آلاف المعاقين في انتظار بطاقات الشفاء التي لا “تأتي” بوهران
ذوو القدرات الخاصة بين الاحتفال الروتيني بيومهم الوطني والواقع المرير
معاناة مستمرة … ينتظرون .. صبّ المنح.. بطاقات الشفاء… تحيين الملفات …
وضع ملفه ببلدية وادي تليلات منذ أكتوبر 2019 و حتى الساعة لازال دون بطاقة الشفاء
بعيدا عن أجواء الاحتفالات باليوم الذي أقرته الجزائر لأصحاب الهمم، ذوو القدرات الخاصة، فإن واقع حالهم بولاية وهران يستدعي التوقف لطرح العديد من الانشغالات التي رصدتها “الديوان” من قبل أولياء أمور بعض منهم، سيما وأنها قد تعددت واتفقت كلها على أن تزيد من وضعيتهم سواء الحركية أو الذهنية أو غيرها سوءا بدل الوقوف إلى جانبهم ودعمهم.
على الرغم من كون إعاقة البعض صريحة وإرفاقهم بملفات تُثبت نوعية إعاقتهم، فإن ذلك لم يستثني أيا منهم من إلزامية حصولهم على شهادة طبية تؤكد ذلك لضمها إلى الوثائق المطلوبة لتحيين ملفاتهم، الأمر الذي كبّد الأغلبية عناء التنقل بين عيادة وأخرى، مع الانتظار لأيام قبل وصول الطبيب الخاص بهم، وإلا اللجوء إلى الأطباء ودفع تكاليف ذلك رغم حاجتهم الماسة إليها لسد مطالب أخرى، حيث وجدت هذه الشريحة نفسها منذ ديسمبر من العام الماضي تتخبط في دائرة حزمة من الوثائق التي طُلب منهم استخراجها لتحيين ملفاتهم لتبدأ معها معاناتهم في التنقل من إدارة على أخرى ومن عيادة إلى أخرى في سبيل ذلك، سيما وأن القرار لم يستثني أي نوع من أنواع الإعاقة بل شمل الجميع في سبيل تحيين ملفاتهم رغم أن من أكد صفتهم بالإعاقة هم مختصون بناء على خبرة طبية رجوعا إلى طلب من المعني أو أوليائه أو من ينوبه لأن التصريح بالإعاقة إلزامي لدى المصالح الولائية المكلفة بالحماية الاجتماعية كما نصت على ذلك المادة 03 من القانون 02/09 و بناء على قرار اللجنة الطبية يتم تحديد صنف الإعاقة حسب أحكام المنشور الوزاري المشترك رقم 01 المؤرخ في 31/01/1993 الصادر عن وزارتي العمل و الحماية الاجتماعية و الصحة غير أن خطوة التحيين من خلقت الجدل بكثرة الوثائق المطلوبة لأجل تحقيقها.
تأخر صب المنح لم يستثني أصحاب القدرات الخاصة
بغض النظر عن قيمة المنحة المخصصة لهذه الفئة، والتي لا تغطي بأي شكل كان احتياجاتهم، والمتراوحة بين 3000 و10000 دينار، فإن التأخر في صبها مشكل آخر قاموا بطرحه في عديد المناسبات خاصة الفترة الأخيرة، حيث اشتكى هؤلاء التأخر في صب المنح كل شهر، ما يعني ترددهم مرارا على مراكز البريد للتمكن من سحبها وتكبد عناء آخر من نوع آخر يضاف إلى قائمة النقائص والمشاكل التي يتخبطون في دائرتها رغم شكاويهم المستمرة منذ سنوات والتي لم تجد بعد كل الجهات المختصة حلا لها لإنهاء معاناتهم سيما الأشهر الأخيرة التي عرفت خلالها مراكز البريد اختلالات فيما يخص صب الأجور والمنح التي لم تلتفت إلى وضعهم الصحي بأي شكل من الأشكال.
آلاف المعاقين في انتظار بطاقات الشفاء وحقهم في المنحة
وبخصوص الظفر ببطاقة الشفاء الخاصة بهذه الفئة، فتلك متاهة أخرى لم ينتشل بعد منها الآلاف منهم، حيث ينتظرون بفارغ الصبر استصدارها، ليضيعوا بين السلطات المحلية مكان طرحهم ملفاتهم الخاصة بها، ومديرية التضامن والنشاط الاجتماعي، دون معرفة من هي الجهة المسؤولة عن كل ذلك التأخير الذي يستمر لشهور وحتى أعوام يضيع خلالها على المعاق حقه في المنحة التي من شأنها أن تقدم له دعما ماديا بسيطا رغم كل شيء، وهو ماكشفه ل” الديوان” والد أحد المرضى ذهنيا حيث وضع ملف ابنه ببلدية وادي تليلات في مصلحة الشؤون الإجتماعية منذ أكتوبر 2019 و حتى الساعة لازال يتقاذف به بين البلدية ومديرية النشاط الإجتماعي بوهران دون أن يحصل على بطاقة الشفاء .
وهو الأمر الذي يعيشه الآلاف من ذوي الإحتياجات الخاصة بوهران حيث يطول انتظار عدد كبير من هذه الشريحة قبل الحصول على البطاقة، شأنهم شأن مرضى السرطان هم الآخرون، دون الإفراج عنها مع بقائهم يتكبدون مصاريف لا طاقة لهم عليها من أجل اقتناء الأدوية الخاصة بهم التي تكلف الكثير نظرا لندرتها وارتفاع الطلب عليها كذلك رغم حقهم في التكفل الاجتماعي والإداري الذي يضمنه القانون ويضيع بين الأيام التي يفرضها منطق الإدارة بالولاية بشكل خاص، إذ يجدر بالذكر أن مرضى السرطان طالبي بطاقات الشفاء قد اشتكوا مرارا طول انتظارهم لتلك البطاقة التي قد تساهم نوعا ما في حصولهم على الأدوية باهظة الثمن دون جدوى.
بلعظم.خ