آخر الأخبارالحدثالوطنيمتفرقات

ماكرون يواجه موجة من الانتقادات داخل فرنسا بسبب الجزائر..  

أزمة غير مسبوقة..

تشهد العلاقات الجزائرية – الفرنسية، أزمة غير مسبوقة، صبّ خلالها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في خطابه أمام السفراء، مزيدا من الزيت في تعليقه على توقيف الكاتب الفرانكو – جزائري، بوعلام صنصال، وتطاوله على الجزائر وعدد من الدول الإفريقية، قائلا إن ذلك لا “يشرف الجزائر”، فاتحا العنان لحملة شعواء لليمين المتطرف عبر أذرعه الإعلامية.

خطاب الرئيس الفرنسي وما صاحبه من حملة شعواء قادها اليمين المتطرف عبر اذرعه الاعلامية و”السياسية” ضد الجزائر، جعل من سياسة ماكرون محل انتقادات شديدة داخل فرنسا، بدات باستقالة مستشاره الدبلوماسي ايمانويل بون وتوسعت لانتقادات من طرف سياسيين كبار

وأكدت وسائل إعلام فرنسية، من بينها يومية “لوبينيون”، استقالة إيمانويل بون، بسبب طريقة تسيير ماكرون لعدة ملفات دبلوماسية حساسة.

وحسب ما كشفت عنه يومية “لوبينيون”، فإن الأمور تغيرت و”أصبح من هب ودب يدلو بدلوه في الأمور الدبلوماسية”. واستدلت اليومية بتصريح غابريال أتال، الوزير الأول الأسبق والمقرب من الرئيس، حول ضرورة نقض اتفاقية 1968 للهجرة بين الجزائر وفرنسا، كرد على رفض استقبال الجزائر المؤثر “بوعلام”.

وهو التصريح الذي أغضب المستشار الدبلوماسي، هذا الأخير رأى فيه (التصريح) محاولة من أتال لاستعراض عضلاته ليس إلا.

بدورها أصدرت الكتلة البرلمانية لحزب “فرنسا الأبية” المعارض، بيانا شديد اللهجة ضد الحكومة الفرنسية وسعيها منذ أيام لتصعيد الأزمة مع الجزائر.

وخرج الحزب الذي يرأسه جون لوك ميلونشون، عن صمته، بإصدار نوابه في الجمعية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان) بيانا وجهوا فيه انتقادات لاذعة لبعض وزراء الحكومة الفرنسية يتقدمهم، وزير الداخلية الفرنسية، برونو روتايو، الذي يسعى حسب محرري البيان “لإعادة بعث النظام الكولونيالي، ويريد تصعيد المواجهة وهذا أمر غير مسؤول وحقير”.

 وتطرق نواب حزب ميلونشون لقضية طرد المؤثر “دوالمان”، معتبرين “هذه القضية يجب حلها وفق متطلبات دولة القانون والسماح لهذا الشخص للدفاع عن نفسه، وتصريحاته ضد المعارضين الجزائريين إن تأكدت فهي غير مقبولة”.

 كما تطرق البيان لقضية اتفاقية الهجرة لسنة 1968 التي يلوح بها بعض المسؤولين الفرنسيين كأداة لـ “تأديب الجزائر”، فجاء في وثيقة الحزب “هذه الاتفاقية التي تؤطر شروط دخول وإقامة الجزائريين في فرنسا تطرق إلى الغائها كل من إيريك سيوتي (يميني متطرف) وغابريال أتال (وزير أول أسبق ومقرب من الرئيس ماكرون) تم إفراغها من محتواها منذ تلك الفترة، والحديث عنها كل مرة لا يهدف إلا لتغذية غرائز غير مسؤولة وجارحة بالنسبة لشعبينا”.

 وفي سياق متصل ورد في البيان “مع الجزائر مثل مع عدد من الدول الإفريقية التخلي عن نزعة السيطرة والنظرة الاستعمارية هي أساس علاقة متزنة تحترم الجميع”.

وفتح حزب “فرنسا الأبية” في البيان، النار على توجهات السياسة الخارجية الفرنسية، في الفترة الأخيرة، حين أكد “السلطة الحالية في فرنسا بعد أن تسببت في تراجع بلادنا في إفريقيا، هل تريد إدخال شعبنا في مواجهة مباشرة مع جيراننا وأقاربنا عبر استفزازات”.

 وختم البيان “نعبر عن قلقنا ومعارضتنا إزاء هذا التصعيد غير المقبول بالنسبة للملايين من العائلات الفرنسية التي لها علاقة مباشرة بالجزائر مبنية على الأخوة والاحترام، الحرب انتهت منذ 62 أفليس من حق شعبينا أن يعيشا علاقة عادية قوامها الاحترام؟”.

الانتقدات ضد سياسية ماكرون واعضاء من حكومته لم تتوقف هنا، حيث التحق بالمنتقدين الضابط الاستخباراتي الفرنسي السابق في DGSE، إيروان دافوكس، الذي قال في تعليق على السياسة الخارجية الفرنسية في عهد ماكرون خصوصا مع الجزائر: “بينما قتل إيمانويل ماكرون السياسة الخارجية لفرنسا فإن هناك العديد من الوزراء، غير الأكفاء بنفس القدر في هذا الأمر”.

وأضاف “كل منهم يسعى لإطلاق فكرة المزايدة المفرطة لزيادة التوتر مع الجزائر، ، أصبحت السياسة الفرنسية دراما كوميدية”.

 


ق/د

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق