استضافت قناة الديوان DW ، في عدد جديد من حصتها “ضيف الدّيوان” هذه المرة الفنان الغائب عن الساحة منذ 13 عاما، والذي عاد إليها بعد طول غياب الموسم الرمضاني الماضي، الفنان “حجّام رضوان” المعروف بـ “أوتشي”، للحديث عن تجربته السابقة وسبب غيابه ثم عودته ثانية وتفاصيل أخرى تطلعون عليها على القناة ومن خلال هذا الحوار.
حاورته خديجة بلعظم
الدّيوان: من هو “أوتشي”؟
رضوان حجّام: “أوتشي” هو الاسم الفني الذي أحمله قبل أن أفكر في ولوج الوسط حتى، فقد رافقني منذ الصّغر، أما اسمي الحقيقي فهو “رضوان حجّام”
الدّيوان: حدّثنا عن سبب تلك التسمية قبل الحديث عن علاقتك بالمجال؟
رضوان حجام: وفق عائلتي فالأمر راجع إلى قيام والدتي بلفّي باستعمال “قماط” بقماش أبيض اللون، وقامت بلفّي بحبل أسود اللون، ووقتها دخل جدّي إلى الغرفة التي كنت متواجدا بها، ومباشرة شبّهني بالفيلم الكرتوني الشّهير في العالم العربي بالنحلة “بشّار” فقد كنت أشبه النحلة لتداخل اللونين الأبيض والأسود، ومن وقتها رافقني لقب “أوتشي” أي تسمية النحلة “بشّار” الحقيقية بالكورية أعتقد.
الديوان: كيف كانت بداياتك في المجال الفني؟
رضوان حجّام: كنت دائم الغناء في طفولتي في المنزل، وبين أصدقائي خاصة أغاني فنانتي المفضلة الراحلة “وردة الجزائرية”، كما أنني كنت أقلّد كل شيء يمكنني تقليده، وفي سن 9 سنوات وجدت نفسي أشارك في فيلم حرب الأطفال إلى جانب الفنانة بيونة وحميد عاشوري وقويدر وغيرهم كل بلقبه، وسرعان ما التحقت بالمسرح، بعد أن أخذ خالي “محمد حزيم” عضو فرقة “بلا حدود” الفكاهية بيدي، ووجّهني وقتها، فيما كنت أميل كثيرا لتقديم لوحات راقصة فقد كنت أرقص بكل الألوان في المسرح وبدار الشباب “معواد أحمد” بوسط مدينة وهران.
الدّيوان: هل واصلت رحلتك عبر المسرح وقتها؟
رضوان حجّام: لأنني لم أجد الدعم الكافي من القائمين على المسرح حينها قررت الانسحاب، وبدأت بتقديم حفلات خاصة فكاهية وغيرها، من خلال حفلات الزفاف كذلك كغيري من أبناء جيلي الذين فضّلوا الانسحاب، وأعتقد أن الأمر كان راجع إلى خيبتي في كل مرة أجدهم يقدمون عرضا مسرحيا دون دعوتي للمشاركة، ففي سن 25 سنة كنت قد ابتعدت تماما عن الخشبة.
الدّيوان: ماذا بعد انسحابك؟
رضوان حجّام: بعد ذلك قدّمت لي فرصة المشاركة في سلسلة “توربو فاكونس” من خلال الجزئين الأول والثاني، وحتى الثالث الذي لم يعرض لوفاة كاتبه رحمه الله، كما توالت مشاركاتي عبر التلفزيون من خلال سلسلة أخرى جمعتني أيضا بخالي “محمد حزيم” المتمثلة في فيلم “الهنود” وأفلام أخرى، قبل أن أجد نفسي مقصيا تماما من الظهور عبر الشاشة وإمتاع جمهوري الذي حرمت منه لمدة فاقت 13 سنة، تغيّرت فيها نفسيا وجسديا وكل ما كنت أخشاه وقتها أن لا يتذكّرني جمهوري، فبالرغم من محاولاتي التواصل مع بعض الفنانين بحثا عن فرصة لتقديم دور ما غير أنني لم أجد مكانا لي، وكل محاولاتي خالي باءت بالفشل ففي كل مرة يقابلون طلبه أن أكون بينهم بالرفض لداعي أن الكاستينغ ختم ولا مكان لي.
الدّيوان: بعد غياب دام 13 عاما، عُدت إلى جمهورك من خلال “وين رانا رايحين” حدّثنا عن التجربة.
رضوان حجّام: تواصل معي خالي “محمد حزيم” وقال لي أن المنتج والفنان “عبد القادر عدّاد” سيمنحني دورا للمرور عبر سلسلة “وين رانا رايحين” التي بُثّت الموسم الرّمضاني الماضي، وحصل ذلك فعلا، فقد شاركت في العمل وقدّمت مشهدين من خلاله.
الدّيوان: هل أنت راض بالعودة إلى جمهورك من خلال دور بسيط لم يتعدى المشهدين بعد طول غياب؟
رضوان حجّام: بالطّبع غير راض، لكن ماذا باستطاعتي فعله؟ كان بودي لو قدّمت دورا بمساحة أكبر، وكل تفكيري حين عُرض علي الدّور أن أعود لأطل على جمهوري حتى يتذكّرني ويدرك أنني موجود، سيما وأن فرصة الظهور في ظل الظرف الصحي الذي مرت به البلاد وقتها كانت شبه معدومة.
الدّيوان: تفاعل الجمهور بشكل كبير بعد مرورك عبر “وين رانا رايحين” وكان التفاعل إيجابيا، كيف كان شعورك وقتها؟
رضوان حجّام: سعادة لا توصف شعرت بها، فالتفاعل كان كبيرا، وأدركت أن لي قاعدة جماهيرية رائعة لم تتخلى عني رغم مرور السنين التي اختفيت فيها بعيدا عن إرادتي، خاصة من تواصلوا معي وعبّروا لي عن سعادتهم بمشاهدة ما قدّمته.
الدّيوان: هل ستختفي مجددا عن الساحة؟
رضوان حجّام: لو كان الأمر راجعا لي ما كنت لأختفي، لكنني أعدهم بمحاولة الاستمرار في تقديم فن يليق بالجمهور الجزائري، في انتظار أن يأخذ المنتجون موهبتي بجدية أكبر.
الدّيوان: هل يحوز رضوان على بطاقة الفنان؟
رضوان حجّام: ليس بعد، رغم أنني حاولت كثيرا أن أظفر بها، والسبب راجع إلى عدم تمكني بعد من جمع شهادات بث الأعمال الفنية التي شاركت بها، على غرار شهادة العمل الفني “الغني والفقير” لـ “بوحميدي” رحمه الله والذي رفض ولده التوقيع لي، كما أنني بحدث بدون جدوى عن مكتب المنتج قدور ابراهيم، بخصوص الجزئين الأول والثاني لـ “توربو فاكونس” وكل أملي الآن متعلق بما بُثّ على قناة الباهية وإذاعة الباهية، أما رسالتي للمنتجين أن يمنحوا هذا النوع من الوثائق لكل من يقدم إلى جانبهم عملا فنيا ما، حتى لا يُحرم من حقه في الحصول على بطاقة الفنان، التي باتت بحوزة من لا حق له فيها، حيث أنني مؤخرا صدمت لتأكيد سائق سيارة “تاكسي” لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب بالفن أنه يحوز عليها.
الدّيوان: تحدّثت كثيرا عن خالك “محمد حزيم” كيف حاله الآن بعد الوعكتين الصحيتين اللتان تعرض لهما؟
رضوان حجّام: هو بوضع أحسن الآن، فقد خضع لعمليتين جراحيتين وتكللتا بالنجاح الحمد لله، ومن هذا المنبر أوجه كل شكري له لدعمي كثيرا طيلة أعوام ومحاولاته أن يقف إلى جانبي ويمكنني من تقديم شغفي للجمهور لثقته في موهبتي.
الديوان: من تلوم وأنت في هذا الوضع؟
رضوان حجّام: بالطبع المنتجون، لكن ذلك لا يمنع أن فنانين يتحملون مسؤولية غياب زملائهم، وذلك ما يتعرّض له خالي “محمد حزيم” الذي تعرّض مرارا للتهميش من قبل المنتجين بسبب تدخل زملاء له، وقت محاولة التواصل معه للحصول على دور ما، وتأكيد أنه صحيا غير قادر على العمل، الأمر الذي يدفع بالمنتجين إلى استبعاده، تماما مثلما يحصل مع “عتيقة” ففي كل موسم رمضاني تنتشر الإشاعات حول وضعها الصحي، التي تسببت شيئا فشيئا في إقصائها وحرمانها من الظهور على الشاشة.
الدّيوان: إلى من توجه رسالتك وما هي؟
رضوان حجّام: إلى كل من له يد في قطاع الثقافة، بالنظر بشكل جدي في وضعية الفنان، سيما بالغرب الجزائري، لأن فناني الغرب مهمشون حقا ولم يأخذ معظمهم فرصته كما ينبغي رغم الموهبة الفذّة لأغلبهم.