أمين حوحة على قناة “الديوان”…لو لم أكن فنانا لكنت “لصا” ، والمنتجون يتعاملون بمنطق “نعّرفك نجيبك”
مسرح وهران في حاجة للورشات لمنح فرص التكوين لعشاق الخشبة
والدتي لا تعترف بي فنيا ولم أتلق الدعم من عائلتي
حاورته : بلعظم خديجة
استقبلت قناة الديوان ضمن حصتها “ضيف الديوان” هذه المرة الممثل المسرحي الشاب، أمين حوحة ذي الـ 21 عاما، والروح الفكاهية التي تخفي خلفها عدم رضاها عن الكثير مما يدور في المجال، ومن خلال العدد الجديد الذي تم بثّه قبل أيام تحدث حوحة عن الكثير من المحطات الهامة التي ساهمت في وضعه قدما على الساحة في انتظار فرصة أقوى من تلك المشاهد التي يقدمها على الشاشة الصغيرة للتعريف بفنه وقدراته أكثر.
الديوان: منذ متى بدأ حوحة في الظهور؟
أمين حوحة: منذ سن الـ 13 وقت التحقت بالمسرح الصغير بحي بلاطو، وقتها قدّمت العديد من اللوحات بعد أن قدّم لي “قدّور بن خماسة” الفرصة، ثم جاءت فرصة الظهور على الشاشة رفقة المرحوم “بوضو” ضمن سلسلة “فاميليا” هبال.
الديوان: كيف تلقّت أسرتك خبر التحاقك بالمجال؟
أمين حوحة: لا أعتقد أنها كانت سعيدة بالخبر وعلى الأخص والدتي، التي لا تعترف بي فنيا إلى غاية اليوم، وربما من ساندني نوعا ما هو والدي، كما أنني لم أجد الدعم الحقيقي من أسرتي، ولولا إصراري وحبي للمجال لكنت ابتعدت من سنوات.
الديوان: كيف يُعرِّف حوحة المسرح؟
أمين حوحة: بالنسبة لي المسرح هو من يجمع شتى الفنون، ومعناها الحقيقي غير واضح لأغلبية الشباب وحتى بعض القائمين عليه، وبوهران المسرح يفتقد لتلك الورشات الفنية التي من شأنها بناء المسرحي، على غرار مستغانم التي تقدّم “مسرح الموجة” وعلى ذكره أخص بالتحية الأستاذ “بوجمعة” كما أتمنى لو كانت وهران تتوفر على مدرسة في تكوين المسرحيين مثلها، بأخذ المستوى بعين الاعتبار، مثلما هو الحال بمعهد الموسيقى “أحمد وهبي”.
الديوان: بما أنك ملم بما يحصل في المجال, ماذا كنت ستغير لو كان بيدك القرار؟
أمين حوحة: كنت سأمنح الفرصة للهواة، لأنهم الخلف وبينهم مواهب حقيقية ينبغي استغلالها بشكل جيد، كما أعتقد أنني كنت سأفتح ورشات فنية وأُكوِّن فرقا مسرحية تكون منتسبة للمسرح الجهوي بوهران لأخطف فنانين وأضعهم على طريق الاحتراف.
الديوان: من خلال مشاركاتك خارج وهران، أنت تبحث عن ماذا؟
أمين حوحة: عن العلاقات لأتمكن من فهم فكر فناني باقي الولايات لأن لكل منا طريقته في التواصل وفكره ورؤيته للمسرح، وأنا أتأسف لأولئك الذين لازالوا تائهين يبحثون عن باب الدخول إلى المسرح، لأن لا قدرة لي على توجيههم خاصة أنني أرغب وقتها في وضعهم بين أيادي أمينة تقدر قيمة الخشبة وتعي جيدا مسؤوليتها.
الديوان: سبق لك الظهور على الشاشة، أيهما تختار، التلفزيون أم المسرح؟
أمين حوحة: مع أنني أحب الظهور على التلفزيون لكن الخشبة تجري في دمي.
