نحو تخصيص غلاف مالي للتكفل بمسجد الباشا “وهران”

كريم/ل

وجه والي ولاية وهران اوامر إستعجالية لمديرة الثقافة وهذا لمراسلة الوزارة الوصية من اجل تخصيص غلاف مالي من اجل التكفل بمسجد الباشا بحي سيدي الهواري العتيق و تهيئته واعادة الاعتبار لهذا المعلم الديني والتاريخي الهام لولاية وهران.

وجاء ذلك خلال إجتماع تنفيذي بمقر الولاية أمس الأحد ، وتأتي تعليمات السعيد سعيود في وقت يشهد هذا المعلم التاريخي بمدينة وهران، حالة من التردي وخطر الزوال، على خلفية الانهيارات المتكررة لأجزائه، في غياب تدخل المصالح المكلفة بالتراث والثقافة في ولاية وهران، خاصة بعد الغموض الذي يكتنف مشروع الترميم الذي أعلن عنه منذ مدة، ولم يجسّد على أرض الواقع.

ومن جانب آخر أطلقت فعاليات المجتمع المدني و عدد من الناشطين في وهران حملة نظافة لهذا المعلم التاريخي الجمعة المقبل 24 فبراير، حيث دعت كل الفعاليات وسكان مدينة وهران للمشاركة في هذه الحملة التي من شأنها نفض الغبار عن وضعية هذا المعلم التاريخي.

وشهد جامع “الباشا” بمدينة وهران مؤخرا، سلسلة انهيارات جزئية لبعض الجدران الخارجية المحيطة به، في وقت تعرضت باحته إلى انهيار داخلي للتربة، وتشققات كبيرة في الجدران، وهو ما حدث أيضا على مستوى محيط المسجد ومنارته.

وارتفعت نسبة خطورة انهيار جامع “الباشا” حسب المختصين، بفعل تواجده فوق ممر سفلي لوادي الروينة، الذي يؤدي مباشرة إلى ميناء وهران.

للذكر فإن مسجد حسن الباشا هو أحد مساجد وهران شيد عام 1797 في عهد الباي محمد الكبير بأمر من بابا حسن باشا الجزائر العاصمة (طرد الموريسكيين). أول إمام للمسجد كان الشيخ سيدي محمد الساني المهاجي.

بعد احتلال فرنسا للجزائر، استولى المستدمرون على المسجد وأفرغ من كل محتوياته ولكنها أعيدت للجزائرين لممارسة الشعائر فيه عام 1883 بناء على أوامر الجنرال ديمشيل ولكنه سرعان ما أعيد بأمر من نابليون الثالث وألصقت على أبوابه الأسلحة.

نلاحظ في هذا المسجد أثر العثمانيين على صنع المئذنة المتاخمة والمغطاة بالقرميد، ويزين مدخل هذا المسجد مجموعة من المنحوتات وآيات من القرآن الكريم بالخط الكوفي ومدخل المسجد على شكل الهلال وتحيط بالممر العديد من الأعمدة ويتزين بحوض لغسل الأرضية الرخامية البيضاء وهي مغطاة بقبة صغيرة.

ينتظر أن يتم ترميمه من طرف الجهات الوصية، حتى يتم استغلاله من قبل المصلين.