يوم الأرض الفلسطيني: شعب لا ولن يتخلى عن أرضه وهويته مهما أراق الصهاينة دمائه
على وقع مجازر وحشية وإبادة جماعية يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأهالي في قطاع غزة واعتداءات ونهب للأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية, يحي الشعب الفلسطيني في 30 مارس من كل سنة “يوم الأرض”. فرغم دمائه التي تراق يوميا يضل صامدا, فهو شعب لا ولن يتخلى عن أرضه والدفاع عن هويته ومقوماته.
وعلى خلاف كل سنة منذ 48 عاما خلت, تأتي ذكرى “يوم الأرض” في ظل ظروف مأساوية يعيشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة عدوان صهيوني وحشي, إبادة جماعية, تطهير عرقي, تهجير قسري وحرب تجويع لم يشهدها العالم من قبل.
و تحل ذكرى “يوم الأرض” هذه السنة على وقع مزيد من التجريف ونهب المستوطنين الصهاينة للأراضي الفلسطينية في المدن المحتلة, وعلى وقع توسيع المستوطنات وتشييد أخرى جديدة في ظل سياسة صهيونية ممنهجة ترمي إلى طمس ومحو الوجود الفلسطيني.
وفي هذا الإطار, أوضح مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية, غسان دغلس في حديث لوأج, أن هاته الذكرى تأتي “في ظروف مأساوية يعيشها الشعب الفلسطيني هذه السنة وهي مختلفة عن كل السنوات السابقة منذ عام 1976 “, مضيفا أن “هذه السنة هي عام إبادة للشعب الفلسطيني وإبادة لأهالي قطاع غزة واعتداءات على الضفة الغربية واستيلاء على أراضي الفلسطينيين بكل ما أوتوا الصهاينة من قوة ونهب مساحات واسعة من الأراضي المحتلة وتوسيع الاستيطان”.
و أبرز السيد دغلس أن “رغم الدماء وكل ما يجري في قطاع غزة, سيتم إحياء يوم الأرض ويكون هذا بمثابة رسالة للعالم مفادها أن الشعب الفلسطيني لا ولن ينسى أرضه ولن يتخلى عنها”.
و كشف ذات المتحدث أن الضفة الغربية تشهد “توسعا استيطانيا كبيرا جدا, حيث ازدادت البؤر الاستيطانية بعد 7 أكتوبر بشكل كبير”, مشيرا إلى أنه تم “بناء 18 بؤرة استيطانية جديدة في الأشهر القليلة الماضية, بالإضافة إلى مستوطنة جديدة تم إنشائها و 19 طريقا التفافيا تضاف إلى 5 طرق التفافية أنجزت قبل السابع من أكتوبر لربط المستوطنات مع بعضها البعض وتوسيعها”.
و اعتبر أن “ترحيل أهالي قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب في أرضهم والتنكيل بهم دليل واضح على أن نوايا الاحتلال الاستيطانية لن تتوقف”, مضيفا أن “وضع منطقة عازلة على طول قطاع غزة هو استهداف للأرض الفلسطينية و مصادرة مئات الكيلومترات من أراضي المواطنين يهدف أيضا إلى الاعتداء على الممتلكات الفلسطينية وسرقة المزيد منها”.
وفي حديثه عن هدم مباني ومنازل الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم خاصة الزراعية منها, أكد مسؤول ملف الاستيطان أن هيئته تخوض “حربا مستمرة ضد الاحتلال بسبب هاته الاعتداءات التي يرتكبها ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم”, موضحا أن “هناك مئات المحامين المتطوعين وغير المتطوعين على مستوى الهيئة يعملون على ملف الدفاع عن أراضي وعن حقوق المواطنين الفلسطينيين”.
و أفاد أن الهيئة تقوم بتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية على مستوى الأراضي التي يتم استهدافها وهذا لحماية الأرض و مالكيها.
و لفت إلى أن “الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان أصبحوا عاجزين أمام الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال على الأرض الفلسطينية”, مضيفا في ذات السياق أن “المجتمع الدولي أصبح عاجزا, وعدم تطبيقه لقرارات الشرعية الدولية فيما يخص ملف الاستيطان والاحتلال أضعف المنظومة الدولية بالكامل”.
وألح السيد دغلس على ضرورة تكوين “لوبي عربي فلسطيني ولوبي دولي للضغط على الكيان الصهيوني ومعاقبة مجرمي الحرب وملاحقتهم حتى يتسنى للشعب الفلسطيني نيل حقوقه على أرضه”.
و مهما أمعن الكيان الصهيوني في مجازر الإبادة الجماعية وفي توسيع مستوطناته ونهب الأراضي و الممتلكات, يجابهه الشعب الفلسطيني بأسمى صور صموده و بقائه على أرضه ما بقيت أشجار الزعتر والزيتون-رمز التراب الفلسطيني- صامدة في وجه عدو صهيوني غاشم لا أرض ولا وطن له.