لقي النداء الذي وجهه شبان محرومون يقيمون بدار الطفولة المسعفة بنين وهران 2 ، عبر فيديو تم تداوله بشكل واسع عبر وسائط التواصل الإجتماعي، تضامنا كبيرا وجدلا حول مصير هؤلاء الشبان فور بلوغهم 18 عاما و صدور قرار يقضي بطردهم من دار الطفولة المسعفة دون إيجاد حلول بديلة لايوائهم بمكان آخر يحميهم و يحفظ سلامتهم وكرامتهم ، مما جعلهم يواجهون مصيرا مجهولا.
اعتبر الشاب المدعو عبدالحق يوسف ٱسلام خلال استضافته رفقة أصدقائه بمقر جريدة «الديوان» ؛ أن إجراء الطرد كان مجحفا في حقهم سيما في هذه الفترة التي تشهد انتشارا واسعا لفيروس كورونا من جهة و عدم وجود مكان يأويهم و يحميهم من أخطار الشارع من جهة أخرى.
وأكد الشبّان المحرومون للديوان، أن عددهم 8 تم توجيه 4 منهم إلى دار الرحمة بمسرغين غير أن هذا الإجراء حسب المتحدثين ، ليس حلا بإعتبار أن دار الرحمة تكتفي بإستقبالهم لمدة 6 أشهر فقط ، وقبلهم كانت 11 فتاة تعرضن لنفس الإجراء، 2 من هنّ تتواجدان حاليا بديار الرحمة بمسرغين ، بينما 9 الأخريات أصبحن عرضة لشتى المخاطر بالشارع.
في ذات السياق أكد كل من زيغم أسامة وهو طالب بمركز التكوين بالمقري رفقة محمد سعيد و الطالب إسلام عبد الحق يوسف سنة أولى ثانوي، أنهم يطالبون بحقهم في الإدماج الإجتماعي المكفول قانونا، إلا أن مدير الدار محمد حضري لم يتجاوب مع هذا المطلب وأصر عبر قرار قضائي بإخراجهم و إنهاء إقامتهم بدار الطفولة المسعفة، دون توجيههم للإقامة بمكان آخر ليكون مصيرهم الشارع، وكشف المتحدثون الأربعة، أنهم أقاموا ليليتين خارج الدار بعد طردهم وتم إيوائهم من قبل محسنين تعاطفوا مع وضعهم.
و أصر المتحدثون بقولهم أن حقهم في الإدماج الإجتماعي يبقى مطلبا شرعيا ووجهوا نداءا عاجلا لوزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة للتدخل و النظر في حالتهم بعين الإنسانية خاصة في هذه الظروف الصحية الصعبة التي تمر بها البلاد.
من جهتها كشفت مديرية النشاط الإجتماعي و التضامن بوهران عبر بيان صحفي، أن الفيديو المتداول فيه تغليط و تشويه للحقائق و أن الشباب لم يطردوا بل حولوا الى مركز ديار الرحمة وهذا بعد بلوغهم السن القانوني الذي يمنعهم من البقاء في المؤسسة و الذي يحدده المرسوم التنفيذي رقم 12- 04 المتضمن القانون الأساسي لمؤسسة الطفولة المسعفة و الذي ينص في محتواه التكفل بالمقيمين من 6 سنوات إلى 18 سنة ، وأضافت ذات الجهة أنه تم توجيههم نحو دار الرحمة بمسرغين، مفندة ما تم تداوله حول ظروف الطرد ورميهم للشارع .
هذا وقد لقي نداء هؤلاء الشبان الأيتام تعاطفا من سكان وهران و من الجمعيات الخيرية التي بادرت بإحتضانهم ريثما يتم إيجاد الحلول المناسبة لهم.
وعبر الكثير من المواطنين داخل الوطن وخارجه عن تضامنهم ودعمهم لهؤلاء الشبان خاصة في الوضع الراهن مع تفشي وباء كورونا .