مديرية الصحة و السكان تنفي نبأ إكتشاف حالات إصابة لداء “جدري القردة” بوهران
كذبت ما تم ترويجه عبر بعض الصفحات الفايسبوكية
نفت مديرية الصحة و السكان بولاية وهران نبأ إكتشاف حالات إصابة لداء جدري القردة بالولاية ، ونفى المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الصحة بوهران، الدكتور يوسف بوخاري في إتصال ل “الديوان” ما تم ترويجه عبر بعض الصفحات الفايسبوكية مساء السبت عن إكتشاف حالات لهذا الوباء بوهران.
واكد يوسف بوخاري أنه لحد الساعة لم يتم تسجيل أي حالة مشتبه بها ، و الجهات الصحية تتخذ كافة الإجراءات الوقائية المعمول بها لمواجهة جميع الاحتمالات المتعلقة بهذا الوباء.
وكان وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد، قد اكد يوم السبت إن “بالجزائر لم تسجل، لحد الساعة، أية حالة لداء جدري القردة”، وأشار بن بوزيد، في تصريحات أدلى بها السبت، إلى “ظهور العديد من الشائعات والأخبار غير الصحيحة تفيد بتسجيل أعراض مشابهة لهذا الداء على مريض يتواجد في مدينة وهران، غرب الجزائر، لكن ثبت أن الأمر ليس له علاقة إطلاقا بداء جدري القردة“.
وحذر في الصدد من “التأثيرات التي تحدثها عملية نشر مثل هذه الشائعات على النظام الصحي وكذا الرأي العام“.
وقلل المسؤول الأول عن قطاع الصحة في الجزائر من خطورة هذا المرض، لكنه أشار إلى أن “تحفظات علمية وطبية عديدة يثيرها أخصائيون وخبراء حول طبيعته على اعتبار أن المصابين به في الظرف الحالي لم يسبق لهم التواصل أو الاحتكاك مع المناطق التي ينتشر فيها فيروس جدري القردة“.
وأشار في السياق إلى أن “الوزارة بأطقمها الطبية المتخصصة في الأمراض المعدية مجندة وفي أتم الاستعداد لمواجهة أي طارئ في حالة ظهور مرض جدري القردة بالجزائر“.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن “جدري القردة” مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته تلك التي كان يعاني منها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة.
وجرى اكتشاف هذا الفيروس لأول مرة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية لدى طفل عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968.
وتقول المنظمة إنه يمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين، الأولى تسمى مرحلة “الغزو”، وقد تمتد لخمسة أيام، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر، تلي ذلك “فترة ظهور الطفح الجلدي”، في مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى.
مع ذلك، ورغم أن خبراء يستبعدون إمكانية انتشار هذا الفيروس بالشكل الذي كان عليه كوفيد 19، إلا أن ذلك لم يمنع كثيرين من القلق خاصة في ظل الاستمرار في رصد حالات إصابة به.
وتعليقا على ذلك، قال الباحث الجزائري في علم الفيروسات، الدكتور محمد ملهاق، إن “الوضع ليس مقلقا، ولكنه ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض“.
وأضاف ملهاق، في تصريح سابق لـ”أصوات مغاربية”، موضحا أن “القضية تتعلق بالصحة العالمية وتحتاج إلى رأي مختصين وباحثين ولا يمكن أبدا الاعتماد على الوسائل الإعلامية من أجل معالجتها“.
وأفاد المتحدث بأن “مرض جدري القردة معروف في الأوساط الطبية منذ سنوات عديدة، لكن هذا لا يمنع خطورته وتأثيراته الكبيرة على الوضع المحلي والعالمي“.
كريم/ل