حوارات
أخر الأخبار
القاصة نجوى خالد تفتح قلبها لـ ” الديوان”… حبي للطفل كان محركا حفزني للاهتمام والكتابة لهذه الفئة
من أقصى حدودنا الشرقية ،و تحديدا من ولاية تبسة كانت لنا جلسة حوارية ممتعة مع القاصة نجوى خالد و ذلك عقب صدور مجموعتها القصصية ” أرض الأحلام” ، فهي الكاتبة الشغوفة بأدب الطفل و الحائزة على عدة جوائز دولية و وطنية ، و هي أيضا كاتبة و ملحنة أناشيد تربوية هادفة فانصب حديثنا معها عن الكتابة القصصية و أدب الطفل و معضلة النشر و طموحها
ككاتبة آنيا و مستقبليا فكان هذا الحوار المطول والثري عن تجربتها يومية الديوان / قبل الخوض في غمار الحديث، عرفي بنفسك للقراء؟
القاصة نجوى خالد / نجوى خالد ابنة “نقرين” بولاية تبسة من مواليد 1978
كاتبة قصص للكبار والصغار متزوجة وأم ، ابرز اهتماماتي أدب الطفل
والناشئة ومؤلفة أيضا للأناشيد الدينية و الوطنية الموجهة للأطفال و
الناشئة و التي اشرف على تلحينها ، كان الحظ حليفي حيث نجحت بعدة
مسابقات للنشر بكتب جامعة بمصر وتركيا والجزائر وتحصلت من خلالها على
شهادات شرفية ودروع ونشرت قصصي في عدة مجلات داخل وخارج الوطن مما جعلها
حافزا لي ومشجعا لأنشر أول مولود لي لأدب الناشئة “أرض الأحلام “
يومية الديوان / كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟
القاصة نجوى خالد / لم تكن بداية بمعناها الحقيقي بل كانت انطلاقة لأن
الكتابة كانت منذ نعومة أظافري متنفسي وهوايتي التي أداعب حروفها بنعومة
لأعزف مقطوعات راقصة على أنغام الكلمات حيث بدأت الكتابة في السنة
الرابعة ابتدائي
يومية الديوان/ متى وكيف اكتشفت موهبتك في الكتابة؟
القاصة نجوى خالد/ اكتشافي لموهبتي في الكتابة وأنا في سن صغيرة حيث
مازلت أتذكر ذلك اليوم جيدا في السنة السادسة عندما طلب منا المعلم تحرير
فقرة تعبير كتابي وموضوعه قصة من مخيلتنا وقد كان عملي بمثابة مفاجأة
سارة وكبيرة له الذي وضع لي أكبر علامة وسرد قصتي على زملائي ثم قال لي
بأني سأبدع في مجال الكتابة ومستقبلي سيكون مرصع ومكللا بالنجاح وهو لم
يخطأ فكلامه كان حافزا لي وشجعني أكثر على الكتابة ووصلت إلى ما أنا فيه
الآن .
يومية الديوان / من كان مشجعك ومكتشفك الأول؟
القاصة نجوى خالد/ مشجعي ومكتشفي الأول طبعا كما ذكرت كان معلمي
الأستاذ “الطيب عزوزة”رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه،فهو أول من اكتشف
موهبتي و ميولي للكتابة وشجعني وبعدها عائلتي وصديقاتي اللواتي كلما
كتبت قصة عرضتها عليهن .
يومية الديوان/ ما هي المواضيع التي عالجتها في كتاباتك؟
القاصة نجوى خالد/ المواضيع التي تطرقت إليها في كتاباتي عديدة، منها
المشاكل الاجتماعية كالسحر والشعوذة الذي طغت ظاهرته على المجتمع،
الرعب، الانتقام بغض النظر على مواضيع الطفل التي معظمها قصص خيالية
وتربوية ودينية وانتصار الخير على الشر فيها.
يومية الديوان / عدا القصة ، في أي لون أدبي تبدعين ؟
القاصة نجوى خالد/ اللون الأدبي الذي أبدع فيه بالدرجة الأولى هو أدب
الطفل والناشئة ولكن وبدون غرور أرى نفسي أنني أبدع في كل الألوان و
الأجناس الأدبية أينما توجهت.
يومية الديوان / ما هو الحافز الذي جعلك تختارين الكتابة للطفل؟
القاصة نجوى خالد/ الحافز الذي جعلني أكتب للطفل أولا حبي الشديد لهذه
الفئة ، كما أني أرى أن الطفل هو اللبنة الأساسية التي يقوم عليها أساس
المجتمع ففي النهاية سيكون هو جيل المستقبل لذا كانت مني هذه الالتفاتة
من أجل توعيته وتنمية فكره وتخصيب مخيلته .
