“ملحمة القصبة”.. إحدى الصفحات الخالدة في تاريخ الجزائر..

تم تنظيم ندوة تاريخية ,يوم الأربعاء بالمتحف الوطني للمجاهد بالجزائر العاصمة, إحياء للذكرى الـ 68 لاستشهاد حسيبة بن بوعلي, علي عمار (علي لابوانت), محمود بوحميدي وعمر ياسف المدعو عمر الصغير.
و استحضرت الندوة ملحمة القصبة عبر بعدها الرمزي والتاريخي والتربوي, وربطها بمسار بناء الجزائر المنتصرة التي تستلهم من ذاكرة الشهداء مشروعها في التنمية وترسيخ الوعي الوطني عبر الأجيال.
وأبرزت الندوة المنظمة تحت عنوان “من ملحمة القصبة إلى وعي الأمة.. دروس من المقاومة وبناء الجزائر المنتصرة” – من خلال مداخلات أساتذة وشهادات مجاهدين, أهمية إحياء ذكرى شهداء القصبة الذي يعد في جوهره “احتفاء بضمير الأمة
وبانتصار الوعي على النسيان”.
و أكد المتدخلون أن ملحمة القصبة تعتبر “إحدى الصفحات الخالدة في تاريخ الجزائر الثوري لكونها تجسد معاني الفداء والبطولة والوحدة الوطنية”.
و في هذا السياق, أكد مدير المتحف الوطني للمجاهد حسان مغدوري, أن الشهداء أمثال حسيبة بن بوعلي, علي لابوانت, محمود بوحميدي وعمر الصغير “جسدوا أروع صور الصمود في وجه آلة البطش الاستعماري الفرنسي, وكان حي القصبة القلب النابض للثورة ومركز إشعاع للوعي الوطني الذي تحول من مقاومة الاحتلال إلى مشروع تحرر شامل, يستمد جذوره من إيمان الشعب بحقة في الكرامة والسيادة”.
كما دعا إلى العودة الى الملاحم التي صنعها مثل هؤلاء الأبطال الذين “يظلون خالدين في ذاكرة الجزائريين”.
القصبة كانت رمزا للتماسك الاجتماعي ومرآة لمقاومة الجزائريين
واستعرضت الندوة من خلال محورين اثنين “القصبة في الذاكرة الوطنية من المقاومة الشعبية إلى الفعل الثوري المنظم” و ” الرموز الخالدة للقصبة بين البطولة الفردية والوعي الجماعي”, صفحات من البطولة التي خطها شهداء القصبة بدمائهم الطاهرة, الذين آمنوا بأن الحرية لا تشترى وأن الاستقلال لا يمنح بل ينتزع بالتضحية والصبر والايمان.
كما قدم المجاهدان, محمود عرباجي ومختار دحماني, شهادتيهما حول ملحمة القصبة التي صنعها الشهداء ال4 الذين ارتقوا بأرواحهم الطاهرة إلى جوار ربهم من أجل أن تحيا الجزائر حرة كريمة.
و أكد المجاهدان في هذا الشأن أن القصبة لم تكن مجرد فضاء عمراني أو موقع معركة, بل كانت رمزا للتماسك الاجتماعي ومرآة لمقاومة الجزائريين وتلاحمهم وتماسكهم من أجل تحقيق الحرية والانعتاق من المستعمر.
ق/ث