تشهد عديد من العواصم عبر العالم مظاهرات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني الاعزل وتنديدا بجرائم الحرب غير المسبوقة التي يواصل الكيان الصهيوني تنفيذها منذ قرابة أسبوعين بحق مواطني قطاع غزة والضفة الغربية, دون استثناء البنية التحتية والتجمعات السكنية وحتى المستشفيات التي لم تسلم من القصف, في انتهاك صارخ للقانون الدولي وتجاهل للنداءات الداعية لوقف اطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الى غزة المحاصرة.
ففي الجزائر, خرج المواطنون في مسيرات شعبية حاشدة عبر مختلف ربوع البلاد اليوم الخميس تعبيرا عن دعمهم للشعب الفلسطيني في محنته المتواصلة وتنديدا بالجرائم البربرية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين في غزة ولمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل بشكل عاجل لوقف العدوان.
وخلال هذه المسيرات التي شاركت فيها شخصيات وطنية ومجاهدين وممثلين لأحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من المنظمات الوطنية, رفع المتظاهرون لافتات تعبر عن تضامن الجزائريين ومساندتهم للشعب الفلسطيني و استنكارهم للعدوان الصهيوني الهمجي بحقه.
كما شهدت الاردن ولبنان ومصر واليمن وتونس والكويت والعراق مظاهرات شعبية مماثلة ومسيرات ووقفات احتجاجية رفضا و استنكارا للعدوان الصهيوني المتواصل واستهداف البنية التحتية والمستشفيات والمدارس والتجمعات السكنية والأماكن الدينية.
وحمل المشاركون لافتات طالبوا فيها بضرورة تدخل المجتمع الدولي للتصدي لآلة الحرب الصهيونية, كما طالبوا بالعمل على فك الحصار المفروض على غزة منذ 17 عاما, مؤكدين دعمهم المتواصل ووقوفهم مع الفلسطينيين حتى تحقيق حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الولايات المتحدة, تتواصل مظاهرات التأييد للفلسطينيين والرفض للعدوان الصهيوني الشامل ضد غزة والضفة الغربية, منذ بدء هذا العدوان الذي أطلقه الاحتلال انتقاما لعملية “طوفان الاقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر, ردا على جرائمه المتعددة الاشكال والاساليب بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
ومساء أمس الاربعاء, خرج آلاف المناصرين للقضية الفلسطينية العادلة ولكفاح شعبها في مظاهرة في مدينة نيويورك – التي تأوي أكبر عدد من السكان اليهود خارج الكيان الصهيوني – تعبيرا عن استنكارهم للقصف الصهيوني الذي استهدف مستشفى “المعمداني” في غزة مساء الثلاثاء, والذي خلف لوحده مئات من الشهداء والجرحى, معظمهم من الاطفال و النساء الذين كانوا يحتمون به.
كما شهدت عديد من مدن وعواصم الدول الاوروبية مظاهرات شعبية غاضبة وفعاليات احتجاجية تنديدا بمجزة الاحتلال الصهيوني ضد مستشفى “المعمداني” في غزة ولمطالبة المجتمع الدولي باتخاذ مواقف عاجلة لوقف إراقة دماء الفلسطينيين وردع الكيان الصهيوني الذي يتمادى في ارتكاب الجرائم على مرأى ومسمع من العالم, مطمئنا إلى عدم المحاسبة.
واجتاحت هذه المظاهرات شوارع كل من بريطانيا و ألمانيا وفرنسا واسبانيا وهولندا وسويسرا وكندا وأستراليا واليونان والسويد وتركيا وكوسوفو, حيث رفع المتظاهرون خلالها الشعارات المنددة باستمرار جرائم الحرب التي يقترفها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين وسكان قطاع غزة الذي يخضع لحصار مطبق.
== رغم الغضب الشعبي العارم, الاحتلال يواصل استهداف “كل شيء وكل مكان” في غزة ==
ورغم الغضب الشعبي العارم عبر دول المعمورة, فقد واصل الاحتلال اليوم الخميس, ولليوم الثالث عشر على التوالي, حربه المدمرة على قطاع غزة والضفة الغربية, موقعا مزيدا من الشهداء الذي ارتفع عددهم الى 3569 فيما تجاوز عدد الجرحى 13 ألف مواطن فلسطيني, حسب آخر حصيلة رسمية مؤقتة.
وتؤكد التقارير الواردة من فلسطين ان طائرات الاحتلال الحربية تقصف “كل شيء وكل مكان” في قطاع غزة, بما في ذلك المدارس ومدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” والمستشفيات والمخابز والمنشآت والمصانع والمساجد وسيارات الإسعاف والأراضي الزراعية والجامعات والكليات, ما يعني أن قطاع غزة كاملا بما فيه أصبح هدفا للقصف والإبادة, في جريمة تطهير عرقي متواصلة لم يسبق لها مثيل, حسب ما أكدته وكالة الانباء الفلسطينية.
ومن جهتها, تواصل مليشيات المستوطنين المسلحة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية, جرائمها حيث ادت اعتداءاتها حتى الآن إلى استشهاد 69 مواطنا فلسطينيا, بينهم أطفال, فضلا عن مئات الجرحى والإصابات والاستيلاء على المزيد من الأراضي لصالح المستوطنين, تزامنا مع تشديد قوات الاحتلال الخناق على الضفة الغربية وتقطيع أوصالها وفرض المزيد من العقوبات الجماعية على المواطنين الفلسطينيين عبر الاقتحامات والاعتقالات الجماعية والحصار والاجتياحات, كما يحصل حاليا في مخيم “نور شمس”, وفق مصادر فلسطينية.
و أمام هذه الانتهاكات, أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن “إطالة أمد الحرب كما يروج لذلك الكيان الصهيوني, تعني إعطاء قوات الاحتلال المزيد من الوقت لإبادة قطاع غزة بمن فيه وتدميره بالكامل وتعني المزيد من الدمار وجرائم القتل الى طريق تهجير قطاع غزة وإخلائه من سكانه, و استكمال حلقات الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وتعميق حلقات نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد) في فلسطين المحتلة, الأمر الذي بات يهدد أكثر من أي وقت مضى بتفجير ساحة الصراع والمنطقة برمتها”.
وعليه, طالبت الوزارة, المجتمع الدولي ب”صحوة ضمير وقانون وأخلاق أمام هذه الكارثة الإنسانية الحقيقية التي لا يمكن تلخيصها بالأرقام, و إجبار الكيان الصهيوني على وقف العدوان وتأمين دخول الاحتياجات الأساسية الإنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة وكف يد الاحتلال والمستعمرين عن الضفة الغربية المحتلة فورا”.
كما دعت الى “الشروع الفوري” بترتيبات عقد مؤتمر دولي متعدد الأطراف يجبر الكيان الصهيوني على الانصياع إلى القانون الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين تحقيقا لأمن المنطقة و استقرارها.