فلسطين: سجّل أسود من إجرام الكيان الوحشي على مدار 86 عاماً
يُشكّل العدوان المتواصل على قطاع غزة وسلسلة المجازر التي لا تزال تشمل الحرم القدسي والمنازل والمستشفيات، فصلاً جديداً في مسار الجرائم الوحشية التي ظلّ الكيان الصهيوني يقترفها منذ عام 1937، واتسّع السجّل الأسود عند نكبة 1948، ثمّ بلغ مداه إثر احتلال المسجد الأقصى عام 1967، ليتفاقم الإجرام الصهيوني في العقود الخمسة الأخيرة، وزاد دمويةً في العدوان المتواصل على قطاع غزة النازف منذ السابع أكتوبر الجاري.
ارتكبت العصابات الصهيونية المُسلّحة منذ سنة 1937، عشرات المجازر التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الفلسطينيين “العُزّل” في مختلف القُرى والمُدن، وزادت عصابات الكيان من ارتكابها للمجازر خلال أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948.
ورغم المحاولات الصهيونية الحثيثة لإخفاء وطمس حقيقية تلك المجازر، إلا أن شواهد تاريخية كـ”المقابر الجماعية” وشهادات لعدد من الجنود الصهاينة ممن شاركوا في ارتكاب هذه الجرائم، ظلّت دليلاً دامغاً على وقوعها.
وبحسب ما ورد في تقرير لصحيفة “هآرتس” عام 2019، فإنّ فرقاً من وزارة دفاع الكيان أزالت منذ أوائل العقد الماضي مجموعات من الوثائق التاريخية لإخفاء دليل النكبة والفظائع التي رافقتها، كما حاولت إخفاء شهادة من جنرالات الكيان حول قتل المدنيين وهدم القرى، فضلاً عن طرد البدو خلال العقد الأول من قيام الدولة.
وعام 2013، اكتشفت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” وجود 6 مقابر جماعية تضم مئات الرفات والهياكل العظمية لشهداء ومدنيين قُتلوا خلال عامي 1936 و1948، وذلك خلال أعمال ترميم كانت تقوم بها المؤسسة في مقبرة الكزخانة في مدينة يافا (شمال).
وكشفت صحيفة “هآرتس” في 21 جانفي الماضي، عن آخر هذه الشواهد، والتي كانت لمقبرة جماعية لفلسطينيين قتلوا إبّان حرب 1948 على شاطئ مدينة قيسارية الشهير (شمال).
وأشارت الصحيفة إلى حدوث عمليات “قتل جماعي للعرب حدث بعد استسلام قرية الطنطورة” عام 1948، كما ذكرت “هآرتس” أنّ فيلماً وثائقياً أخرجه “ألون شوارتز”، بعنوان “الطنطورة” تضمّن اعترافات خطيرة للجنود الصهاينة الذين شاركوا في تلك المجزرة، وأفيد أنّه تمّ دفن نحو 200 فلسطيني، بعد إعدامهم في قبر جماعي يقع حاليا تحت ساحة انتظار سيارات “شاطئ دور”.
ويقول فلسطينيون إن المجموعات اليهودية المسلحة نفّذت العديد من المجازر بالقرى الفلسطينية خلال حرب 1948 لإجبار سكانها على الرحيل.
وبحسب مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات (مقره بيروت)، فإنّ عدد المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في الفترة بين 1937 و1948، زادت عن 75 مجزرة، راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف شهيد فلسطيني، فضلا عن إصابة الآلاف.
396 مجزرة في 12 يوماً
ارتكب الاحتلال الصهيوني 396 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع أكتوبر الجاري، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء إلى نحو ثلاثة آلاف شهيد.
ووفقًا لآخر تحديثٍ صادر عن وزارة الصحة مساء الثلاثاء، بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان نحو 3 آلاف شهيد و12 ألفًا و500 جريح، في وقت ارتفع عدد الأطفال الشهداء إلى 940 طفلاً و1032 طفلة.
ودخلت مستشفيات قطاع غزة في حالة الانهيار الفعلي بسبب انقطاع الكهرباء، وسط نداء استغاثة لتوفير الوقود اللازم من أجل إنقاذ حياة المرضى.
وفي بيان مقتضب، قالت وزارة الصحة الفلسطينية: “نوجه نداء استغاثة عاجل لكل أصحاب محطات الوقود وكل من يتوفر لديه أي لتر من السولار بالاتصال الفوري مع وزارة الصحة عبر رقمها المجاني (103) من أجل إنقاذ حياة الجرحى والمرضى”.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق الثلاثاء عن توقف أجزاء كبيرة من خدمات المستشفى الوحيد للأورام في قطاع غزة عن العمل نتيجة نقص الوقود.
أخطر الاعتداءات
فيما يلي رصد كرونولوجي لأخطر الاعتداءات التي طالت الأقصى على مدار الـ 56 سنة المنقضية:
7 جوان 1967: دخل الجنرال موردخاي جور وجنوده المسجد الأقصى المبارك في اليوم الثالث من بداية حرب 1967، ورفعوا علم الاحتلال الإسرائيلي على قبة الصخرة وحرقوا المصاحف، ومنعوا المصلين من الصلاة فيه، وصادروا مفاتيح أبوابه.
15 جوان 1967: أقام الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي شلومو غورن والعشرات من أتباعه، صلاة دينية في ساحة المسجد.
21 أوت 1969: قام شاب يهودي بإحراق المسجد الأقصى، وجرى إتلاف معظم خشب سقفه الجنوبي.
2نوفمبر 1969: اقتحم إيفال ألون نائب رئيس الحكومة الإسرائيلي ومساعده، الحرم القدسي.
28 جانفي 1976: أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية قرارً يمنح لليهود الحق في الصلاة داخل الأقصى.
13 جانفي 1981: اقتحم أفراد حركة “أمناء جبل الهيكل” وجماعات أخرى الأقصى، ورفعوا العلم الإسرائيلي مع التوراة.
28 أوت 1981: الكشف عن نفق يمتد أسفل الحرم القدسي، ويبدأ من حائط البراق.
24 فيفري 1982: أقدم رئيس حركة أمناء جبل الهيكل، جوشون سولومون، على اقتحام ساحة الأقصى.
11 أفريل 1982: قام جندي يدعى هاري جولدمان بإطلاق النار داخل الأقصى، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين وجرح أكثر من 60 آخرين.
25 جويلية 1982: محاولة فاشلة لأحد ناشطي حركة كاخ لنسف قبة الصخرة. إحدى أهم معالم الأقصى.
20 جانفي 1983: تشكيل حركة متطرفة في اسرائيل وأمريكا، مهمّتها إعادة بناء الهيكل في موقع المسجد الأقصى.
26 جانفي 1984: اقتحم يهوديان الأقصى وهما يحملان كميات كبيرة من المتفجرات والقنابل لنسف قبة الصخرة.
8 أكتوبر 1990: أسفرت مذبحة الأقصى الأولى عن استشهاد 21 فلسطينياً إثر صدّهم محاولة المستوطنين لبناء الهيكل الثالث.
23 سبتمبر 1996: استشهاد 51 فلسطينيًا وأصيب 300 آخرون في مذبحة الأقصى الثانية التي عرفت مقتل 15 من جنود الاحتلال الإسرائيلي وإصابة 78.
11 مارس 1997: المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يسمح لليهود بالصلاة في الأقصى.
31 أوت 1997: الكشف عن مخطّطات صهيونية لهدم القصور الأموية المحاذية للمسجد الأقصى، وتوسيع حائط البراق.
28 سبتمبر 2000: اقتحم رئيس وزراء إسرائيل أرئيل شارون ساحات المسجد الأقصى المبارك، وكان الاقتحام شرارة انطلاق انتفاضة الأقصى.
29 سبتمبر 2000: سقوط عشرات الشهداء والجرحى في ثالث مجزرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي يوم في الأقصى.
2 مارس 2001: أعضاء حركة “أمناء جبل الهيكل” يطالبون بإلزام الأوقاف الإسلامية بوقف أعمال ترميم المسجد الأقصى.
18 أفريل 2001: إقامة متحف يهودي قرب المسجد الأقصى.
8 ماي 2001: شارون يشكل لجنة وزارية لإعداد آلية تسمح بوصول اليهود والسياح الأجانب للمسجد الأقصى.
7جويلية 2001: السلطات الإسرائيلية تمنع دخول مواد البناء لغرض عرقلة ترميم المسجد الأقصى.
31 جانفي 2003: شركة إسرائيلية تضع ملصقاً يحمل صورة الأقصى على زجاجات الفودكا.
9 سبتمبر 2004: مناحيم فرومان راب “مستوطنة تكواع” يقيم حفل زواج لابنه داخل الأقصى تخلله شرب الخمور والنبيذ.
1 أفريل 2005: الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف يطالب بالسماح لليهود بدخول الأقصى على غرار المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل.
4 أفريل 2005: شرطة الاحتلال تنشر تفاصيل خطة تتضمن تركيب أجهزة استشعار للحركة وكاميرات حول الأقصى.
8 فيفري 2006: وزارة التربية والتعليم التابعة للاحتلال والوكالة اليهودية توزعان آلاف النسخ لخرائط البلدة القديمة في القدس، وضعت فيها صورة لمجسم الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة.
12 أكتوبر 2008: الاحتلال يفتتح كنيساً يهودياً بأرض وقفية على بعد خمسين مترا من الأقصى.
20 فيفري 2009: مستوطن مسلح يحاول اقتحام المسجد الأقصى من أسطح المنازل المجاورة.
15 مارس 2010: افتتاح كنيس الخراب بجوار المسجد الأقصى.
3 أفريل 2010: الاحتلال يعلن عن مخطط بناء كنيس كبير يدعى “فخر إسرائيل” على بعد مئتي متر عن المسجد الأقصى.
25 ماي 2010: سمحت شرطة الاحتلال ولأول مرة لأحد الحاخامات بأداء طقوس صلاة يهودية كاملة تجاه قبة الصخرة.
21 جويلية 2010: اقتحم عضو البرلمان عن الليكود داني دانون وعدداً من النواب المسجد الأقصى.
20 ديسمبر 2010: إحباط محاولة مستوطن سعى لاقتحام الأقصى ومعه متفجرات لوضعها في الحرم القدسي.
18 فيفري 2011: جماعات يهودية توزّع صورة لقبة الصخرة، وتضع عليها علم دولة الاحتلال الإسرائيلي.
7 جوان 2011: عضو الكنيست ميخائيل بن آري يقتحم المسجد ومعه عشرات المستوطنين.
8 جانفي 2012: اقتحمت مجموعة من جيش الاحتلال الإسرائيلي برفقة أحد أفراد المخابرات، المسجد الأقصى بلباسهم العسكري وتجولوا داخله بحماية أمنية.
27 سبتمبر 2012: اعتقلت شرطة الاحتلال المتمركزة داخل الأقصى أحد الطلاب في حلقات العلم، وأخرجت 6 طلاب آخرين، لتمكين مجموعة من اليهود من التجوّل وسط المسجد.
9 ديسمبر 2013: الكشف عن كنيس يهودي للنساء وإجراء حفريات جديدة أسفل باب السلسلة المؤدي إلى الأقصى.
9 مارس 2014: الحاخام المتطرف يهودا غليك يقتحم برفقة مستوطنين الأقصى من جهة باب المغاربة.
16 مارس 2014: اقتحمت القوات الخاصة الصهيونية المسجد الأقصى عبر باب السلسلة، وحاصرت المصلّين وهاجمت المرابطين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية.
31 مارس 2014: نشرت منظمات يهودية بياناً بعثته لرئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طالبته فيه بتسهيل بناء كنيس يهودي في الأقصى.
27 نوفمبر 2014: صحيفة هآرتس الإسرائيلية تكشف عن سعي وزير الأمن الداخلي إسحاق أهرونوفيتش لملاحقة طلبة المصاطب والمرابطين وحظر نشاطهم.
5 جانفي 2015: اقتحمت مجموعات من المستوطنين، الأقصى، ونفذت جولات استفزازية في أرجائه.
15 فيفري 2015: أعلنت مؤسسة إسرائيلية تطلق على نفسها “الحفاظ على تراث حائط المبكى” عن مناقصة من أجل تنفيذ أعمال حفريات في الأنفاق أسفل الحائط الغربي للمسجد الأقصى.
9 أفريل 2015: اعتدت عناصر شرطة الاحتلال بالضرب على المصلين في المسجد الأقصى بعد تصدّيهم لمحاولات العصابات اليهودية اقتحام المسجد، وتدفّق المئات من فلسطينيي 1948 لمنع إقامة أي فعاليات واحتفالات خاصة في الأقصى بـ “عيد الفصح اليهودي”.
3 ماي 2015: اقتحام عناصر من منظمة “طلاب لأجل الهيكل” اليهودية المتطرفة للمسجد الأقصى من باب المغاربة، بحراسة عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال.
5 ماي 2015: أصدرت محكمة الاحتلال قرارً يقضي بالسماح للحاخام المتطرف يهودا غليك بالعودة إلى اقتحام المسجد الأقصى.
8 أوت 2015: طالبت منظمات وجماعات الهيكل المزعوم بإغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه المسلمين خلال الفترة الصباحية.
18 جوان 2015: في أول أيام شهر رمضان، اقتحمت عصابات المستوطنين اليهود، المسجد من باب المغاربة بحراسة شرطة الاحتلال الخاصة.
20 جويلية 2015: اقتحمت عصابات المستوطنين، الأقصى، مجددًا وبحراسة شرطة الاحتلال.
26 جويلية 2015: أصيب عشرات المصلين إثر اقتحام قوة من عناصر الوحدات الخاصة بدولة الاحتلال الإسرائيلي، للمسجد الأقصى.
1 مارس 2017: اقتحم 56 طالبًا من منظمة “طلاب لأجل الهيكل”، و42 مستوطنًا، معظمهم باللباس التلمودي الأسود التقليدي، و3 عناصر من مخابرات الاحتلال، المسجد الأقصى.
15 جويلية 2017: إغلاق المسجد الأقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه للمرة الأولى منذ عام 1969.
18 جويلية 2017: تركيب الاحتلال لبوابات إلكترونية وحواجز حديدية على بوابات الأقصى، وهو ما رفضه المقدسيون وأصروا على عدم الدخول للمسجد في ظل وجودها، وبقي المقدسيون معتصمين على مدار 11 يومًا على بوابات الأقصى حتى رضخ الاحتلال وأزالها.
21 جويلية 2018: اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد القبلي وإخراج المصلين منه بالقوة.
أوت 2019: اعتداء القوات الإسرائيلية على مصلين وطواقم إدارة أوقاف القدس داخل المسجد الأقصى.
ماي 2020: خلال فترة إغلاق المسجد الأقصى لنحو 70 يومًا بسبب تفشى وباء كورونا، قامت سلطات الاحتلال بمنع الموظفين من الدخول إلاّ من الأبواب التي حددتها.
2021: تسجيل 24 انتهاكاً بحق الأقصى اقتحم خلالها مئات المستوطنين رفقة سياسيين متطرفين، الحرم القدسي، وأدوا طقوسا تلمودية وقاموا بجولات استفزازية تحت حماية قوات الاحتلال.
15 أفريل 2022: اقتحام نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستخدمةً قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتيّة، مما أدى إلى إصابة ما لا يقلُّ عن 150 فلسطينيًا.
2023: الربع الأول من هذا العام كان الأكثر دموية في فلسطين منذ بداية الألفية الثالثة، حيث سُجّل ارتقاء 94 شهيداً.
4 أفريل 2023: تعرّض الحرم القدسي لهجوم واسع أدى إلى اعتقال نحو 500 معتكف فلسطيني وإصابة أكثر من 200.
7 أكتوبر 2023: شنّ عدوان وحشي على قطاع غزة، ما أسفر في الـ 12 يوماً الأولى، عن استشهاد أكثر من 3 آلاف شهيد و12.500 إصابة في غزة، فيما شهدت الضفة الغربية ارتقاء 62 شهيداً وأكثر من 1250 جريحاً منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر.