مدير المجاهدين لولاية النعامة، خليفي بهلول خليفة لـ “الديوان”: جمع 410 شهادة حية من أفواه صانعي مجد الثورة التحريرية
61 معركة عرفتها المنطقة بداية من معركة مير الجبال من جانفي 1957 إلى معركة نوفمبر 1961
حاوره: خريص الشيخ
تعتبر ولاية النعامة من الولايات التي واكبت المقاومة والكفاح منذ بداية الإستدمار الفرنسي بمقاومة لازلت أحرفها تدرس وتلقن إلى الأجيال المتعاقبة ومعالمها تسجل وترسخ في تاريخنا المجيد بداية من مقاومة الشيخ بوعمامة مرورا بالحركة الوطنية وصولا إلى الثورة التحريرية المباركة مفخر هذا الوطن ومضرب الأمثال في مختلف الأقطار بمليون ونصف المليون شهيد. ولقد كان لهذه الولاية التاريخية شهدائها الذين خاضوا غمار الثورة بكل تفاني مسبلين أنفسهم خلال 61 معركة.
وللتعرف أكثر على نقاط متعددة متعلقة بالذاكرة التاريخية ودورها في تعزيز أوصر الوحدة الوطنية وترسيخ القيم الوطنية والحس الوطني عند الأجيال المتعاقبة وكذا إنجازات وواقع قطاع المجاهدين بالولاية وآفاقه وخاصة ونحن على أبواب الإحتفالات المخلدة للذكرى الستين لعيدي الإستقلال والشباب تقربت جريدة “الديوان” من السيد “خليفي بهلول خليفة “مدير المجاهدين لولاية النعامة وأجرت معه هذا الحوار والذي تضمن محطات مختلفة متعلقة بالقطاع.
الديوان: السيد خليفي بهلول خليفة مدير المجاهدين ممكن تعرفنا بمختلف محطاتك المهنية؟
البداية كانت بولاية تلمسان كمتصرف بالمتحف الجهوي ومسير جهوي للمتحف الجهوي للمجاهد، بعدها انتقلت إلى مدينة سيدي بلعباس مكلف بمهام مصلحة الحماية الإجتماعية لمديرية المجاهدين تم مدير مركز الراحة للمجاهدين بحمام بوحجر وآخر محطة مدير المجاهدين بولاية النعامة.
الديوان: منذ تعيينك بولاية النعامة التاريخية ماهي الخطوط العريضة التي اتبعتها لخدمة القطاع عامة وفئة المجاهدين والأسرة الثورية خاصة؟
قبل الإجابة عن السؤال الوجيه نتطرق إلى المحطات التاريخية والسياسية للمنطقة اولا، الذي هو منطلق الحفاظ على الذاكرة لأن رسالة الكفاح والجهاد يرضعها صبيانها فيشبون عليها رجالا ويموت عليها أسودا خالدين عن ربهم يرزقون.
حيث إنتفض سكان ولاية النعامة ضد تواجد قوات الإحتلال الفرنسي بالمنطقة منذ سنة 1847 إلى مدينة مغرار تم بعدها تم إعلان الجهاد المقدس ضد الإستعمار الفرنسي عن طريق مقاومة الشيخ بوعمامة والتي إستمرت من 1881إلىسنة1908 وحققت عدة إنتصارات رغم لجوء السلطات الفرنسية إلى إستعمال جميع الوسائل لتحطيم وإيقاف المقاومة بتحريض القبائل والأعراش وبعدها برزت الحركة الوطنية والنضال عن طريق الأحزاب السياسية والجمعيات والنوادي والصحف والمظاهرات في شقين إصلاحي بمدينة المشرية عن طريق أعلام الحركة الوطنية كالشيخ محمد عبد الكبير بكري، الشيخ محمد العربي تمنطيط، الشيخ بكري محمد المدعو عبد القادر، الشيخ مبخوت الحاج الحبيب، الشيخ الحاج أحمد تبون، الشيخ محمد مولاي العربي، الشيخ تيجيني الحاج محمد، الشيخ طيبي الحاج، السيد مكي محمد ابن الطاهر سي أمحمد، أما الشق الثاني سياسي بمدينة العين الصفراء بظهور جمعيات ونوادي وشخصيات تعكس إهتمامات الجزائريين وترفض السياسة الإستعمارية وخاصة بعد زيارة مصالي الحاج إلى مدينة العين الصفراء حيث عززت هذه الزيارة إلتفاف السكان والمناضلين حول مرشح حركة الإنتصار الحريات الديمقراطية السيد باقي بوعلام. تم إنطلاق الثورة التحريرية قبل سنة1956 من قبل قسم14 والمحدد جغرافيا بمنطقتي العين الصفراء وضواحيها ومنطقة المشرية وضواحيها بعدها ظهرت المنطقة الثامنة بعد سنة1956 واعتلت عدة شخصيات تسيير المنطقة ابتداء من العقيد لطفي، قايد أحمد، ومحمد بن أحمد عبد الغني والعقبي وصالحي أحمد.
أما الخطوط المتبعة تفعيل الندوات التاريخية والحصص الاذاعية لربط الماضي التاريخي للأجيال وحفظ الذاكرة والإهتمام بالمجاهدين وذوي الحقوق ومرافقتهم .
الديوان: ماهو عدد المعارك التي عرفتها المنطقة وعدد الشهداء؟
عرفت المنطقة61 معركة بداية من معركة مير الجبال من جانفي1957 إلى معركة نوفمبر1961 ووصل عدد الشهداء إلى 1500شهيد بالولاية.
الديوان: ما هي السياسية القمعية الإستعمارية التي مارستها فرنسا؟
سلطت فرنسا سياستها الإستعمارية عن طريق إنشاء، خط موريس والذي يفصل الجزائر عن الدول المجاورة الذي إنطلقت فيه الأشغال في أوت 1956 على مسافة 700 كلم ويتراوح عرضه بين 6 إلى 25 متر.
الديوان: نتحدث بعد ذلك عن السجون والمعتقلات في إطار السياسة الإستعمارية؟
إن سياسة المعتقلات كانت منهجية إستعمارية للإحتلال الفرنسي في مخططه القمعي ضد الحركة الوطنية وبرنامجه التوسعي ، معتقل جنين بورزق، معتقل دزيرة، مركز التعديب القطار ومركز التحقيق بالمشرية. إضافة إلى إنشاء126برج للمراقبة والمحتشدات التي كانت تتراوح بها عدد الخيم من 800إلى1000خيمة وأبرزها محتشد الحرشاية.
الديوان: كيف يتم ترسيخ القيم الوطنية والحس الوطني لدى الأجيال الصاعدة وتصحيح المفاهيم والأفكار المغلوطة والتي تنشر عبر وسائط التواصل الإجتماعي خلال هذه الآونة الأخيرة من أجل زعزعة إستقرار ووحدة الوطن؟
بمواكبة التكنولوجيا وعن طريق الصفحة الرسمية لمديرية المجاهدين لولاية النعامة قامت مديرية المجاهدين بإعداد مجموعة من الأركان والفقرات التاريخية يتم من خلالها إحياء الذكريات وأبرز المحطات التاريخية وهي كالتالي:
سلسلة من وحي التاريخ، سلسلة من شهداء ثورتنا المباركة، سلسلة من معارك المجد، سلسلة قراءة في كتاب، ركن شخصيات دينية ساهمت في الحركة الوطنية وأخيرا ركن نافذة على البحوث التاريخية للتلاميذ، المتمدرسين وطلبة الجامعة.
الديوان: هل من توثيق لعناصر الذاكرة الوطنية التاريخية والخاصة بالمنطقة باعتبارها عامل لتعزيز الذاكرة الوطنية؟
لتبليغ الرسالة للأجيال تم التنسيق بين مديرية المجاهدين وعدة مديريات منها مديرية التربية، مديرية التضامن الإجتماعي، مديرية الثقافة، السياحة، والإذاعة، المركز الجامعي، مديرية التكوين المهني، الشؤون الدينية والكشافة الإسلامية وكذا بتفعيل عدة ندوات، ملتقيات، محاضرات، لقاءات تاريخية وذلك بصفة دورية ومستمرة خلال المناسبات والأيام والأعياد الوطنية والمحلية وإحياء الشخصيات ورموز الثورة الوطنية والمحلية.
الديوان: هل فكرتم بفتح فضاءات موضوعية وهادفة من أجل مناقشة كل المواضيع التاريخية بطرق بناءة؟
إبراز تاريخ المنطقة يتم عن طريق:
جمع كل الإحصائيات المتعلقة بتاريخ المنطقة
إطلاق مشروع السجل الذهبي لشهداء ولاية النعامة والذي يتناول تاريخ المنطقة وقائمة الكلية للشهداء والذي بلغ 1500 شهيد.
المشروع الثاني السلسلة التاريخية الشخصية البصرية النعامة وأمجاد وبطولات يحتوي على أربع أجزاء وملخص.
الحماية الإجتماعية والرعاية الصحية والمرافقة الطبية للمجاهدين وذوي الحقوق.
الديوان: ما هو عدد المعالم التاريخية والتذكارية بالمنطقة والتي تبقى كسجلات تبرز تاريخ المنطقة؟
عدد المعالم التاريخية 56 و27معلم تذكاري و6مقابر للشهداء ومربعين للشهداء لتبقى شاهدة عن محطات مهمة من الثورة وتبقى دوما في إطار المتابعة وتحت الصيانة.
الديوان: كيف هو واقع قطاع المجاهدين بالولاية؟
حان الوقت للتواصل والإحتكاك بالمجاهدين والأسرة الثورية في إعداد البحوث وتسجيل الشهادات من قبل الأساتذة الأكاديميين والباحثين في مجال التاريخ والطلبة وبذل المزيد نن المجهودات في جمع المادة التاريخية هذا وتبقى أبواب مديرية المجاهدين مفتوحة لكل عمل مشترك خدمة للأجيال المتعاقبة ونحن نعمل لتحسين وضعية القطاع نحو الأفضل بخدمة فئة المجاهدين.
الديوان: ما هو دور الذاكرة في تعزيز أوصر الوحدة الوطنية؟
إستلام من الماضي البطولي للأجداد وإستذكار أمجاد تاريخنا المجيد عن طريق عملية التسمية خاصة للأماكن والمباني العمومية حيث وصل العدد العام للتسمية4197 تسمية عبر الولاية لتخليد أسماء الشهداء للمنطقة وكذا المجاهدين المتوفين في حدود سنتين وعن طريق الشهادات الحية من أفواه صانعي مجد الثورة التحريرية والتي وصل عددها إلى410شهادة لحجم ساعي أكثر من 100ساعة وكذا تطهير الشهداء، بمناسبة ذكرى11ديسمبر تحت إشراف وزير المجاهدين حيث تم تطهير رفات شهيدين زحزوح قدور وغلاب قدور وإعادة دفنهما بمقبرة الشهداء، بالنعامة.
الديوان: هل من حماية إجتماعية للمجاهدين؟
عن طريق المنح و الحماية الإجتماعية بالزيارات والمساعدات الإجتماعية وخاصة لكبار السن والمرضى منهم، خرجات طبية بالتنسيق مع مديرية الصحة، تكريمات سواء بمقر سكناهم او في المناسبات الرسمية، توفير الرعاية الصحية بمراكز الراحة للمجاهدين والمقدر عددها23مركز وطني منها مركز الراحة بحمام ورقة، إضافة الى المركز الخاص بتجهيز المعطوبين بالنعامة والذي يوفر أجهزة العطب والأعضاء، الإصطناعية وتوفير قاعات للتدليك والمعالجة بالمياه الحموية وتنظيم رحلات سياحية لتيوت ونخيلة وبوسمغون.
الديوان: آفاق القطاع ونحن على أبواب الإحتفالات المخلدة للذكرى 60 لعيدي الإستقلال والشباب؟
جمع الشهادات، إعداد الوثائق السمعية البصرية، تكريم المجاهدين والأسرة الثورية، مواصلة الملتقيات والندوات مع المؤسسات التربوية والتكوينية، إعداد إصدار جديد يسمى “بالدليل التاريخي” والذي يحمل مختلف المعالم التاريخية والتذكارية في شكل أطلس والمتواجدة بالمنطقة والمشروع الثاني إنجاز خريطة تاريخية ناطقة بمفتاح إلكتروني وأخير السجل الذهبي.
الديوان: كلمة أخيرة؟
الشكر الموصول لك على الإحترافية الصحفية لتفعيل الجانب الإعلامي ولجريدة الديوان لمرافقتها الهادفة لإثراء مثل هذه المواضيع وهدفنا السامي اليوم هو ترسيخ قدم هذه الأمة الشامخة شموخ جبالها في مسيرة الإرتقاء بالوطن على مدارج التقدم والنماء وعلى درب حفظ أمانة الشهداء وصون وديعتهم والتواصل مع الأجيال.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار