مؤشرات جديدة تؤكد أن المشروع المغربي يواجه صعوبات في مجلس الأمن
البوليساريو تتمسك بالمسار الاممي وتؤكد أن “تناول مقترح الحكم الذاتي خارج إطار الاستفتاء لا يمكن قبوله بأي شكل”

- روسيا تعارض أي خروج عن المسار الأممي، وترفض ما يعرف بـ”المشروع الامريكي”
تحركت دولة الإمارات ومعها فرنسا بكثل ثقلهما خلال هذه الأيام من أجل تغيير موقف بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي تجاه قضية الصحراء الغربية، وذلك قبيل الجلسة المحددة يوم 31 من شهر أكتوبر الجاري.
وقالت مصادر متطابقة إن الإمارات كثفت من تحركاتها السرية في كواليس المجلس الأممي لتبني مقترح الحكم الذاتي الذي بادرت به المغرب بتخطيط من فرنسا.
وحسب ذات المصادر، يقود دبلوماسيون من الإمارات وفرنسا كوكلاء لنظام الاحتلال المغربي، حملة ضغط مكثفة في أروقة مجلس الأمن لدفع الدول الأعضاء، الدائمين وغير الدائمين، لدعم مشروع قرار أمريكي مثير للجدل يساند الأطروحات الاستعمارية المغربية حول الصحراء الغربية، حيث تم إجراء سلسلة لقاءات غير معلنة مع ممثلي الدول الكبرى الصين، روسيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وفرنسا بهدف تغيير موقف هذه الدول من بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو).
ولم تكتف فرنسا والامارات بالضغط على الدول الدائمة العضوة، بل تحركت نحو الدول غير الدائمة العضوية من اجل تأمين أصواتهم في هذا الملف.
التحرك الإماراتي الفرنسي جاء بعد ظهور مؤشرات جديدة تؤكد أن المشروع المغربي يواجه صعوبات كبيرة برغم الدعم الغربي الكبير له من طرف الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى نافذة.
فالجلسة العلنية المرتقبة ستكون برئاسة روسيا الاتحادية، التي تعارض أي خروج عن المسار الأممي، وترفض ما يعرف بـ”المشروع صفر”، الذي تعدّه واشنطن بصفتها “حاملة القلم”، بالتعاون مع فرنسا.
كما ان الصين ودول أخرى مؤثرة ترى أن مجلس الأمن مطالَب بالالتزام بالشرعية الدولية في صيغة الحل النهائي للنزاع، والتوافق على طبيعته بين الطرفين أيًّا كانت صيغته، عبر مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لا بإجراءات أحادية قد تُحدث نتائج عكسية على السلم والأمن في المنطقة.
كما أكدت المصادر ذاتها أن ما قامت به فرنسا والإمارات تراجع كبير فيما يخص أخلاقيات وآليات العمل الأممي.
يذكر أن جبهة البوليساريو عبرت صراحة عن تمسكها بالمسار الاممي وقالت إن “تناول مقترح الحكم الذاتي خارج إطار الاستفتاء أمر غير وارد ولا يمكن قبوله بأي شكل”.
وقدمت القيادة الصحراوية لمجلس الأمن مقترحا يتضمن خيارات الاستقلال والانضمام والارتباط الحر، واشترطت أن يُعرض على الصحراويين أكثر من خيار بما في ذلك الاستقلال، وأن تكون لهم الحرية الكاملة في اختيار ما يريدون، وأكدت أن فرض خيار واحد على الشعب الصحراوي مسألة مرفوضة تماما ولن توافق عليها الجبهة مهما كانت الظروف.
ق/د




