المنتدى الاقتصادي روسيا ـ العالم الإسلامي: الطبعة ال15 تتوج بتوصيات واتفاقيات لتجسيد عدة مشاريع استثمارية
شهدت الطبعة ال15 للمنتدى الإقتصادي الدولي “روسيا ـ العالم الإسلامي” بقازان, انعقاد أكثر من 150 جلسة عمل توجت بتوصيات وقرارات من شأنها تعزيز التعاون وتوطيد العلاقات بين الجانبين, إضافة إلى ابرام اتفاقيات شراكة لتجسيد عدة مشاريع هيكلية.
وخلال الجلسات المنظمة في إطار هذا المنتدى, الذي اختتمت فعالياته سهرة يوم أمس الجمعة, ركز المشاركون على أهمية إنشاء هيئة دولية للتنمية الإقليمية تشمل الدول الاسلامية وروسيا تتكفل بمجال البناء والتخطيط الحضري واستغلال الأراضي وبناء مشاريع عقارية ومدن جديدة بالاعتماد على مؤسسات مشتركة تعمل على تبادل التكنولوجيا والخبرات واليد العاملة.
وأبرز المشاركون أهمية هذه الهيئة في استقطاب الخبراء والمستثمرين لتنفيذ مشاريع كبرى ومواجهة النقص في اليد العاملة, واستخدام أحدث التقنيات والوسائل, مما سيسرع في عملية تنمية الدول في السنوات القادمة.
كما عرف “منتدى قازان 2024” إطلاق عدة مبادرات والاتفاق على جملة من المشاريع بهدف تطوير وتعزيز العلاقات بين روسيا والدول الإسلامية, لاسيما في مجالات البنية التحتية واللوجستية والمالية, فضلا عن التعاون في مجالات السياحة والتكنولوجيا والتعليم العالي والاعلام والثقافة والرياضة.
وفي هذا الإطار, تم التطرق إلى مشروع ممر النقل بين الشمال والجنوب, والذي يعول عليه لنقل بضائع من روسيا وآسيا الوسطى إلى دول الخليج وجنوب شرق آسيا.
وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي, مارات خوسنولين, خلال جلسة عامة للمنتدى, أنه تم إحراز تقدم في تنفيذ مشروع الممر اللوجستي بين الشمال والجنوب خلال السنوات القليلة الماضية مع إبرام اتفاقيات مع أذربيجان وإيران لمد خط السكة الحديدية لاحقا إلى موانئ الخليج العربي.
وأضاف أن حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي في ارتفاع متواصل حيث زاد بنسبة 30 بالمائة خلال 2023, مع تسجيل ارتفاع أيضا في تدفقات الحركة السياحية.
ومن بين المشاريع الأخرى التي تمت دراستها أيضا خلال المنتدى, مشروع اطلاق إمدادات الفحم والأسمدة من روسيا إلى إيران قبل نهاية السنة الجارية عن طريق السكك الحديدية عبر كازاخستان وتركمانستان, ومشروع آخر يتعلق بمجال السياحة العلاجية بين تركيا وروسيا الذي من المتوقع أن يتجسد خلال السنة المقبلة, حسب تصريحات مسؤولي البلدين.
وأجمع المتدخلون في مختلف النقاشات بأن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الاسلامية تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية واللوجستية, مما يطرح فرص هامة للتعاون بين الطرفين.
وعبرت عدة دول مشاركة في هذا المنتدى عن استعدادها لاستقبال مستثمرين من روسيا ومباشرة المحادثات حول إمكانية إزالة العقبات والحواجز الجمركية في المبادلات التجارية البينية وإنشاء نظام تجاري تفضيلي.
ومن الجانب الآخر, ولتشجيع الاستثمار الإسلامي في الاتحاد الروسي, أشار المسؤولون الروس إلى اعتماد بلادهم العديد من الامتيازات والتسهيلات التي تطمح من خلالها إلى استقطاب حاملي المشاريع.
وبهذا الخصوص, تم تطوير نظام مصرفي وفقا للمبادئ الاسلامية, حيث أعلن ممثلون عن الحكومة الروسية بالمناسبة عن تعميم مبادرات إدراج الخدمات المصرفية الإسلامية في البنوك الروسية لتتوسع, بعد أن كانت محصورة في بعض المناطق كتتارستان والشيشان وداغستان التي عرفت تطورا لهذا النظام المالي في السنوات الأخيرة.
يذكر أن المنتدى الاقتصادي روسيا ـ العالم الإسلامي, الذي احتضنه المركز الدولي للمعارض “قازان إكسبو” تحت شعار “الثقة والتعاون”, عرف مشاركة أكثر من 20 ألف شخص من 87 دولة, وفق المنظمين.
وضم برنامج المنتدى أكثر من 150 جلسة دارت حول عدة مواضيع بحضور 870 صحافي.
ويعتبر “منتدى قازان” منصة “رئيسية” بالنسبة لروسيا للتعاون مع دول منظمة التعاون الاسلامي حيث حصل, بموجب مرسوم وقعه الرئيس الروسي فلاديمر بوتين, على المكانة الفيدرالية بدءا من 2023 باعتباره من بين الفعاليات الرائدة التي تنعقد في روسيا.