يومية الديوان/ يرى البعض بأن الكتابة للطفل صعبة، ما تعليقك؟
القاصة نجوى خالد / نعم الكتابة الموجهة للطفل صعبة لماذا ؟ لأن قدراته
العقلية تحتاج لجهد كبير، أي أن مستوى فهمه وإدراكه يختلف عن الإنسان
الناضج لذا أدب الطفل صعب من ناحية المواضيع لان هذه الشريحة حساسة
والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر لهذا فرضت قيود على ما نقدمه لهم ،
كذلك يجب أن تنزل بتفكيرك إلى مستواهم العقلي حتى تجسد لهم ما يحبون على
شكل قصة ، وبما أنني أحب هذه الفئة لم أجد صعوبة كبيرة في الكتابة لهم .
يومية الديوان/ هل لازالت المطالعة تحظى باهتمام شريحة الأطفال؟
القاصة نجوى خالد/ أكيد المطالعة لها حظ وافر، فأنا لدي الأطفال حتى في
ظل تفشي ظاهرة المواقع الالكترونية وهذا ما لاحظته في معرض الكتاب “سيلا
2019 ” بحيث كان توافد الأطفال واقتنائهم للقصص يفوق الخيال
يومية الديوان/ سيطرت وسائط التواصل الاجتماعي على توجه الطفل، في رأيك
كيف يمكن أن نعيده للقراءة؟
القاصة نجوى خالد / كلنا نعلم أن أي منتوج يكون له وجهان وجه مظلم ووجه
مشرق وبطبيعة الحال مواقع التواصل الاجتماعي أثرت سلبا على الطفل وللحد
من هذه الظاهرة علينا بتحبيب القراءة والمطالعة للطفل من خلال تخصيص وقت
قبل النوم يقدر بربع ساعة فقط لقص عليه حكاية مع ترك نهاية تشويقية ومن
هنا ينمو شغف المطالعة لديه .
أنا اكتب أيضا للكبار أكيد، ولدي قصص جاهزة لهم حتى أني أنوي طبع كتاب
ثان خاص بالكبار لكني فضلت أن يكون كتابي الأول للناشئة.
يومية الديوان / هلا حدثينا عن إصدارك “أرض الأحلام”؟
القاصة نجوى خالد/ كتابي “أرض الأحلام” هو مجموعة قصص لأدب الناشئة وهو
مزيج بين الخيال والواقع ، حاولت فيها أن اخلق قصص جديدة بالطريقة
القديمة قصص الجيل الذهبي تلك القصص التي باتت مفقودة اليوم والتي تشبه
قصص “ألف ليلة وليلة” كقصة “على بابا” و”مصباح علاء الدين”، كنت أريد أن
أعود بهم إلى تلك الفترة وذاك الزمن الجميل ، فتلك القصص مهما أعدنا
قراءتها تبقى جميلة كأننا نقرأها لأول مرة كذلك يحوي قصص واقعية اجتماعية
على الفقر والظلم والوطن.
يومية الديوان/ هل واجهتك معضلة النشر؟
القاصة نجوى خالد/ نعم بالطبع فالبداية دائما ما تكون صعبة وأنا ككل
الكتاب والفنانين واجهتني معضلة النشر بسبب غلاء أسعار النشر بالجزائر
بحيث دور النشر لا تدعم الكتاب المبتدئين.
يومية الديوان / هل من مشاريع في الأفق بعد هذا الإصدار؟
القاصة نجوى خالد/ مشاريعي كما ذكرت سابقا طباعة كتاب ثان للكبار وهو
يعتبر جاهز كذلك كتاب ثالث مخصص للطفل من سن السابعة، وبعيدا عن القصص
أنا بصدد تحضير قرص مضغوط ” cd” يضم أناشيد للأطفال من كلماتي وألحاني.
يومية الديوان/ هل تنوين تجريب الكتابة للكبار؟
القاصة نجوى خالد / نعم بعد الكتاب الذي جهزته و إذا نجحت ربما ستكون لي
محاولات أخرى من خلال مؤلفات للكبار
يومية الديوان / كلمة أخيرة؟
القاصة نجوى خالد / بالأمل تزدهر الأيام وبالعمل تنمو الأزهار ومسافة
الألف ميل تبدأ بخطوة والعمل الجيد يطبخ على نار هادئة ومن طلب الشيء
باستعجاله عقيب بحرمانه، فهي مجرد نصائح لمن له حلم وفشل في تحقيقها.
وككلمة أخيرة مني عليكم بالمثابرة فالعمل الدءوب يأتي بثماره عاجلا أم
آجلا ومن هذا المنبر أشكر كل من ساندني في المضي بأول خطواتي نحو تحقيق
هدفي وشكر خاص لزوجي وأبنائي لعائلتي وصديقاتي واختص بالذكر صديقتي ليلى
، وسعاد سيلم ، ولا أنسى “دار الماهر للنشر و التوزيع” التي تبنت العمل
وكانت على مستوى كبير من اللباقة كذلك سعر النشر معهم في متناول الجميع،
فقد سررت بالتعامل معهم وألف شكرا لممثلة جريدتكم على هذا الحوار الممتع
و دمتم بألف خير .
حاورتها / ابتهال منال