اختتام صالون الجزائر الدولي للكتاب… قرابة ستة ملايين زائر خلال الدورة الثامنة والعشرين

- وزيرة الثقافة: هناك تفكير في تمديد مدة الصالون
أكدت وزير الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، أن هناك تفكيرا في تمديد مدة صالون الجزائر الدولي للكتاب.
وذكرت الوزيرة في كلمتها بحفل اختتام التظاهرة بقصر المعارض بالعاصمة أن تمديد المدة سيمنح الزوار فرصة للاقتناء والاختيار.
وأشارت بن دودة إلى أنه بدأ التفكير في الطبعة المقبلة لتحضير نسخة تليق بمستوى وسمعة الصالون.
وأعتبرت أن صالون الجزائر الدولي للكتاب تميز هذا العام بحضور استثنائي وبمحتوى فكري وثقافي غني، مضيفة أنه أعطى صورة ناصعة لجزائر الثقافة، الجزائر التي تقرأ وتفكر وتتحاور.
وبخصوص تسجيل الصالون لتوافد أزيد من 5 ملايين و606 ألف زائر، قالت إنها أرقام لا تعبر فقط عن نجاح التظاهرة، بل تجسد تعطش مجتمع بأسره للمعرفة، ومكانة الكتاب في وجدان الأمة الجزائرية.
وأوضحت الوزيرة بأن مشروع القراءة ليس حدثا موسميا، وإنما مسارا وطنيا دائما نعمل على ترسيخه من خلال رؤية طموحة وشاملة تهدف إلى جعل القراءة ممارسة يومية في حياة الجزائريين، مؤكدة بأن الكتاب يظل على رأس أولويات وزارة الثقافة والفنون لأن الرهانات كبيرة والتحدي مضاعف.
وأشرفت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، مساء السبت، على فعاليات اختتام الطبعة الثامنة والعشرين (28) لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا 2025)، الذي احتضنته قاعة المحاضرات الكبرى آسيا جبار” بقصر المعارض – الصنوبر البحري صافكس، بحضور ثلة من الشخصيات الثقافية والفكرية الوازنة.
وجرى الحفل في أجواء احتفالية مفعمة بروح المعرفة والإبداع، حيث ألقى محافظ الصالون كلمة استعرض فيها حصيلة هذه الطبعة التي جمعت ضيوفا من مختلف القارات، وجعلت من الكتاب فضاء جامعا للحوار والتبادل الثقافي تحت شعار: “الكتاب.. ملتقى الثقافات”.
وفي كلمتها، عبّرت الوزيرة عن فخرها بهذا اللقاء الثقافي الكبير الذي جمع الكلمة بالفكر والخيال على امتداد عشرة أيام من الإبداع والحوار، مؤكدة أن الدورة تعبق برائحة الحبر وتضج بأصوات القراء، وأن الجزائر، حين تفتح قلبها للكتاب، تنصت إليها كل لغات العالم، وأن ما شهده الصالون من حضور استثنائي ومحتوى فكري وثقافي غني يشكل صورة ناصعة لجزائر الثقافة التي تقرأ وتفكر وتتحاور. كما وعدت الوزيرة بأن تمدد أيام الصالون في الطبعة المقبلة، لتتيح المزيد من الوقت للحوار الثقافي والتبادل الفكري بين المشاركين والزوار.
وأبرزت الوزيرة أن الكتاب كان وسيبقى في صميم السياسات الثقافية الوطنية، مشيرة إلى أن نجاح هذه الطبعة جاء ثمرة عمل جماعي وبإرادة الدولة.
وأضافت الوزيرة ” وزيرة الثقافة والفنون الصالون، لكن العزيمة كانت أقوى من عامل الوقت. عملنا بروح الفريق الواحد، حتى خرجت هذه الطبعة في أبها حلة، تليق بصورة الجزائر: جزائر منفتحة على العالم، معتزة بتراثها وحروفها وهويتها. وحرصًا على استمرارية النجاح وتعزيزه، وجهت منذ الآن تعليمات لانطلاق التحضيرات الخاصة بالطبعة المقبلة، وباشرنا العمل لضمان أن تكون الدورة القادمة أكثر إشعاعا وأوسع حضورا وأعمق أثرا، وأن تصل إلى كل الوطن، لأن الثقافة فضاء مشترك يجب أن يبلغ كل بيت وكل مكتبة وكل قارئ يحلم بكتاب جديد.”
