الفنان أحمد بن عيسى يوارى الثرى بالجزائر العاصمة
ووري الفنان أحمد بن عيسى ،الذي توفي يوم الجمعة الماضي بفرنسا عن عمر يناهز 72 سنة، الثرى بعد ظهر يوم الاربعاء بمقبرة العالية بحضور جمع غفير.
و رافق جثمان الفقيد الى مثواه الأخير عدد كبير من الصحفيين و الفنانين و رفقاء دربه في جو مهيب يسوده الحزن أبا بعضهم إلا أن يلقوا كلمة تأبينية في حق هذا الفنان الذي ترك بصمة لا تمحى في المشهد الثقافي الجزائري.
وعبر السيد محمد يحياوي، مدير المسرح الوطني عن شديد اسفه لفقدان “هرم” المسرح و السينما الجزائرية، مضيفا أنه “عرف الفقيد ممثلا في مسرح باتنة ثم مخرجا مسرحيا في الجزائر العاصمة و متابعا وفيا لكل العروض المسرحية و لطالما آمن أن التكوين هو العمود الفقري للفن و المسرح على وجه الخصوص”.
واعتبر رفيقه الكاتب و الصحفي نجيب اسطمبولي أن الساحة الفنية فقدت برحيل أحمد بن عيسى “رجل مسرح و ممثل سينمائي مليء بالصفات الانسانية و الفنية التي اكسبته احترام المخرجين.
ومن جهته تأسف حميدة العياشي الكاتب و الصحفي و المسرحي لرحيل أحمد بن عيسى “رمز المقاومة الفنية و الثقافية”، مشيرا إلى أن الفقيد يمثل جزءا من “الذاكرة الفنية” الجزائرية التي أثراها طوال مسيرته الحافلة.
وبدوره قال المخرج محمد شرشال أنه سوف يذكر الفقيد دوما كفنان “مكتمل” محب لمهنته اذ كان “رجلا متواضعا”.
يعد الممثل والمخرج المسرحي احمد بن عيسى المولود بتلمسان سنة 1944 من ابرز شخصيات المسرح و السينما الجزائرية، حيث تميز مساره الفني بنشاط حثيث في المسرح والسينما و التلفزيون في الجزائر و خارجها.
بدأ مسيرته السينمائية عام 1971 وأدى أدوارا في العديد من الأفلام حيث عمل مع عدة مخرجين على غرار بن عمار بختي ومرزاق علواش وجميلة صحراوي وأحمد راشدي ورشيد بوشارب.
وكان الفقيد ممثلا معروفا بموهبته الاستثنائية، كما قدم العديد من المشاريع على خشبة المسرح في الجزائر العاصمة ووهران وكان الفقيد ايضا مديرا للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس عام 1995 خلال العشرية السوداء.
وتعامل خلال مسيرته الثرية مع الممثلين الشباب، حيث اطلق وقاد مشروع “نجمة” الذي سمح بتقريب الممثلين الشباب الهواة من نص كاتب ياسين و تقديم عشرات الوجوه الجديدة الصاعدة.
أصيب المرحوم بوعكة صحية في مدينة كان بفرنسا، خلال انطلاق مهرجان كان الذي يعد من أهم التظاهرات السينمائية في العالم، و الذي يعرض احدث أعماله السينمائية “Goutte d’or”،” للمخرج الفرنسي كليمون كوجيتور و ذلك في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد.
