بادرت اللجنة الإنتقالية لمحافظة حزب جبهة التحرير الوطني ارزيو بجمع وتوزيع 2000 طرد غذائي لعدد من المواطنين و مناضلي و محبي الحزب ، وحسب ذات الهيئة فإن هذه العملية تأتي في إطار المساعدة لبعض العائلات المعوزة و المحتاجة فعلًا و لذوي الدخل الضعيف .وسيتم توزيع هذه الحصة على أمناء القسمات الأثناء عشر المكونة للمحافظة خلال الأسبوع القادم.
كما كشفت المحافظة عن صب مبلغ مليون دينار في حساب صندوق التضامن لمكافحة وباء كورونا .من طرف رئيس اللجنة الإنتقالية للحزب بأرزيو
كما تبرع بواحد طن من الفرينة و وضع نزله الخاص ( hotel ) الكائن ببلدية مرسى الحجاج لصالح الحجر الصحي .
ولم تمر خرجة الحزب العتيد بأرزيو من الردود المتباينة سواء من المناضلين أو المواطنين ، حيث نوه عدد من مناضلي الحزب بهذه المبادرة التضامنية عبر صفحاتهم الخاصة مع نشر الكثير من الصور الخاصة بالعملية، وهو ما خلف ردودا معاكسة صبت جم غضبها على أداء الحزب بعاصمة الغرب الجزائري عامة خاصة وانه يهيمن على كل المجالس المحلية بعد انتخابات 2017 التي أثارت و لازالت تثير الكثير من الجدل حتى الساعة.
وتلقت الصفحة الرسمية لقسمة جبهة التحرير الوطني بوادي تليلات وابلا من الردود بعد إعلانها عن عملية شحن الهبة المتكونة من 150قفة وتوزيعها ، وإعتبرت الكثير من الردود أن المجالس المحلية المنتخبة والتي فشلت في نيل رضى القواعد خلال العهدة الانتخابية الحالية ، وكانت آخر السقطات عجزها عن تسيير الإعانات التضامنية التي منحت لها من طرف ولاية وهران و المقدرة كمرحلة أولى ب 37 ألف طرد غذائي و تحاول تبييض صورها من خلال هذه الخرجات الإشهارية تحسبا للمواعيد و الإستحقاقات المقبلة، خاصة بعد حديث رئيس الجمهورية عن تجديد المؤسسات المنتخبة قبل نهاية العام.
ولم تغطي خرجة محافظة أرزيو “التضامنية” الجمود الذي ظهر به الحزب رغم حجم تواجده وقواعده وهياكله المختلفة مقارنة بباقي التشكيلات السياسية خلال الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد ، بعدما إكتفت محافظة وهران التي يقودها واعد محمد بدعوة المنتخبين المحليين المستفيدين من الديمومة التابعين لمحافظة وهران بالتبرع براتبهم الشهري حسب المستطاع لصالح العائلات المعوزة عبر الحساب الذي فتحته الدولة لجمع التبرعات الخاصة بفيروس كوفيد 19 و تسليم الوصل الدفع لامانة محافظة وهران.
وعلق الكثيرون على مسألة “التبرع بالرواتب” ، بأن التبرع هو إبداء لحسن النية والبقاء في الواجهة الإعلامية من طرف هذه التشكيلات السياسية .
وتساءل هؤلاء الناقمون على أداء التشكيلات السياسية ومنها الحزب العتيد عن غياب تلك الوجوه التي إعتادت على الظهور في الصفوف الأولى خلال الإستحقاقات الانتخابية المختلفة و تلك الأغلفة المالية المعتبرة التي يتم صرفها للتموقع ضمن قوائم الترشيح، بينما لم يظهر لهم آثرا خلال المحنة الحالية، ومنهم رجال المال و نواب و سيناتورات.
وتكاد أزمة تفشي وباء كورونا أن تجمّد العمل الحزبي والسياسي إلا بشكل قليل. ففي خضم هذه الأزمة، غابت كثير من الأحزاب عن المشهد المحلي تماماً، على غرار الآرندي ، تاج ، المستقبل ، الآمبيا وعديد التشكيلات التي إعتادت شغل الساحة بالخطابات الإنتخابية المعسولة للمواطنين بالرغم من أنّ ظروفاً كهذه تستدعي مساهمة القوى السياسية في إسناد ودعم السلطات الولائية في مجهود التضامن الوطني ، ويفترض أنّ الحزب السياسي يملك قواعد محلية قريبة من العمق الشعبي، حيث تتجلى تداعيات الأزمة بشكل أكثر وضوحاً، مثلاً في تموين الناس وتوزيع المساعدات، وهذا دور محوري للأحزاب قاعدياً.
كما كشفت هذه الأزمة ضعفاً هيكلياً لدى غالبية الأحزاب التي بدت عاجزة عن مواكبة هذه الظروف.
ويتزامن غياب الأحزاب السياسية عن الأزمة الوبائية مع بروز لافت لفعاليات المجتمع المدني التي غطت بنشاطها التضامني في الميدان عجز المنتخبين المحليين و غياب التشكيلات السياسية التي توجد في حالة ركود، وهو ما جعلها في مرمى انتقادات كثير من الساخطين.
كريم/ل