طالبة جامعية لم تتجاوز الثانية والعشرين من عمرها بعد, جعلت من حبها للأزياء والرسم, مهنة لها, رغم تخصصها الجامعي المغاير الا انها تبعت شغفها وجعلت منه فرصة لا تعوض لتحقيق أحلامها, أغلبية تصاميمها موجهة للمحجبات تصاميم تتميز بالاناقة والعصرنة وتحافظ على رمزية الحجاب, فكيف كانت البداية؟ ولما هذا الطموح الكبير في عالم الازياء؟ وممن تستلهم تصاميمها؟ هذا وأكثر في حوارنا الحصري مع المصممة حورية طاع الله.
حاورتها: أمينة حلوي
الديوان : عرفينا بنفسك حورية؟
حورية: حورية طاع الله, طالبة جامعية سنة ثانية ماستر تخصص اعلام سمعي بصري, مصممة أزياء وأمتهن الخياطة كذلك, كما لدي ماركة ملابس اخترت لها اسم houria clouthing.
الديوان: ما سبب توجهك لتصميم الازياء رغم أنك تدرسين تخصصا مغايرا؟
حورية: في الحقيقة أنا أطمح لأن أكون ناجحة في كلا التخصصين وأن أوفق بينهما, ولكن مجال تصميم الازياء هو حب وهواية سنوات الطفولة, قبل كل شيء, أحببت هذا المجال منذ سن السابعة, اعتدت الرسم على كل شيء حتى الطاولات والجدران لم يسلموا من ذلك, وفي المدرسة عندما كانو يسألونني عن مهنة المستقبل كنت أجيب دائما مصممة أزياء, كبرت وكبر معي هذا الحلم, البعض من الناس عارضوني على هذا التخصص وكنت أسمع عبارات غير محفزة ولكن لم أستسلم وها أنا الان أحقق حلمي على أرض الواقع, وأسوق تصاميمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في صفحات الفايسبوك و الانستغرام.
الديوان: كيف كانت بدايتك مع تصميم الازياء؟
حورية: دعيني أخبرك بأنني أنا من أولائك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم, و أؤمن أن الرغبة هي سر النجاح في الحياة لكل إنسان, باختصار البداية دائما تكون صعبة و تحتاج إلى تخطيط و وقت, وبالنسبة لي درست الخياطة و التصميم في دار الشباب بالسانية وهران, و لكن لم أكمل تعليمي هناك لعدم تمكني من التوفيق بين دراستي الجامعية وبين التصميم, رغم ذلك كنت أتابع الدروس على اليوتيوب خاصة دروس الخياطة بالتالي مهارة الخياطة لدي كانت نتاج الفيديوهات التعليمية الموجودة على تطبيق اليوتيوب, و أول تصميم سميته (الفراولة ) فراولة لان لونه أحمر.
وأضيف أن كلا والدي من أكبر الداعمين لي فوالدتي كانت أول من أحضر لي قماشا كهدية حيث أنها أوفت بوعدها الذي قطعته وانا بسن 16 سنة, أمي لطالما كانت المحفز و المشجع و القدوة بالنسبة لي لأتابع المسير في هذا المجال, اما بالنسبة للخياطة فكل مصمم يحتاج إلى تعلم مهارات الخياطة و معرفة انواع القماش, لهذا كانت هدية أبي عند تحصلي على شهادة البكالوريا هي آلة خياطة (محمولة) , لتكون بداية مشروعي بها مع مبلغ كنت اجمعه من المنحة الجامعية أين كنت اشتري به القماش .
الديوان: هل تؤمنين بأن على مصمم الأزياء أن يتّبع الموضة وصيحات المواسم مثل باقي مصممي الأزياء؟
حورية: نعم بالطبع, أؤمن بذلك يجب على المصمم ان يتبع صيحات الموضة لكل المواسم, فكما هو متعارف عليه كل موسم تصدر قائمة الألوان الدارجة لكل موسم , وكما نرى الان تقريبا كل التصاميم الحالية مستوحاة من افكار و تصاميم و أزياء الماضي القديم, حيث أن الموضة مرتبطة بأفكار و اساليب حياتنا و ما يحدث من حولنا .
الديوان: ممن تستلهمين تصاميمك؟
حورية: دعيني أخبرك أن الهدف من تصميم الازياء و الملابس ان يكون المصمم متأثرا بكل انواع الثقافات عبر الازمنة, و كما ذكرت سابقا لابد على المصمم ان يطلق شرارة الإبداع التي بداخله لتكون تصاميمه مختلفة ومتفردة, اما بالنسبة لي كل فترة هي فترة الهام لي حيث أنني أستوحي الافكار حسب المكان أو المزاج أو المرحلة التي أمر بها, وعلى سبيل المثال فستان مجموعة الفراولة تم تسميته بهذا الاسم لان اللون أحمر و أيضا لأننا بموسم الفراولة, اما بالنسبة للمجموعة الجديدة لشتاء 2023 اسميتها بداية جديدة مع حلول العام الجديد .
الديوان :نرى ان تصاميمك موجهة للمحجبات بشكل بارز على التصاميم الاخرى ما هو السبب؟
حورية :ربما السبب الأول هو لأنني أنا نفسي محجبة, ولطالما أردت أن تكون ملابسي مميزة وتناسب كوني محجبة, ومما لا شك فيه فان أزياء المحجبات المواكبة لعصرنا الحالي عليها طلب كبير جدا, لكونها تصاميم عصرية وتلبي حاجيات المتحجبات, ويمكن ان نلاحظ ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أين أصبحت المؤثرات المتحجبات يتمتعن بشهرة واسعة بسبب أزيائهن المحتشمة والمواكبة للعصر.
الديوان: ماهو طموحك في عالم الازياء؟
حورية : أكيد كوني بدأت في هذا المجال أطمح بأن تبلغ العلامة التجارية الخاصة بي العالمية لم لا, كل مصمم له رغبة في الوصول الى أعلى الدرجات من النجاح, وأنا جد سعيدة بما قدمته وفخورة بنفسي, وليس من المعيب أن يكون الانسان مصدر فخر لنفسه, وطموحي أن أكون أفضل حالا من اليوم الذي مضى ان كان من ناحية النجاح, الأخلاق, أو الشخصية.