آخر الأخبارالثقافيالحدثالوطنيحواراتغير مصنفمتفرقات

مدير جامعة التكوين المتواصل مركز الشلف، البروفيسور مجيد هارون لـ”الديوان”: ” التعليم الهجين والرقمنة مستقبل الجامعة الجزائرية  “

 

حاوره : محمد زرق العين

 

في ظل التحولات الرقمية التي تعرفها المنظومة الجامعية الجزائرية، التقت جريدة الديوان بالبروفيسور مجيد هارون، مدير جامعة التكوين المتواصل الشهيد ديدوش مراد، مركز الشلف، الذي تحدث بإسهاب عن واقع المركز، نظام الدراسة، الرقمنة، الإقبال الطلابي، المستجدات وآفاق تطوير التكوين الجامعي في سياق التعليم الهجين ، ونقاط أخرى تكتشفونها في هذا الحوار :

 

 

 

الديوان: بداية، كيف تقيمون ظروف الدخول الجامعي الجديد بمركز الشلف؟

البروفيسور مجيد هارون: تم الدخول الجامعي في ظروف تنظيمية ممتازة بفضل تجند جميع الإطارات والعمال والأساتذة، تنفيذا لتعليمات وتوجيهات مدير الجامعة، البروفيسور يحيى جعفري.

وقد حرصنا على ضمان انطلاقة سلسة للدروس في مختلف المستويات، خصوصا في ظل التوجه الرقمي المستجد للجامعة، واعتماد نمط التعليم الهجين الذي يجمع بين الحضوري والتعليم عن بعد، لتحقيق الكفاءات التعليمية المستهدفة.

 

 

 

 

الديوان: جامعة التكوين المتواصل رائدة في التحول الرقمي. أين وصلت جهود الرقمنة اليوم؟

البروفيسور مجيد هارون: بداية أود أن أنوه أن جامعتنا احتلت المرتبة الأولى وطنيا في معيار الرقمنة من خلال المسابقة الوطنية بين الجامعات التي أقامتها الوزارة الوصية السنة الفارطة ، فلقد بلغت الجامعة مراحل متقدمة جدا في الرقمنة إداريا و تعليميا ، حيث أصبحت تعتمد إداريا بشكل كامل على نظام ” بروغراس ” (PROGRES) في مختلف العمليات الإدارية والبيداغوجية. أما عن الشق التعليمي فلديها العديد من الأرضيات التعليمية عن بعد أين يتم من خلالها تقديم المادة المعرفية بوسائل حديثة ومنه تتم عملية التقيين عن بعد كذلك .

و قد أكد المدير العام للجامعة البروفيسور يحيى جعفري خلال افتتاح الأسبوع الإعلامي للجامعة أن هذه الأخيرة تسير بخطى ثابتة نحو رقمنة شاملة من خلال تحديث الأرضيات التعليمية، وإطلاق مشاريع جديدة، منها توسيع بث إذاعة الجامعة على المستوى الجهوي، وإنتاج دروس التعليم عن بعد عبر مركز السمعي البصري.

 

 

 

الديوان: ما هي أبرز المهام المنوطة بمركز الشلف؟

البروفيسور مجيد هارون: بداية علينا أن نتفق أن جامعتنا الغرض الأول منها خدمة المجتمع تماشيا و التحولات و الرهانات التي نعيشها باعتبارها مرفقا عموميا و هذا ضمن مهام أساسية تتمثل في التعليم و البحث العلمي أكاديميا لفئات الليسانس و الماستر مع استحداث تخصصات تتماشى وسوق العمل و الرهانات ، إجراء الامتحانات ، امتحانات الترقية الداخلية والمسابقات الخارجية ، تكوين إطارات الوظيف العمومي لجميع الرتب و الأصناف قصد الترقية ، التكوين حسب الطلب .

 

 

 

الديوان: ما هو نظام الدراسة المعتمد بمركز الشلف؟

البروفيسور مجيد هارون: نظام الدراسة في مركز الشلف يعتمد على التعليم الهجين، الذي يجمع بين التكوين الحضوري والتعليم عن بعد.

