الكاتبة الموهوبة ” جمانة شبايكي” … النصوص الشعرية باللغة الانجليزية تندرج ضمن البعد الفني والإنساني ..
حاورها / أ . لخضر . بن يوسف
شاعرة جميلة مرهفة الإحساس ، صريحة في القول ، لا تسكت عن الخطأ ، لا تجامل ، تكتب بصدق ولغة أنيقة ، تكتب بأسلوب شعري وشاعري متين رصين ، تغرّد في زرقة سماء قسنطينة ، تعيش كغيرها هموم الوطن والفقراء.
* الشاعرة الشّابة ” جمانة شبايكي ” .. طالبة ماستر لغة انجليزية ، حائزة على شهادة لغة فرنسية ، لها عملين أدبيين صادرين عن دار المثقف للنشر والتوزيع والإشهار ، كاتبة لغة انجليزية و شاعرة ذات لونِ مميز ، تكتب بجمالية وفنية وأسلوبية ، ذات بصمة خاصة بألوان قزحية زاهية متنوعة ، جمعت بين حروف كلماتها قطوفاً من الرومانسية و الرقة و الحلم و الدفء و الجرأة ، لها موهبتها المتفردة في تأثيث بيتها الشعري وتزيينه بالفكرة والصورة والتكثيف والانزياح ، لكن أهم ما يميزها في اشتغالاتها الشعرية هو ” الاستنباط ” الذي تعتمده كدائرة مركزية في توزيع أدوارها المستمدة من الحياة المعاشة ، وهي بذلك توفر ذخيرة كبيرة من الأدوات لاستخدامها ضمن المنظومة العامة للقصيدة ، استطاعت عبر أعمالها الأدبية التعبير عن المرأة و مشاعرها و أحلامها و أفكارها بمقدرة فريدة.
كيف كانت بدايتك مع البوح والحرف ، حدثينا عن هذا اللقاء المفتعل ؟
بداياتي كانت منذ طفولتي و لكن تعبيري و كتاباتي كانت باللغة العربية مجسدة في قصص صغيرة ، أمّا أول كتاباتي باللغة الانجليزية كانت بعمر 16 سنة ، أوّل نص شعري كتبته و هو موجود بأول كتاب أصدرته السنة الماضية بعنوان “ A Bit of Everything “
و الذي كان بوابتي لتحول الكتابة من مجرد هواية إلى عمل احترافي ” عالم النشر و التأليف“
من أين تنسجين مواضيع ونصوص كتاباتك ؟
نصوصيومواضيعيانسجهامنمحيطيالذيأعيشفيهانطلاقامنالأحداثالتيأمرّبهاإلىالقصصالتياتبادلهامعصديقاتي،ولهذاكلكتاباتيتستهويالقارئلأنهيجدهاأقربإلىعالمهوواقعه
هل لك أن تقدمي لنا ما تناولته بين دفتي مجموعتك الشعرية ، وما أهم المواضيع التي ركزت عليها ؟
في اصداري هذا تناول قلمي الكثير من المواضيع ، وتطرّق للعديد من الأفكار ، كما تعرّض لأهم المسائل والأسئلة التي تستوجب الوقوف عندها مليّا في مجموعتي الشعرية هذه و التي سميتها An Overdose of Positiveness
وسببالتسميةلأنهاتعتبركجرعاتايجابيةيحتاجهاكلشخصيمرّبوقتعصيب،كئيب،أواخفاقكبير… و لهذا ركزت على كيف يكون الانسان متميزا و ناجحا و متفوقا حتى لو تعثر مرّات و مرات ، تبقى فرصة إعادة المحاولة متاحة.
ما هو الجديد الذي حاولت اثارته داخل نصوصك بتمرير رسائلك للقارئ والمتلقي ؟
الجديد الذي حاولت اثارته هو تقديم النّصيحة ، و لكن ليست بالشكل التقليدي و إنّما إضافة لمسات مميزة فيها تجعل من الكتاب اضافة جمالية لمكتبة القارئ ، و كذا كلمات منتقاة أقل ما يقال عنها أنّها في الصميم ، بعيدة كلّ البعد عن وصفها بالمملّة
أنت طالبة لغة إنجليزية وشابة اقتحمت عوالم الشعر والحرف ، كيف لك أن توضحي تلك العلاقة التي تجمعين فيها بين الاثنين معا ، وهل واجهت صعوبات في التوفيق بينهما ؟
علاقتي بالشعر الانجليزي و الكتابة كعلاقة الأم بابنها كوني أصلا طالبة لغة انجليزية ، فهذا ساعدني كثيرا على اقتحام هذا العالم و استغلال ما درسته ، فلم أواجه الكثير من الصعوبات كوني قارئة قبل أن أكون كاتبة .
من خلال كتابتك باللغة الانجليزية ، هل يمكنك أن تحدثينا عن تجربتك وهواجسها وعوائقها ؟
تجربتي كانت ولا تزال أكثر من رائعة ، فأنت تبدع لما تحب الكتابة ، بالنسبة لي لم تعد كلمات تكتب لتعبر عن شعور ما ، أو رواية قصص قديمة كانت أم جديدة ، بل أصبحت ملاذا للتميّز ، و كذا تجسيد لكل ما يجعل القارئ يتعلق أكثر بالكتب ، فكل كتاب أصدره أحاول جاهدة أن يكون أكثر تميزا من الذي قبله ، حتى يتسنى له أخذ لقب الابداع.
العوائق وجدت ولن تنتهي اليوم أوغدا ، فكانت ولا تزال تكمن في أعداء النجاح و ما أكثرهم ، و خاصة الوسط الشبابي ، فهو سلبي بامتياز بدل النظر لنصف الكأس المملوءة ، يركزون فقط على النصف الفارغ ، و هنا يأتي دور كتابي “ An Overdose of Positiveness “
يجعل منك إنسانا ايجابيا بعيدا كل البعد عن السلبية.
ما مستقبل الكتابة بالإنجليزية في أوساط الكتاب الشباب الجزائريين خاصة ، والإبداع الجزائري عامة ؟
الكتابة باللغة الانجليزية تجعل الناس يطرحون سؤالا ، لماذا لم تكتبي بلغتك الأم بدل الانجليزية؟ و لكن لكل ميوله ولكل نظرته ، عن نفسي كنت بسنواتي الأولى بالجامعة أحاول جاهدة بين المكتبات العثور على كتاب لغة انجليزية ، كتاباته سهلة و مفهومة يمكنني فهمه ، الشباب الجزائري الآن يميل لتعلم اللغات و خاصة اللغة الانجليزية ، و دليلي على ذلك فكتابي الأول A Bit of Everything ، كل النسخ بيعت بوقت قياسي ، و هذا يجعل الكتابة باللغة الانجليزية طريق الكثير من الكتاب الجزائريين ، و محط أنظار إبداعهم
هل تكتفي بكتابة الشعر، أم تميلين لأجناس أدبية أخرى ؟
لحد الآن كل اصداراتي شعرية ، و لي كذلك أعمال أخرى لم انشرها بعد ، رواية و قصص تعليمية للأطفال ، سوف أعلن عنها و تصدر قريبا إن شاء الله ، و لكن ميولي الأكبر للشعر ، حيث يمكنك أن تمرّر رسالتك بطريقة جمالية و مميزة .
هل يمكن أن نراك تكتبين باللغة العربية قريبا جدا ؟
أجل ، إن شاء الله اللغة العربية بالمخططات المستقبلية القريبة.
ما طموحاتك وأهدافك في مجال الابداع ؟
طموحاتيوأهدافيكبيرةولاأعتبرهابعيدةأوصعبةالمنال،كلمانحتاجههوالإرادةوالتصميموالغوصببحرالتميز
فمن بين طموحاتي وصول كتاباتي للعالمية ، و انتشارها بين أكبر عدد من الناس و الحمد لله بدأت بتحقيق ما أصبو إليه حيث أن كتابي الثاني : An Overdose of Positiveness
تم نشره بعدد من الدول غير الجزائر ، مثل الأردن، مصر، السودان، العراق، و لبنان ، و إن شاء الله الكتابات القادمة نطاقها سيكون أوسع
كلمة اخيرة للقراء والجريدة
كل ما أنصح به القارئ هو الغوص و قراءة كلّ ما هو ليس مكتوبا ، فالمكتوب يمكن للجميع قراءته ، و كلمة شكر موجهة لكل من ساندني و شجعني و لو بكلمة بسيطة تجعل منّي أقدّم الأفضل و الأرقى ، الكاتب هو مصدر الابداع ، فيجب أن يبتعد عن الأسلوب الممّل و يجاول أن يقدّم كلّ ما يجعل من كتابه قطعة مميزة بين الآلاف من الكتب ، كل الشكر والتقدير لجريدتكم الغرّاء على افساح المجال للمواهب الشابة والتعريف بها ، تحية عميقة لكل الطاقم الساهرة عليها .