الفـــــــــانوس.. أطفـــالنا
كثيرة هي الظواهر التي بتنا نراها واقعا معيشا بعدما كانت تكاد تكون غائبة جراء العديد من الظروف، أبرزها وجود اللاجئين الأفارقة بالجزائر إذ لم نكن قط نشاهد عمل الأطفال في الطرقات، مسح زجاج السيارات وبيع المناديل الورقية خاصة في أيام العطل والمناسبات وكذا شهر رمضان، وغير ذلك من الأعمال الدخيلة على المجتمع الجزائري ما يدعو حقا إلى دق ناقوس الخطر والضرب بيد من حديد وقطع الطريق لكل من تسول له نفسه المساس بهذه البراءة التي تعتبر صفحة بيضاء فالأطفال كالعجينة يصنع منهم المجتمع ما أراد على حد تعبير أحد علماء الاجتماع. لن أبرر أسباب هذه الظاهرة من تسرب مرسي وإهمال عائلي وتخلي الأولياء عن واجبهم وظروف العيش القاسية ولكن ما من سبب آراه مقنعا حتى تتحمل هذه البراءة أمورا أكبر من جسدها النحيف وسنها الصغير وهذا يظل رأي شخصي يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب، الخطير في كل هذا أن هذه العمالة قد تجعل هذه الفئة فريسة سهلة لكل ما لا يجوز من تعاطي للمخدرات وإنحرافات طويلة وعريضة سببها الأكبر غياب الضمير الحي والوازع الأخلاقي وهو ما يعطينا جيلا مغايرا تماما لما نتمناه، جيلا خُلِق من معطيات سلبية فأنتج مستقبلا غامضا ومجهولا وهذه هي الطامة الكبرى، فلنتعاون ونتكاتف كل في ميدان تخصصه لقمع وكبح جماح هذه الظاهرة قبل أن تتوسع أكثر لأن أطفالنا ما زالوا بحاجة إلى الاهتمام بهم ومراعاتهم وتلبية مطالبه.
بقلم: دحاني أمال