محامي متربص على رأس أخطر شبكة دولية مختصة في تهريب السوريين الى أوروبا عبر وهران
بورحيم حسين
كشف عدد من الرعايا السوريين الذين دخلوا التراب الوطني بطريقة غير شرعية، تفاصيل خطيرة حول عملية سفرهم التي تقف ورائها شبكة دولية منظمة يقودها رعية سوري وشقيقه الي جانب محامي متربص ينحدر من ولاية غليزان، إذ أكد الموقوفون الذين وصل عددهم الي 21 رعية كانوا مختبئين داخل مزرعة متواجدة بسيدي خطاب في ولاية غليزان بحوزتهم 11 جوازات سفر وأموال من العملة الصعبة مخبأة بإحكام في أكياس بلاستيكية.
حيث واصلوا تصريحاتهم موضحين أن الطريق التي يسلكونها لدخول التراب الوطني قبل ركوب قوارب الهجرة نحو أوروبا، والتي تنطلق من سوريا مرورا بالعراق و تحديدا محافظة أربيل ، أين يكون في انتظارهم شقيق المتهم الرئيسي الملقب ” ابو احمد السوري ” الذي يسلمهم الى أشخاص آخرين منطوين تحت لواء الشبكة بهدف ايصالهم جوا الي ليبيا عبر مطار بنغازي ، ومباشرة بعد وصولهم اليها تتكفل مجموعة أخرى بتهريبهم برا باستعمال عدة مركبات ليبية يقودونها أشخاص ليبيون إلى غاية منطقة الدبداب بولاية اليزي عندها يتم استقبالهم من طرف معاوني” احمد السوري” لإيصالهم الي ولاية ورقلة، ليقلوهم مباشرة إلى مزرعة بمنطقة سيدي خطاب بولاية غليزان ، بغية توفير العمل أو ترحيلهم إلى دول أوروبا.
الانطلاقة من سوريا نحو العراق ثم ليبيا وصولا إلى اليزي
وأوضح الموقوفون أن جميع تنقلاتهم يتكفل بها ” احمد السوري” وشركائه الذين كانوا يتواصلون معه من مختلف الدول منها النرويج، ليبيا و العراق، ويقد ثمن الرحلة بحوالي 1500 و 6000 دولار أمريكي عن كل فرد كما أجمعوا أيضا على أن تكاليف الرحلة يتم دفعها عن طريق حوالات أو تسليم مباشرة من طرف أفراد عائلاتهم إلى المدعو محمود المقيم بالعراق وهو شقيق ” أحمد السوري” وذلك بمجرد وصولهم إلى التراب الجزائري.
مضيفين أن دخولهم إلى الجزائر كان هروبا من الحرب والظروف المعيشية الصعبة هناك السوري عمل أو الهجرة إلى دول أوربية.
رعية سوري يحول مزرعة بغليزان الي مركز عبور للاجئين
أكد حارس المزرعة أنه تلقي تعليمات من طرف مالكها س- كمال الذي شغله عنده لعرض فتح باب المزرعة لأحمد السوري وعائلته دون استفسار عن أي شيء آخر.
و مواصلة للإجراءات تم توقيف المشتبه فيه “س-ك” صاحب المزرعة الذي تبين بأنه يعمل في سلك المحاماة كمحامي متربص، و الذي أكد بأنه تعرف على المتهم الرئيسي عن طريق معاملة تجارية ، بعدما باعه دراجة نارية من الحجم الكبير، ليطلب منه فيما بعد استئجار “إقامة ساحلية ” خاصة به متواجدة بشاطئ “ستيديا” ليلتين ،لتستمر العلاقة الي درجة عمل لديه في مزرعته كون ان المتهم مختص في حفر الآبار ، ليعمل عنده رفقة معاوينه الأربعة قبل أن يعرض عليه مشروعا بفتح مطعم بالجزائر العاصمة.
وبعد مرور ايام طلب منه استئجار المزرعة التي حولها الي مستودع لإيواء المهاجرين السوريين، مؤكدا انه كان ضحية نصب وتلاعب من طرف المتهم السوري وجماعته.
حيث استعملوا أجهزة حربية منها منظار ليلى وطائرة “درون” لتأمين الرحلة
وخلال جلسة المحاكمة ، أعاد المتهم الموقوف نفس التصريحات منكرا علمه بمخططات العصابة.
لتَوجه لهم محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء وهران، جناية تهريب المهاجرين ضمن تنظيم دولي عابر للحدود، تسهيل دخول و نقل و اقامة وخروج أجانب من الإقليم الجزائري بصفة غير قانونية مع تعريضهم للخطر، إبعاد قاصر أجنبي على محيطه التقليدي، حيازة أسلحة وذخيرة من الصنف الأول والخامس والسادس المتمثلة في بنادق صيد وكذا ذخيرة حية تمثلت في أكثر من 50خرطوشة، وكذا أجهزة حساسة تخضع حيازتها لإجراءات خاصة منصوصة قانونا وذلك عقب ضبط منظار ليلى، وطائرة “درون” خاص بأجهزة امنية حساسة، مع عدم التبليغ و المشاركة .
التي تورط فيها سوريون و جزائري ويتعلق الأمر بالمتهم “م-سويد” الملقب بأمجد السوري، و “ح-محمد” المكنى “احمد السوري” بالإضافة إلى شقيقه، و الجزائري “س – كمال” الذي يشغل منصب محامي متربص.
التمس في حقهم ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، قبل أن يستقر القرار على توقيع عقوبة 3سنوات حبسا نافذا في حق “س-كمال” و20 سنة سجنا نافذا للجميع مع إصدار مذكرة توقيف في حقهم.