جميلة بوباشا: فخورة بما تحققه الجزائر من انتصارات
استقبل وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد العيد ربيقة، يوم الاثنين، المجاهدة الرمز جميلة بوباشا، حسب ما أفاد به بيان للوزارة.
و خلال لقائه بالمجاهدة بوباشا التي تعد رمزا للفداء والنضال والكفاح, جدد السيد ربيقة “التزام القطاع, وهذا تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بمواصلة كل البرامج والعمليات التي تخدم فئة المجاهدين وذوي الحقوق, لا سيما في شطرها المتعلق بالحماية الاجتماعية, إلى جانب العناية التي يوليها للذاكرة التاريخية وكل المواضيع التي تخدم تاريخنا الوطني”.
من جهتها –يضيف البيان– أبدت السيدة بوباشة “فخرها واعتزازها بما حققته الجزائر من انتصارات وعلى كل المستويات”، آملة أن “تأخذ بنات وأبناء وطننا المفدى العبرة من تضحيات السلف الذي كتب تاريخ الجزائر بأحرف من دماء وتضحيات وجهاد من أجل أن تحيا الجزائر”.
كما أعربت بذات المناسبة عن تمنياتها, مع حلول السنة الميلادية الجديدة, بـ “المزيد من التألق والازدهار للجزائر كما حلم بها شهداؤنا الأبرار ومجاهدونا الأخيار”, وفقا للمصدر ذاته.
و تعد المجاهدة جميلة بوباشا رمزا ثوريا كبيرا في تاريخ الجزائر، فهي واحدة ممن يطلق عليهن “جميلات الثورة” لاشتراكهّن جميعا في اسم جميلة وهن؛ جميلة بوحيرد وجميلة بوباشا وجميلة بوعزة.
ولدت جميلة بوباشا في 9 فبراير عام 1938ببلدية بولوغين بأعالى الجزائر العاصمة، وقد نشأت وسط أسرة ثورية، وقد تدربت في مستشفى بني مسوس لتكون ممرضة، لكنها لم تحصل على شهادة التدريب بسبب هويتها الجزائرية.
وتقول بوباشا، في حوار نادر أجرته عام 1972مع قناة المعهد الوطني للسمعي البصري بفرنسا: “إلتحقت بالثورة عام 1955 وكان عمري حينها 17 عاما وقد قررت الانخراط في صفوف جبهة التحرير”.
وقد تم اعتقالها في 9 فبراير 1960 المصادف ليوم عيد ميلادها، على خليفة قيامها بوضع العديد من القنابل في مناطق تجمع الفرنسيين في العاصمة، لتتعرض لأبشع أنواع التعذيب ويحكم عليها بالإعدام.
وقد عرفت قصتها تعاطفا كبيرا من المثقفين والشخصيات العالمية، وفي مقدمتهم الكاتب الفرنسي جون بول سارتر والرسام العالمي بابلو بيكاسو الذي رسمها في لوحة، تقدر حاليا قيمتها بـ400 مليون يورو.
وتطوع العديد من المحامين للدفاع عنها وعلى رأسهم المحامي الشهير جيزيل حليمي، كما دافع عنها الرئيس الأميركي جون كنيدي والزعيم الصيني ماوتسي تونغ.
وقد كتبت الفيلسوفة الفرنسية الراحلة سيمون دو بوفوار، عام 1960، مقالا مطولا في صحيفة “لوموند” الفرنسية، تحكي فيه للعالم معاناة جميلة بوباشا.
وقالت دوبوفوار، في مقالها المعنون بـ”من أجل جميلة بوباشا”، الذي جاء على شكل نداء للرأي العام العالمي:”في ليلة 10 إلى 11 فبراير، اقتحم حوالي خمسين حارساً ومفتشا للشرطة المنزل الذي تعيش فيه جميلة مع والديها، ضربوها هي ووالدها وصهرها، لقد داس الجنود، بمن فيهم نقيب المظليين، على جميلة وحطموا ضلعها، قاموا بتوصيل أقطاب كهربائية، قاموا بربط ساقيها وفخذها ووجهها بالكهرباء، لقد علقوا جميلة بعصا في حوض الاستحمام وعذبوها بأبشع الطرق”.
في العام 2012 أخرجت الفرنسية كارولين هيبار فيلما بعنوان “من أجل جميلة” يروي قصة تعذيبها وكفاحها والتفاف العالم حولها من أجل حريتها، وفاز الفيلم بعدد من الجوائز، وهو قصة حقيقية استندت لكتاب “جميلة بوباشا” لسيمون ديبوفوار وجيزال حليمي، كما ألف الكاتب الجزائري خالفة معمري كتابا عنها سنة 2013 بعنوان “جميلة بوباشا المرأة التي ألهمت بيكاسو”.