“روضة” تتحدى القوانين و تضرب قرارات والي وهران  عرض الحائط!

بورحيم حسين

يبدوا ان قضية “روضة الأطفال” المتواجدة بحي مطلع الفجر بوهران أخذت منعرجا خطيرا ، عقب ضرب قرارات والي وهران عرض الحائط والذي اعطى الضوء الأخضر بغلقها وتحرير الشارع الذي إستولت عليه  منتصف الشهر الماضي ، كما تم تشميع الروضة نظرا لتسجيل عدد من التجاوزات ، قبل أن يقوم أصحابها بالعودة إلى النشاط حسب ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك “.

وحسب أخر المعطيات التي كشف عنها رئيس لجنة الصحة النظافة وحماية البيئة لبلدية وهران، أمين بن عمارة “للديوان” فإن الأرضية التي بنيت عليها الروضة ملك لصاحبتها المتوفية بفرنسا في 8 نوفمبر 2021 ، ليتم استعمال وثائق مزورة بما فيها بطاقة هويتها من أجل تسوية وضعيتها في 2022 ، وهو ما كشفت عنه الوثائق الرسمية التي تم الإستناد عليها واستخراجها من البلدية.

يأتي هذا في الوقت الذي لا تزال القضية التي أودع فيها هذا الأخير شكوى رسمية للنائب  العام بمجلس قضاء وهران، ووكيل الجمهورية لدى محكمة فلاوسن ضد وكيل الجمهورية المساعد بذات المحكمة، بعد ان أخطر والي وهران “سعيد سعيود” بما تعرض له من ضغوطات و تهديدات على يد المشتكى منه، حيث لم يجد رئيس اللجنة بدا من الاستنجاد بالمسؤول التنفيذي الأول خلال الاجتماع الاخير الذي عقده بمقر الولاية مع كل المصالح التنفيذية و نواب البرلمان وكذا أعضاء المجالس البلدية و الولائية.

حيث راح بن عمارة يروي معاناته على الملأ عقب التهديد والترهيب والضغط الذي تعرض له من وكيل الجمهورية المساعد الذي استدعاه بمكتبه بسبب “روضة أطفال ” التي كانت تنشط بصفة غير شرعية باعتبارها تحتل طريق عمومي تابع للدولة توسعت على حسابه “بدون رخصة ولا تحترم شروط النظافة”.

وأضاف ذات المتحدث الذي نشر فيديوهات على موقع الصفحة الرسمية للولاية وكذا مواقع التواصل الاجتماعي التي تجاوبت مع قضيته وعلقت بعدة مناشير حول القضية، تعرضه للتهديد من طرف المشتكى منه الذي قال له : “نعطيك 48ساعة تسوي الوضعية تاعك معاهم واطلب منهم السماح ولا غادي نجرجرك“.

ليثور والي وهران سعيد سعيود في خطوة خالفت كل التوقعات ورسمت صورة افتخر بها سكان وهران، بعد إعطائه امرا استعجاليا يقضي بغلق الروضة وفتح الطريق المستولى عليه بحي مطلع الفجر المعروف” ببوان دي جور”، ومن ثم متابعة كل مسؤول عن هذه الخروقات و في مقدمتها صاحبها، إذ تم تنفيذ القرار بعدها، أين عجت مواقع التواصل بصور تحرير الطريق وهدم الروضة التي لم تحترم شروط النظافة.

وفي في سياق متصل أكد رئيس اللجنة البلدية حيازته  على كافة الدلائل التي تورط  دار الحضانة للأطفال انطلاقا من نشاطها خارج القانون، حيث لخصت اللجنة جملة مخالفات حول الروضة التي تنشط بدون إعتماد، وأخطر مشكلة تمثلت في عدم إحترام شروط النظافة والنظافة الصحية ، المتجلية في تواجد ورشة سرية لتحضير الطعام  للأطفال، الي جانب استحواذها على طريق عام بدون رخصة (أكثر من 350م²) يستعمل كإسطبل به حيوانات ليس لها أي وثيقة بيطرية تثبت سلامتها وهي ممنوعة بقرار في الوسط الحضري وفضاء لعب الأطفال محاذي لورشة بناء تشكل خطرا، كاميرات مراقبة داخل وخارج الروضة بدون رخصة.

كل هذه التجاوزات لم تشفع لرئيس اللجنة الذي تلقى اتصالا يبلغون فيه بأن وكيل الجمهورية يطلبه بمكتبه قائلا  “قولو رئيس اللجنة يجي عندي نسحقه في عمل ” ولم يكن ذلك  بإستدعاء رسمي، لتفاجأ من ردة فعله اثناء دخوله إلى مكتبه قائلا “ماتزيدش دور بيهم والحيط انت خاطيك” مضيفا” نعطيك 48ساعة تسامحهم ولا نجيبك هنا نجرجرك”

كل هذه الضغوطات و التهديدات  ابرزها رئيس اللجنة أمين بن عمارة في صفحته الرسمية  يعبر فيها عن تعرضه  للضغط الترهيب و التهديد من طرف موظف نافد بسبب روضة مستحوذة على الطريق العام بدون رخصة ، وتمارس النشاط بدون رخصة ولا تحترم شروط النظافة، ووجه رئيس اللجنة باعتباره منتخب محلي، نداءه من المواطنين الجمعيات، المجتمع المدني ،الصحافة وصفحات التواصل الإجتماعي.، طالب من خلاله دعمه ضد استقواء من يهددونه أثناء ممارسته المهام،وطلب تدخل  السلطات ووزير العدل و النائب العام لمجلس قضاء وهران في قضيته.

وتجدر الإشارة إلى أن القضية ليست وليدة اليوم بل إن نفس السيناريو تعرض له خلال الصائفة ثلاثة منتخبين ببلدية وهران وموظفة بالقسم التقني لمندوبية البلدية بوهران بسبب نفس دار الحضانة التي تنشط بطريقة مشبوهة و تحتل الطريق العام، وبالرغم من استصدار قرارات للتدخل واسترجاع الممر الذي تستغله الحضانة ، كذلك وضعها لإسطبل تربية الحيوانات بدون رقابة من البياطرة إلا أن التنفيذ تعقد بسبب النفوذ ،وهوما ثبتته وثيقة متمثلة في ثالث إنذار موجه للروضة مفاده: ” رغم كل زيارات التفتيش السابقة وبناء على زيارة المراقبة التي قامت بها مصالحي مؤخرا رفقة فرقة الأحداث للدرك والوطني لمؤسستكم بتاريخ 05/10/2022 إلا أنه تبين أنكم لا تلتزمون بتوجيهاتنا لاحظنا نفس التجاوزات، ممارسة نشاطكم وفتح المؤسسة دون اعتماد، وعدم التزامكم بطاقة الاستيعاب المقررة من طرف اللجنة الولائية والتي كانت 85 طفل متجاوزين العدد إلى 115 طفل ضاربين عرض الحائط أمن الأطفال وسلامتهم رغم الحادثة التي وقعت بمؤسستكم منذ أشهر مضت…ضرورة نزع الأسرة من المرقد الخاص بالرضع وهذا لوجود خطر عليهم وإلزامية توفير مرقد للأطفال فوق 3 سنوات الغير الموفر…عدم تعليق لائحة وجبات الغذاء،وعليه نعلمكم أن هذا الإعذار الأخير وسيتم غلق مؤسستكم نهائيا إذا لم تلتزموا بالتوجيهات”.