كأس الجزائر/النهائي م.الجزائر-ش.بلوزداد: العاصمة تحبس أنفاسها
قبل 24 ساعة عن نهائي الطبعة الـ57 لكأس الجزائر 2024 لكرة القدم بين الجارين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد, الجمعة بملعب 5 جويلية 62 على (00ر17), تعيش معاقل الفريقين آخر الساعات قبل المواجهة الحاسمة, على الأعصاب.
وتزينت العاصمة بألوان الناديين وراياتهما, حتى قبل الاعلان عن تاريخ إجراء النهائي القوي بين حامل لقب البطولة الوطنية, مولودية الجزائر, ونائب البطل, شباب بلوزداد, وتلونت مختلف الشوارع باللون الأحمر و الأبيض والأخضر.
وعلق عشاق الفريقين رايات نادييهما على مد البصر في مختلف شوارع وأزقة العاصمة, وسط أجواء احتفالية استثنائية, بلافتات من مختلف الاحجام, تمجد الشباب والمولودية, وبثراء لغوي متعدد. فمنها من كتبت بالعربية, ومنها بالفرنسية وأخرى بالإنجليزية, وحتى اللغة الإيطالية كانت حاضرة هي الاخرى في الشعارات التي “رصعها” الأنصار على الجدران و الرايات.
ولم يقتصر الأمر على الأعلام, بل تعدت “الحفلة” الى الرايات الصغيرة التي توضع في مقدمة السيارات, القمصان, القبعات, الأساور والأوشحة, بلوني “العميد”: “الاحمر والاخضر” و و “السياربي” “بالأحمر والأبيض”, وهو ما أضفى “ديكورا” مميزا على عدد كبير من أحياء “المحروسة”.
وبلغت الأجواء الحماسية ذروتها هذا الاسبوع في أوساط جماهير الناديين, سيما فيما يتعلق بالتكهنات الخاصة بنتيجة النهائي. ففي حي باب الواد الشعبي, أكبر معاقل المولودية, فنسبة التفاؤل كبيرة جدا لدى الأنصار في أن يحقق فريقهم ثنائية الكأس والبطولة, في حين يأمل أنصار الشباب بحي “العقيبة” الشعبي أحد أكبر معاقل النادي “الاحمر والابيض”, في إنقاذ الموسم برفع مجسم الكأس عاليا.
الحرب الكلامية بين عشاق أحسن فريقين خلال الموسم الكروي (2023-2024), كانت هي الأخرى بارزة للعيان, حيث يسعى كل طرف الى “استفزاز” الطرف الآخر بطريقة كوميدية, لكن ضمن الإطار الرياضي وباحترام متبادل.
وإذا كان حيا باب الواد وبلوزداد, هما المعقلين رقم 1 بالنسبة لأنصار ومحبي المولودية والشباب, فإن أحياء أخرى بالعاصمة, باتت هي أيضا تشكل معقلا من معاقل الناديين.
ففي مختلف أحياء المدنية, باش جراح وحتى عين النعجة أو براقي, يسعى الطرفان الى رفع أكبر عدد من الرايات لإثبات الحضور القوي.
في حين, فضل أنصار آخرون فرض لمستهم من خلال الرسومات على مخلف جدران الشوارع والعمارات بطرق مختلفة ومتنوعة, تحولت الى لوحات فنية في منتهى الروعة والإبداع.
ويقول محمد وهو أحد عشاق المولودية أن فريقه ” أثبت للجميع أنه يستحق لقب البطولة الذي توج به بعد الموسم الاستثنائي الذي قدمه. الآن نطمح الى انتزاع الثنائية وأتمنى أن يكون اللاعبون في مستوى الحدث ونحن جميعا وراءهم”.
من جهتهم, يأمل أنصار الشباب في إنقاذ فريقهم للموسم بلقب ومنع الغريم مولودية الجزائر من حصد الثنائية. وصرح منير, ابن حي بلوزداد وأحد مناصري الشباب قائلا: “صح
يح أن فريقنا ضيع لقب البطولة هذا الموسم بعدما سيطر على المنافسة لأربع سنوات متتالية, لكن يبقى قادرا على التتويج بالكأس وانهاء الموسم بأحسن وجه. وبالرغم من أن المولودية تعيش أفضل أوقاتها, إلا أننا نثق في قدرات السياربي بالفوز في النهائي ومعانقة الكأس”.
وبين هذا وذاك, ما يطغى على تحضيرات الأنصار واحتفالاتهم المسبقة هي الروح الرياضية, في انتظار يوم الجمعة الذي يعتزم فيه الطرفان ملء مدرجات الملعب الأولمبي الكبير لمشاهدة أحد أجمل النهائيات المنتظرة في تاريخ الكرة الجزائرية. وهو اللقاء الذي سيحبس أنفاس عشاق الساحرة المستديرة في مختلف أرجاء القطر الوطني ولسان حالهم يقول “ستكون مقابلة مثيرة والفوز للأحسن”.