رحتي خسارة…
في واجهة البحر تركت قلبي
رياح الشتاء تهب وتعزف سمفونية البرد ..تأخذ سعف النخيل شرقا وجذورها ممتدة للقاع.. رياح الشتاء تعصف في البحر فتتلاطم الأمواج يمنعها صور الإسبان من دخول الميناء
في نقطة التلاشي أرى موبيلار الحداثة و ضريح سيدي امحمد المتجذر في التاريخ ..أنا أمشي في واجهة البحر {فرون دو مار وهران}
في واجهة البحر تركت قلبي معلق بين الأرض و السماء حيث تسقط جاذبية نيوتن أمام جاذبية المشهد البانورامي للميناء المتوسطي العتيق
ترقت قلبي لتأكل منه الطير كما تأكل من مخزن البقوليات هناك تتمتع الحمائم و النوارس بجمال الباهية الخطيرة تترك نفسها و تسلمها للمدينة اللغز
ذكريات الصبا و الدفئ العائلي ذكريات المولد و النشأة ذريات البسمة و الأمل ذكريات المعاكسة حين تمر الفتيات من هاهنا
ـتقول هذا الزين جاي من لالمان
وتجيب إحداهن
ـالزين وهراني بالطبع و الهمة
ذكريات السهر ذكريات المولودية حين تتلون سماء وهران بالاحمر رأس السنة كلها تمر على خاطري وأنا أمشي في الواجهة الساحرة التي سحرت كل المبدعين والكتاب و الزائرين منذ تشييدها
بائعي القلائد المزيفة يمرون كل يوم يبحثون عن ضحية
ـهذي فضة حرة نبيعهالك بميتين ألف
ـنديها بعشرالاف
ـأيا بصحتك
هي النوستالجيا التي تمنحنا شرف البقاء و الحياة هي الذكريات الجميلة المزينة بالأزمات و المشاكل التي ستصبح فرحا بعد مرور الدهر عليها
وهران ياجنة التعساء يا مدينة إرتفعت وأدارت ضهرها للبحر يا من ترضع المتوسط بماء عذب هل حقيقة {رحتي خسارة}
بقلم: يحي بن حمو