آخر الأخبارالثقافيالحدثالوطني

 مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على روح الفنانة الراحلة “بيونة”…

تم الاربعاء بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين باشطارزي تنظيم مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على روح الفنانة القديرة باية بوزار والمعروفة بـ”بيونة”، التي رحلت بعد مسيرة حافلة بالإنجازات الفنية التي أثرت المشهد الثقافي المسرحي و السينمائي الجزائري والدولي.

و شهدت مراسم”النظرة الأخيرة” التي اقيمت عرفانا وتقديرا لمسيرتها الفنية حضور وزيرة الثقافة و الفنون،مليكة بن دودة ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمديرية العامة للاتصال كمال سيدي السعيد و المدير العام للتلفزيون الجزائري محمد بغالي.

وبحضور العديد من الفنانين و أفراد الأسرة الثقافية والفنية والإعلامية تم إلقاء النظرة الاخيرة بخشبة مصطفى كاتب بالمسرح الوطني الجزائري على جثمان الفقيدة.

وترسخ إسم الفنانة الراحلة باية بوزار (1952- 2025)، المشهورة باسم “بيونة”، في ذاكرة الفن الجزائري بفضل شخصيتها الفنية الاستثنائية التي صقلتها طيلة سنوات من العمل في مجال الكوميديا والأداء الفني، ما أكسبها حب واحترام الجمهور الجزائري.

وفتحت ابنة حي بلكور العاصمي عينيها على الحياة وسط الأزقة الشعبية لتنهل من تفاصيل يومياتها توابل شخصيتها الفنية لاحقا ويصبح إسمها واحدا من الأسماء الأكثر حضورا في سجل الفن الجزائري، سواء في السينما أو التلفزيون أو حتى المسرح والغناء

ولفتت بيونة في بدايات شبابها الأنظار بموهبتها وشغفها بولوج عالم الفن، فقد كانت تتردد على فرق الحوزي والأندلسي وتشارك في جلسات غنائية لكبار الأصوات النسائية في الجزائر، حيث كانت تردد معهن مقاطع من أشهر الأغاني المحبوبة لدى الجزائريين وترقص على أنغام أصيلة بأناقة وثبات.

وسرعان ما انتقلت بيونة إلى التمثيل لتظهر لأول مرة أمام الكاميرا سنة 1973 في دور “فاطمة” بمسلسل “الحريق” للمخرج مصطفى بديع المقتبس من ثلاثية محمد ديب، استطاعت بذكائها الفني وخفة روحها أن تؤكد حضورها المتميز في السينما والمسرح والتلفزيون، لتصنع مسيرة تمتد لأكثر من خمسين سنة من العطاء.

ففي السينما، سطع نجم الفقيدة في أعمال لافتة وطنية وأخرى أجنبية أبدعت في تقمص أدوارها مع الحفاظ على طابعها المنفرد الذي أصبح علامة خاصة بها، كما  ارتبط اسمها بأدوار تلفزيونية متميزة، فتحولت مطلع الألفية إلى أيقونة في الكوميديا الجزائرية رفقة العديد من الأسماء الفنية الأخرى، من خلال سلسلة “ناس ملاح سيتي” و”باب الدشرة” و”دار البهجة” و”دار لفشوش” ومسلسل “الجيران”، وكذا السلسلة التونسية “نسيبتي لعزيزة“.

واحتفظت بيونة بحلمها في الوقوف على المسرح وحققت أمنيتها في الغناء مجددا من خلال إصدار ثلاثة ألبومات غنائية في 2001 و2006 و2007 ضمت أغاني جزائرية قدمتها في قالب جديد مزجت فيه بين الطابع العاصمي ونفحات موسيقية متوسطية معاصرة

وعاشت الفقيدة محاطة بحب وتقدير الجميع، وقد حظيت خلال شهر جوان 2024 بتكريم من طرف نادي “قدماء الإعلام والثقافة”، حيث تم منحها “وسام الاستحقاق والتميز” تقديرا لمسيرتها الثرية وموهبتها النادرة التي جمعت بين الكوميديا المتقدة والدراما العميقة، ولكونها أيضا صوتا فنيا شعبيا حمل دفء الجزائر العميقة وذاكرة بلد بأكمله.

 

 

ق/ث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى