مدير التربية لولاية النعامة ل “الديوان”: تسخير كل الظروف البيداغوجية من اجل موسم دراسي ناجح

يشهد الدخول المدرسي الجديد 2025/2026 التحاق أزيد من 75 ألف و400 تلميذ وتلميذة عبر مختلف بلديات الولاية، موزعين على الأطوار الثلاثة: ابتدائي، متوسط وثانوي. هذا الرقم يعكس استقرار المنظومة التربوية وتوسعها، كما يفرض علينا مواصلة الجهود لضمان التكفل الأمثل بجميع المتمدرسين.وهو ما يتطرق اليه مدير التربية لولاية النعامة في حوار ل “الديوان”.
الديوان: ما الجديد الذي يميز الدخول المدرسي من حيث الهياكل التربوية؟
– هذه السنة تدعم القطاع بـ 14 مؤسسة تربوية جديدة، تشمل 9 مدارس ابتدائية و4 متوسطات وثانوية واحدة، وهو مكسب مهم للولاية. ليصل العدد الإجمالي للمؤسسات إلى 168 ابتدائية و57 متوسطة، إضافة إلى 22 قسم توسعي. هذه الهياكل ستساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط والاكتظاظ، خاصة بالمناطق التي تعرف كثافة سكانية متزايدة، كما ستسمح بتوفير ظروف بيداغوجية أفضل للتلاميذ.
الديوان: ماذا عن ظروف الإطعام والنقل المدرسي؟
– حرصنا على أن يكون الدخول المدرسي مرفوقاً بضمان الإطعام والنقل المدرسي، حيث تم تسخير كل الإمكانيات لتغطية أكبر عدد ممكن من التلاميذ، خصوصاً أبناء المناطق الريفية والنائية. الإطعام المدرسي سيضمن وجبات يومية متوازنة، والنقل سيساعد التلاميذ على الالتحاق بمقاعد الدراسة في ظروف مريحة، بعيداً عن عناء التنقل.
الديوان: هل هناك تنسيق مع قطاعات أخرى لإنجاح الدخول المدرسي؟
– بطبيعة الحال، التنسيق مع القطاعات الشريكة هو أمر أساسي. فقد كان لنا عمل مشترك مع مديرية الصحة التي ستباشر حملات توعية صحية داخل المؤسسات، خاصة ما تعلق بالتغذية السليمة والنظافة والوقاية من الأمراض. كما تم التنسيق مع مصالح البلديات لتأمين نظافة المؤسسات وتهيئة محيطها الخارجي، وهو ما ينعكس إيجاباً على راحة التلاميذ.
الديوان: كيف هي وضعية التأطير الإداري والتربوي هذه السنة؟
– أؤكد أن التأطير الإداري والتربوي كافٍ، وقد تم تدعيمه بشكل ملحوظ بعد إدماج 934 أستاذا متعاقداً على مستوى الولاية، وهو ما ساهم في سد العجز وضمان السير الحسن للدروس منذ اليوم الأول. هذا الإجراء يعكس إرادة الدولة في دعم الاستقرار المهني وتحسين الظروف الاجتماعية للأساتذة.
الديوان: هل المؤسسات الجديدة مجهزة بالكامل لاستقبال التلاميذ؟
– نعم، تم تجهيز المؤسسات التربوية الجديدة بالوسائل البيداغوجية والوسائل التقنية الضرورية، مع الحرص على توفير المقاعد والطاولات والوسائل التعليمية الحديثة. كما تم تهيئة الأقسام بما يتلاءم مع متطلبات العملية التربوية.
الديوان: نظافة المؤسسات تبقى من بين أهم انشغالات الأولياء، كيف تعاملتم مع هذا الملف؟
– النظافة أولوية بالنسبة لنا، ولذلك أعددنا برنامجاً دورياً بالتنسيق مع مصالح البلديات لضمان نظافة الأقسام والساحات بشكل مستمر. كما نعمل على إشراك التلاميذ في حملات توعية وتحسيس لترسيخ ثقافة المحافظة على المحيط، لأن المؤسسة التربوية ليست فقط مكاناً للتعلم بل فضاءً للعيش المشترك.
الديوان: وماذا عن الطابع الجمالي للمؤسسات؟
– اهتممنا بشكل خاص بجمالية المحيط المدرسي، من خلال تزيين الساحات وغرس الأشجار وإعادة طلاء الأقسام. وقد ساهمت جمعيات أولياء التلاميذ والمجتمع المدني بشكل فعال في هذه العملية، لخلق بيئة تربوية محفزة ومريحة.
الديوان: كيف تم التكفل بالتلاميذ المعوزين؟
– الجانب الاجتماعي يحظى باهتمام كبير، حيث تم توزيع الأدوات المدرسية والمحافظ على التلاميذ المعوزين، إضافة إلى مجانية الكتاب المدرسي التي يستفيد منها عدد معتبر من التلاميذ. هذه العمليات التضامنية تهدف إلى ضمان تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الولاية، حتى لا يكون الوضع الاجتماعي عائقاً أمام مواصلة التعليم.
الديوان: الرقمنة أصبحت توجهاً أساسياً في قطاع التربية، هل هناك خطوات عملية في هذا الجانب؟
– بالفعل، الرقمنة خيار استراتيجي. على مستوى الولاية نسعى إلى توسيع استعمال الأرضية الرقمية في تسيير شؤون التلاميذ والأساتذة، من التسجيلات إلى متابعة النتائج. هذا من شأنه أن يساهم في تسريع الإجراءات، تعزيز الشفافية، وتخفيف الأعباء الإدارية.
الديوان: كلمة أخيرة توجهونها بمناسبة الدخول المدرسي؟
– أود أن أتوجه بخالص الشكر للأسرة التربوية بكل مكوناتها، من أساتذة، إداريين، أعوان، وأولياء، الذين ساهموا في إنجاح الدخول المدرسي. وأتمنى لأبنائنا التلاميذ موسماً دراسياً موفقاً، مليئاً بالجد والاجتهاد، خدمةً لمستقبل وطننا.
حاوره : خريص .ش