بالنسبة لهذا الموسم تمت برمجة الدراسة حضوريا يوم السبت لجميع المستويات، مع تخصيص نصف يوم آخر مساء أسبوعيا داخل فضاءات التدريس والمكتبات وبهذه المناسبة نتقدم بالشكر الجزيل للسيد مدير جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف البروفيسور غويني العربي الذي مد جسر التعاون بين جامعتينا عملا باتفاقيات مسبقة أمضاها بمعية السيد المدير العام لجامعتنا البروفيسور يحي جعفري .

أما التعليم عن بعد، فيتم عبر تقنيات متنوعة و حديثة مثل ” موك ”  ( MOOC ) التي تتيح فضاء أكبر و أرحب للطلبة قصد التفاعل في المنتديات وقاعات النقاش، مع إمكانية إجراء التقييم الذاتي أنيا .

 

 

 

 

الديوان: ماذا عن الإحصاءات الرسمية للموسم الجامعي 2025 – 2026؟

البروفيسور مجيد هارون: خلال السنة الجامعية الحالية، تم قبول وتوجيه 1414 طالبا، سجل منهم 1247 طالبا إلى غاية اليوم ، من بينهم حوالي 160 طالبا من حاملي شهادة البكالوريا سنة 2025 موزعين على مختلف الميادين.

و عدد الطلبة المسجلين مرشح للارتفاع، باعتبار أن فترة دفع حقوق التسجيل عبر ” البروغراس ” لا تزال متواصلة أما في الموسم الجامعي الماضي، فلم يتعد عدد الطلبة المسجلين 907 طالبا وطالبة، من بينهم 100 طالب من حاملي شهادة البكالوريا الجدد.

ويتوزع عدد الطلبة حسب الميادين ، حيث أحصينا 504 طالبا في ميدان الحقوق والعلوم السياسية ، و298 طالبا في ميدان العلوم الاقتصادية، التسيير والعلوم التجارية ، 216 طالبا في ميدان الآداب واللغات الأجنبية (إنجليزية تقنية) ، 124 طالبا في ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية . ويشرف على تأطيرهم 76 أستاذا، من بينهم 27 أستاذا من مصف الأستاذية ، 16  محاضرا ومساعدا، 19 دكتورا، إضافة إلى 5 أساتذة ماستر في اللغة الإنجليزية.

 

 

 

الديوان: هل تم استحداث تخصصات جديدة خلال هذين الموسمين ؟

البروفيسور مجيد هارون: أكيد ، تتماشى جامعتنا عموما ومركزنا خصوصا و واقعنا الراهن و الاستراتيجية العامة للدولة الجزائرية ممثلة في توجيهات السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حيث أن توجهه للمجتمع المدني تطلب منا استحداث تخصص إدارة المنظمات و تبني السيد رئيس الجمهورية سياسة مكافحة الفساد ألزمنا بوجوب خلق تخصص أكاديمي جديد في الماستر هذه السنة ألا وهو الشفافية و مكافحة الفساد .

 

 

 

 

الديوان: ما تفسيركم للإقبال المتزايد على جامعة التكوين المتواصل؟

البروفيسور مجيد هارون: هذا الإقبال يعكس ثقة المجتمع في هذا الصرح الجامعي العريق، لما يقدمه من برامج تكوينية متنوعة وشهادات معترف بها رسميا.

حيث أضحت جامعة التكوين المتواصل خيارا مفضلا لعديد الطلبة، وخاصة الموظفين، والإطارات، لأنها تتيح متابعة الدراسة عن بعد مع الحفاظ على مهامهم الوظيفية .

 

 

 

 

الديوان: ما هي أبرز التخصصات المتاحة حاليا في المركز؟

البروفيسور مجيد هارون: يوفر مركز الشلف تكوينات متعددة بنظام LMD (ليسانس وماستر) في ميادين العلوم الاقتصادية، التسيير والعلوم التجارية ، الحقوق والعلوم السياسية ، العلوم الإنسانية والاجتماعية – إعلام و اتصال ، الآداب واللغات الأجنبية – إنجليزية تقنية .

ونطمح لاستحداث تخصصين جديدين تماشيا ومتطلبات السوق خدمة للمجتمع ألا وهما علم النفس المدرسي و أمن الشبكات حفاظا على أمننا السبراني الموسم المقبل .

 

 

 

 

الديوان: كيف تسير عملية التسجيلات الجامعية في ظل الرقمنة؟

البروفيسور مجيد هارون: التسجيلات أصبحت رقمية بالكامل من خلال أرضية بروغراس بناء على تعليمات معالي السيد وزير التعليم العالي و البحث العلمي البورفيسور كمال بداري و سياسة صفر ورقة تعتمدها الوصاية .

حيث أن التسجيلات الأولية للطلبة الجدد انطلقت شهر جوان الفارط عبر منصة إلكترونية خاصة بهذا الشأن ثم تلتها  دراسة الملفات إلكترونيا فإعلان النتائج ومعالجة الطعون و انطلاق التسجيلات بنفس الرزنامة التي حددتها الوصاية عن طريق الدفع الإلكتروني عبر البطاقة الذهبية لحقوق التسجيل ، أما بالنسبة لطلبة المستويات الأخرى تمت مباشرة بعد الانتهاء من المداولات النهائية بكل سلاسة .

 

 

 

 

الديوان: هل هناك اتفاقيات تعاون بين الجامعة ومؤسسات أخرى؟

البروفيسور مجيد هارون: نعم، عقدنا عدة اتفاقيات تعاون مع مؤسسات من نفس القطاع مثل جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف و حتى قطاعات عمومية أخرى على غرار التربية و التعليم و الثقافة و السياحة، إذ تهدف هذه الاتفاقيات إلى تبادل الخبرات وتنظيم تكوينات مشتركة في مرحلتي الليسانس والماستر وخلق بيئة تعاون مثمر.

 

 

 

 

الديوان: ما هي تطلعاتكم المستقبلية لمركز الشلف؟

البروفيسور مجيد هارون: نطمح إلى تعزيز التحول الرقمي أكثر فأكثر، وتوسيع عروض التكوين لتشمل تخصصات جديدة تتلاءم مع متطلبات سوق العمل مثل علم النفس المدرسي و أمن الشبكات لما لهما من أهمية و أثر على أمن أبنائنا صحيا و أمننا سبريانيا .

كما نهدف إلى ترسيخ ثقافة التعليم مدى الحياة وصولا إلى الجامعة المفتوحة ومنه تكريس العدالة الأكاديمية في التقييم.

 

 

 

 

الديوان: أطلقت جامعة التكوين المتواصل برنامجها الرقمي بمركز الشلف. ما تفاصيل هذه المبادرة؟

البروفيسور مجيد هارون: بالفعل، في إطار الأسبوع الوطني الرقمي الذي تزامن مع الانطلاق الرسمي للتجمعات الحضورية. وعملا بتوجيهات السيد مدير الجامعة البروفيسور يحي جعفري أطلقنا البرنامج الأكاديمي والبيداغوجي الرقمي لمركز الشلف، وهذا تجسيدا لرؤية الجامعة في مواكبة التحول الرقمي والإصلاحات الكبرى التي يشهدها قطاع التعليم العالي.

 

 

 

الديوان: من أشرف على فعاليات البرنامج؟

البروفيسور مجيد هارون: أشرفت شخصيا على فعاليات البرنامج، بمعية الإطارات البيداغوجية للمركز وعلى رأسهم  رئيس مصلحة البيداغوجيا الأستاذ عبوب كريم، والموظفين والعمال المرافقين له .

 

 

 

 الديوان: ما أبرز الفعاليات التي تضمنها البرنامج الرقمي؟

البروفيسور مجيد هارون: تضمن البرنامج أنشطة علمية وتكوينية متنوعة، أبرزها محاضرة افتتاحية حول الدور البيداغوجي والتكويني لجامعة التكوين المتواصل في خدمة الطلبة والمجتمع.

