كرة القدم: مشوار تدريبي ثري يلوح في أفق الدولي السابق فاهم بوعزة
بدأ التقني الشاب المسؤول عن العارضة الفنية لاتحاد الكرمة فاهم بوعزة مشواره التدريبي بنجاح بالنظر إلى المسيرة الجيدة التي هو بصدد تحقيقها مع فريقه في بطولة ما بين الجهات لكرة القدم ضمن مجموعة غنية بمنافسين ذوي تاريخ طويل في ساحة النخبة الجزائرية.
واختار ابن وهران دخول معترك التدريب بعد مسيرة ثرية داخل الميادين الكروية كلاعب تقمص خلالها ألوان المنتخب الوطني للآمل (8 مباريات/1 هدف) و كذا منتخب اللاعبين المحليين (7 مباريات/هدف واحد). كما ارتدى ألوان عدة أندية محلية وناديين سعوديين.
وبعد أن بدأ خطواته الأولى في اللعبة الأكثر شعبية مع الفئات الشابة لرائد وهران ثم جمعية وهران، لعب مدرب اتحاد الكرمة، وهو فريق من ضواحي وهران، عدة سنوات في بطولة النخبة بقمصان جمعية وهران، اتحاد البليدة، مولودية وهران، وفاق سطيف، اتحاد الجزائر و شباب بلوزداد على وجه الخصوص. كما خاض تجربتين في السعودية مع فريقي الوحدة والحزم.
ووضع التقني صاحب ال37 عاما حدا لمشواره كلاعب في 2022 بعد تجربة أخيرة مع مولودية قسنطينة، ليشرع في مسار تكويني للانتقال إلى عالم التدريب، رغم أنه دخل في الوقت نفسه عالم الأعمال، لكنه ظل متشبثا بكرة القدم أملا في تحقيق مسيرة ناجحة في مجال التدريب بعد أن حقق نجاحات معتبرة عندما كان ينشط في المستطيل الأخضر الذي أكسبه مزايا مقبولة جدا على الصعيدين الرياضي والاجتماعي، على حد قوله لوأج.
ويبدو أن بوعزة قد أحسن الاختيار من خلال البقاء في عالم كرة القدم بعد أن أثمرت خطواته الأولى كمدرب بالنجاح، حيث يقود فريقه، الذي التحق به الصائفة الماضية، بثبات نحو الصعود إلى الرابطة الثانية.
وعلق المعني على ذلك : ”أنا مدين في المقام الأول لمسيري فريقي الذين وثقوا بي من خلال تكليفي بالعارضة الفنية لفريقهم الصيف الماضي، على الرغم من أنني بدأت للتو تجربتي في هذه المهنة.”
ولم تكن المهمة سهلة لبوعزة وأشباله ضمن مجموعة تضم عدة فرق اعتادت اللعب في المستوى الأول مثل وداد تلمسان وسريع غليزان واتحاد بلعباس، فضلا عن مولودية سعيدة، التي سقطت نهاية الموسم الماضي إلى هذا المستوى، علما وأنها تحمل الرقم القياسي في عدد المواسم التي قضتها في الرابطة الثانية.
الشهية تأتي مع الأكل
وكان من الطبيعي، بالنظر إلى مكونات هذه المجموعة الغربية، أن لا يرشح أحد النادي الوهراني للعب الأدوار الأولى في البطولة قبل بداية المنافسة، لكن بوعزة ورفاقه تمكنوا، لحد الآن، من تكذيب التوقعات، من خلال اعتلاء كرسي الريادة بمفردهم بعد 20 جولة من عمر البطولة.
وأضاف مدرب الاتحاد : “المباريات في هذه المجموعة صعبة للغاية، لأننا نواجه منافسين أكثر خبرة. شخصياً، أنا متفاجئ بمستوى بعض اللاعبين الشباب من مختلف الفرق بهذا القسم والذين يستحقون اللعب في بطولات أعلى. أود أن تتابع الأندية الكبيرة مثل مولودية وهران عن قرب هؤلاء اللاعبين ولم لا استقدامهم، سيما وأن المنطقة الغربية تشتهر بأنها منبع للمواهب”.
وبعد أن نجح في تثبيت نفسه في أعلى الترتيب منذ بداية البطولة، تزايدت طموحات هذا المدرب الشاب، حيث يستهدف الآن الصعود إلى الرابطة الثانية، لأن ”الشهية تأتي مع الأكل”، على حد تعبيره.
وتابع هذا المدرب الحائز على عدة ألقاب كلاعب من بينها بطولة الجزائر مع اتحاد العاصمة (2014) وكأسين للجزائر مع نفس النادي (2013) وشباب بلوزداد (2017): “بالنظر إلى بدايتنا الموسم بشكل جيد، حيث لم نغادر المركزين الأولين منذ الانطلاقة، فإننا نستحق الصعود. وقبل عشر جولات على نهاية المسابقة، فإننا نؤمن إيمانًا راسخًا بحظوظنا في الصعود”.
ونجح بوعزة في افتكاك الصدارة من منافسه الرئيسي في سباق الصعود، مولودية سعيدة، خلال الجولة ما قبل الفارطة عندما فاز عليه بالكرمة بهدف نظيف، وهي الصدارة التي حافظ عليها في الجولة السابقة لما عاد، الجمعة الماضية، بفوز ثمين من ميدان اتحاد بلعباس (2-0)، مما سمح له بالوصول إلى النقطة ال51 متقدما بنقطة واحدة عن المولودية.
وأردف مدرب الاتحاد بخصوص هذا الإنجاز: ”هو نتيجة تحضيراتنا الجيدة قبل بدابة الموسم والتي قمنا بها بمدينة الشلف. ومع ذلك، لا يزال المشوار طويلا، لكن طموحاتنا كبيرة للفوز بالتذكرة الوحيدة المؤدية إلى الدرجة الثانية”.
ولم ينس بوعزة التنويه بمساهمة ”السلطات المحلية ورجال الخفاء من محبي النادي”، مشددا على أنه ولاعبيه سيبذلون قصارى جهودهم لإهداء هؤلاء والأنصار الصعود في نهاية الموسم.