليم النصف الأول من يونيو القادم.
وأنهت الجزائر عملية شراء 240 ألف طن من القمح المطحون، بصفة مستعجلة، في مناقصة دولية، تم إغلاقها في 26 مارس ، وفي 12 من الشهر نفسه، استحوذ الديوان الجزائري للحبوب على ما يقرب من 680 ألف طن من القمح المطحون.
وتسابق الجزائر الزمن من أجل تأمين مخزونها من القمح، وسط ارتفاع الطلب الداخلي والعالمي على المادة الذي خلّفه فيروس كورونا
وتمثل واردات الجزائر 15.4 في المائة من السوق الأوروبية للقمح، ومن أصل ما تستورده البلاد من القارة العجوز، تمثل فرنسا حصة الأسد بـ70 في المائة،يضيف المصدر ذاته . وتعتبر الجزائر ثاني زبون رئيسي للمحصول الفرنسي بعد مصر، ويقدّر معدل الاستيراد بـ4.6 ملايين طن سنويًا.
ويتزامن دخول الجزائر في سباق المناقصات العالمية للاستحواذ على القمح، مع انطلاق موسم الحصاد في محافظات الجنوب الجزائري المعروفة بحرارتها المرتفعة، في انتظار انطلاق العملية في محافظات الشمال خلال شهر ماي القادم، ما سيسمح للمخزون الجزائري من القمح بالارتفاع نسبيا.
وحسب محمد عليوي، رئيس الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، فإن “الاتحاد ينتظر أن يصل محصول القمح إلى ما بين 4 و5 ملايين طن، ولن يصل إلى مستوى السنة الماضية، بسبب الجفاف الذي ضرب شتاء الجزائر، إلا أن الكمية المنتظرة تبقى جيدة”.وأضاف عليوي،حسب الموقع ذاته أن “محاصيل القمح ستُباع آليا لديوان الحبوب. مبدئيا المخزون يغطي 6 أشهر أو أكثر”. ق ا /وكالات