واختتمت الوزيرة بالتأكيد على أن الثقافة قوة بناء قبل أن تكون مجالا للتعبير، وأن القراءة فعل وعي وتحرر ونهوض، مشددة على مواصلة العمل بثبات وإصرار حتى يصبح الكتاب رفيقا يوميا لكل جزائري وجزائرية، وتظل الجزائر منارة للثقافة ومقصدا للمبدعين، وفضاء رحبا للحوار الإنساني، معلقة ما أجمل الجزائر وهي تقرأ.
وشهد الحفل تكريم سبع شخصيات ثقافية وفكرية تركت بصمتها في المشهد الأدبي والفني الوطني، وهم: البروفيسور عبد الحميد بورايو، البروفيسور مخلوف عامر، الشاعرة نادية نواصر، الشاعر عبد الحميد شكيَل، الدكتورة الشاعرة حبيبة محمدي، الأستاذة والباحثة كريستيان شولي عاشور، والكاتب بشير خلف، إلى جانب الإعلان عن أفضل جناح مشارك في هذه الطبعة وهو “جناح الكتب الفاخرة” وتتويج الفائزين بجائزة كتابي الأول في دورتها الثانية باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية، وهي الجائزة التي تهدف إلى تشجيع الأقلام الجديدة وترسيخ ثقافة الكتابة والنشر لدى الناشئة.
حصيلة الدورة في أرقام
من جهته، أعلن محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب محمد أقرب عن تسجيل رقم قياسي في عدد الزوار بلغ أكثر من خمسة ملايين وستمئة ألف زائر، بينهم ما يقارب التسعمئة ألف في يوم واحد، مؤكدًا أنّ الحصيلة النهائية ستتجاوز ستة ملايين.
وأوضح أقرب أنّ هذه الدورة استقطبت 1258 عارضًا من 49 دولة، على مساحة 23 ألف متر مربع، قدّموا ما يزيد عن 140 ألف عنوان، وشارك فيها 270 ضيفًا من مختلف القارات، ضمن برنامج ثقافي ثري تجاوز 530 نشاطًا، شمل الندوات وورشات التوقيع والحوارات الفكرية.
وأضاف أن الطبعة تميّزت بـ“حضور دولي نوعي وتجديد في الخطاب الثقافي”، من خلال استضافة أسماء أدبية وفكرية بارزة ومناقشة قضايا معاصرة، جددت مواقف الجزائر الثابتة وعرّفت بدورها الحضاري في العالم.
كما ثمّن المحافظ الدعم المؤسسي والاقتصادي والإعلامي الذي حظي به الصالون، موجهًا شكره إلى جميع من ساهم في إنجاح الموعد الثقافي الأكبر في الجزائر والمنطقة.
تكريم الإبداع والتميز
شهد حفل الختام توزيع جائزة “كتابي الأول” الخاصة بالشباب، والتي شارك فيها 75 عملاً (55 بالعربية، 10 بالفرنسية، 8 بالإنجليزية، و2 بالأمازيغية).
وجاءت النتائج كما يلي:
- أحسن رواية بالعربية: «أجنحة التمرد» – أمير صايري
- أحسن رواية بالأمازيغية: «ياف ويذم اتللي» – خديجة بن كرو
- أحسن رواية بالفرنسية: «À contre-flux» – عبد الكريم الزاوي
- أحسن رواية بالإنجليزية: «رايس حميدو ملك البحر» – سلمى شرقي
أما جائزة أفضل جناح فكانت من نصيب المكتبة الوطنية الجزائرية عن جناحها الفاخر الذي جمع بين الجمالية والتنوّع.
وفاء للكلمة ورموزها
كما تمّ تكريم ثلة من الشخصيات الثقافية التي ساهمت في إثراء المشهد الإبداعي الجزائري، وهم:
- الباحث في التراث الشعبي عبد الحميد بورايو
- الناقد مخلوف عامر
- الشاعرة نادية نواصر
- الشاعر عبد الحميد شكيل
- الشاعرة حبيبة محمدي
- الباحثة كريسان شولي عاشور
- المجاهد والكاتب بشير خلف
واختُتمت فعاليات “سيلا 28” ببثّ لقطات من نشاطات الأيام الماضية، وسط تصفيق جمهورٍ غفيرٍ ودّع الصالون على وعدٍ بلقاءٍ قادمٍ أطول عمرًا وأكثر إشراقًا، في رحلةٍ متجددةٍ مع الكتاب الذي تريده الجزائر رفيقًا لكل جزائري.
ق/ث