الديوان: دراما أم كوميديا؟
أمين حوحة: قبل الإجابة وددت في التعقيب على مسألة اعتبار الأغلبية أن “الدراما” البكاء، والخلط بين التراجيديا والدراما، التي تعني تسلسل الأحداث بشكل درامي، ولأنني مرح وأمتلك روح الفكاهة ، فأنا أختار الكوميديا بدون شك.
الديوان: ما العمل الذي تمنيت لو قدّمته أنت؟
أمين حوحة: تمنيت لو قدّمت المشهد الثالث من مسرحية “لجواد” للمرحوم عبد القادر علولة وتقمص دور “جلّول” وأجدّد فيه بروح 2021.
الديوان: استدعاء دخلاء عن الفن في الأعمال الأخيرة أمر يزعجك؟
أمين حوحة: يؤلمني.. سيما وأنت تلاحظ بقاء محترفين يقفون موقف المتفرج، لكن منطق بعض المنتجين والمخرجين حاليا بات ربحيا، فهم يرغبون في التسويق لأعمالهم باستدعاء “صانعي المحتوى” على وسائل التواصل الاجتماعي دون الالتفات إلى نوعية جمهورهم فما يهم هو العدد، ومن منظوري فإن عدم إضفاء روح الفنانين الجدد على الأعمال الرمضانية يضر بها.
الديوان: ما تعليقك حول قضية استعمال أماكن للتصوير خارج الجزائر؟
أمين حوحة: منطق ربحي أيضا سيما في حال عدم رغبة المنتجين في الانتظار طويلا قبل الحصول على الموافقة بالتصوير ضمن أماكن بالوطن.
الديوان: باعتبارك هل هناك أزمة نص أم ما الداعي من الاستعانة بنصوص غير محلية؟
أمين حوحة: ليس هناك أزمة نص، بل هناك نصوص رائعة، لكن البعض يفضل مصالحه على ما يقدمه من أعمال، من منطلق “نعّرفك نجيبك” لذلك فقد الكاتب ثقته في تقديم الجديد، وبات أمرا رائجا تنفيذ نصوص لا تتلاءم مع الواقع الجزائري ولا عقلية الجزائري.
الديوان: ماهي اهتماماتك بعيدا عن مجال الفن؟
أمين حوحة: أنا عاشق لكرة القدم، ولفريق مولودية وهران، وكنت لا أفوت أي من مقابلاته إلى حين الأزمة التي منعت الدخول إلى الملاعب، وقضيت فترة الحجر الصحي في المنزل عكس ما كنت عليه في السابق، لأنني لم أكن أتواجد بمنزلي العائلي كثيرا.
الديوان: لو لم تكن فنانا؟
أمين حوحة: لكنت مشاغبا أو ربما لصا، وأنا أعي ما أقول، سيما وأن معظم من نشأت معهم ضيعوا طريقهم، الذي وجدته في الفن وخاصة في ولايتي وهران.
الديوان: تحدث لنا عن مشاركتك الأخيرة في مهرجان الضحك
أمين حوحة: كنت مدعوا كضيف شرف في فعاليات الطبعة الثانية قبل أيام بولاية سيدي بلعباس، بحكم حصولي على الجائزة الثانية في الطبعة الأولى عام 2019.
الديوان: ماذا ستقدم لنا على التلفزيون خلال رمضان؟
أمين حوحة: لا تنتظري الكثير، إلا بعض المشاهد المحتشمة، ضمن سلسلتين فكاهيتين، وكان بودي لو تم استدعائي لتجسيد دور أكبر، وأكثر أهمية، لكن كيف أتأسف على ذلك وأنا حولي من هم أهم مني وأكثر احترافا لأكثر من 30 عاما ولازالوا في انتظار فرصة للمرور عبر التلفزيون؟
2 pièces jointes