ثم قدم رئيس المصلحة عبوب كريم عرضا حول كيفية الولوج إلى الأرضيات الرقمية واستعمالها، مع إطلاق رمز الاستجابة السريعة (QR Code) الخاص بالجامعة و الأرضيات التعليمية ، مرفقا بفيديو توضيحي يشرح أهم الخطوات الواجب اتباعها لولوج الأرضيات و حتى الآليات المتبعة لإرسال الأنشطة و تقييمها

 

 

 

 

الديوان: كيف كان تفاعل الطلبة مع الفعالية؟

البروفيسور مجيد هارون: نعم، كان تفاعلهم إيجابيا إلى أبعد الحدود ، حيث أنه بعد تقديم العروض التوضيحية، فتح المجال أمام الطلبة لطرح انشغالاتهم التقنية والبيداغوجية، وتمت الإجابة عنها بكل شفافية وتفصيل من طرف المدير و رئيس المصلحة و مسؤولي التخصصات بالمركز .

ثم بعدها عقدنا اجتماعا مع الهيئة البيداغوجية أساتذة و موظفين لرسم خريطة طريق موسم 2025/2026 بداية بعرض آخر المستجدات في مجال التعليم عن بعد، وطرق التقييم الجديدة التي ستكون محليا بطريقة الإغفال دوما ، ومنه كذلك الحرص على تنفيذ الآليات المستحدثة لمتابعة التجمعات الحضورية بما يضمن انسجام النظام البيداغوجي الهجين بما يتناسب و التحول الرقمي.

 

 

 

 

 الديوان: ماذا عن الخدمات المرافقة للطلبة خلال الفعالية؟

البروفيسور مجيد هارون: تم بالمناسبة تقديم خدمات إدارية موازية، شملت توزيع الشهادات المدرسية وبطاقات الطلبة مباشرة أمام الأجنحة التجمعات الحضورية من باب تقريب الإدارة من الطالب وتجنيبه مشقة التنقل للإدارة ، مع دعوة الطلبة الذين لم يستكملوا ملفاتهم لاستكمالها. إذ نحرص دائما على أن تكون لقاءاتنا شاملة تجمع بين البعد الأكاديمي والإداري في آن واحد.

 

 

 

 

الديوان: ما الهدف الأساسي من هذا البرنامج الرقمي؟

البروفيسور مجيد هارون: هدفنا هو تعزيز التحول الرقمي البيداغوجي وتسهيل تواصل الطلبة مع المركز عبر الوسائط الإلكترونية الحديثة.

كما نسعى لأن يكون الطالب قادرا على متابعة تكوينه بمرونة وسلاسة، حضوريا أوعن بعد، بما يضمن تحسين جودة التعليم وتكافؤ فرص التعلم، انسجاما و التوجه العام للدولة الجزائرية  في مجال الرقمنة الجامعية.

 

 

 

 

الديوان: كيف تقيمون تجاوب الطلبة مع النظام الرقمي الجديد؟

البروفيسور مجيد هارون: التجاوب كان ممتازا ومشجعا جدا لأنهم شباب ويتحكمون في الوسائل الرقمية الحديثة وهذا يشرفنا ، خصوصا من الطلبة الجدد الذين أبدوا حماسة كبيرة للتعامل مع الأرضيات الرقمية.

وقد أظهر الطلبة قدرة سريعة على التكيف مع التقنيات الحديثة، ما يعكس وعيا متزايدا بأهمية الرقمنة في التعليم ويفتح آفاقا واسعة لتطوير البرامج مستقبلا.

 

 

 

 

الديوان: كلمة ختامية لطلبة الجامعة وقراء “الديوان”.

البروفيسور مجيد هارون: أؤكد أن ما تحقق اليوم هو خطوة عملية ضمن رؤية استراتيجية شاملة لجامعة التكوين المتواصل، هدفها أن تكون جامعة ذكية رقمية بامتياز.

وأتوجه بالشكر لكل الأساتذة والإطارات والطلبة الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث، داعيا الجميع إلى مواصلة العمل بروح جماعية لتحقيق المزيد من التميز والابتكار خدمة للجامعة والطلبة ووطننا الغالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى