فاكهة “العنب” مهددة بالاختفاء من الأسواق في ظل موجة الحر..
تسجيل إصابات لحشرات الوردي الزغبي والبياض الدقيقي على مستوى البساتين المثمرة والكروم بمعسكر
حورية.م/ ب.إ
دعت المحطة الجهوية لحماية النباتات بمعسكر الفلاحين أصحاب البساتين المثمرة والكروم الإبتعاد عن المعالجة الكيميائية والإكتفاء بعملية التدقيق الشامل وهذا بعد تسجيل إصابات لحشرات الوردي الزغبي والبياض الدقيقي للكروم على مستوى بلديات معسكر، البرج والمامونية حيث دعا مفتش بالمحطة الجهوية الفلاحين بضرورة توخي الحذر والحيطة خاصة خلال هذه الفترة تظهر هذه الحشرات على مستوى المزروعات حيث أشار بأن شبكة المراقبة على مستوى المحطة الجهوية لحماية النبتات طلبت من الفلاحين أن تكون المعالجة بالطرق البيوتقنية.
وتشهد الأسواق إرتفاعا في أسعار هذه الفاكهة الموسمية، ويصل سعره ما بين 350 دج إلى 600 دج للكلغ على غير العادة، وحول هذه الاسعار المرتفعة يؤكد بعض الباعة ان الحرارة والرطوبة العالية اثرت على المنتوج هذا لعام، ولا يلتفت حول طاولة بائع العنب إلا عدد قليل من الزبائن الفضوليين، إذ يعاينون طاولة البائع لكن سرعان ما يصطدمون بسعر مرتفع وفق ما عاينته “الديوان” بعدد من اسواق وهران.
ومن جهتهم ذكر الباعة أن نوعية العنب الأسود ليست رديئة، بل أُتلفت وأُهلكت نتيجة الحرارة المرتفعة والحرائق الأخير إضافة غلى بعض الامراض التي طالت المنتوج في الحقول.
وأضاف المتحدث أن هناك خسائر كبيرة يعيشها الفلاحون ممن أقدموا على زراعة أشجار العنب بكيمات كبيرة خلال هذا الموسم الفلاحي، موضحًا أن أسواق الجملة للخضر والفواكه تعرض فاكهة العنب سواء الأبيض أو الأحمر أو الأسود بأسعر مرتفعة ولا تنزل تحت 200 دج للكغ.
وزاد أن الكثير من بائعي الجملة ومنتجي العنب في نهاية مداومة السوق، ونتيجة تكدس المنتوج، يلجؤون إلى التخلص منها ورميها في حاويات القمامة.
وبخصوص الولايات الأكثر تضررًا من تلف وخسارة منتجات الفواكه كالعنب، ذكر المتحدثون أن ولايات معسكر، عين تموشنت و بالوسط في برج منايل وبومرداس ومنطقة دلس هم الأكثر تضررًا، زيادة على بعض الولايات كالمدية وغليزان ومستغانم.
وبحسب البائع فإن ولايتي بومرداس وبرج منايل لوحدهما تُمولا السوق الوطني بأكثر من 70 في المائة من فاكهة العنب، مردفًا: “بعض منتجي فاكهة العنب تكبدوا خسائر هائلة، وقد تطال الخسارة كامل موسم جني العنب الذي يمتد إلى غاية شهر أكتوبر”.
في هذا السياق، توقّع منتجو فاكهة العنب لهذا السنة إنتاجًا يفوق السنوات الماضية، إذ توسّعت مساحات زراعة الكروم على مستوى عديد من الولايات الوسطى والغربية من البلاد، غير أن موجة الحر الشديدة ألحقت خسائر هائلة في المنتجات الزراعية كالفواكه، وتداول متابعون على صفحات المواقع التواصل الاجتماعي نداءات أرسلها منتجو العنب، مُطالبين بتدخل السلطات وعلى رأسها وزارة الفلاحة سواء لتعويض الخسائر أو مد يد العون لها.
إلى هنا، أفاد منتجو العنب أن تكلفة الإنتاج باهظة جدًا، وتحتاج إلى متابعة يومية ومستمرة واستثمار عتاد ومعدات، وفي ظلّ خسائر هذا الموسم الفلاحي، لا يمكن الاستثمار أو الاستمرار في العمل للسنة المقبلة نظرًا للخسائر المالية، كل بحجم مساحته المزروعة.
في سياق الموضوع، قال الشاب مراد، أحد المستثمرين في مجال الفلاحة، إن التغييرات المناخية التي تشهدها الجزائر وبلدان الحوض المتوسط باتت تهدد الأمن الغذائي والمحاصيل الزراعية.
وأوضح أنه نتيجة ارتفاع درجة الحرارة فإن الكثير من المنتجات الزراعية ستكون نهايتها الإتلاف في هذا الموسم، على غرار فاكهة التين الكرموس أو الباكور واليقطين “الكابويا” وفاكهة العنب.
إلى هنا، يعتبر المتحدث أن درجة الحرارة المرتفعة لم تعد تَقتصر على طوال النهار بل تتعداه إلى فترة الليل أيضًا، وحين لجأ الفلاحون إلى عمليات السقي الليلية أتى ذلك بنتائج عكسية وتلفت الأشجار والنبات، التي لم تعد قادرة على امتصاص المياه بفعل الحرارة.
وبخصوص الحلول العملية من أجل التكيف مع التغيرات المناخية، أفاد المتحدث أنه يجب وضع استراتيجية تعيد الخريطة الزراعية بأكملها، وتتبعًا مستمرًا، وإرشاد الفلاحين في كل الظروف الاستثنائية.
وفي ظل التغييرات المناخية، أمسى الأمن الغذائي محل تهديد خطير، ويتوقع خبراء أن السنوات القادمة ستشهد ارتفاعات قياسية في دراجة الحرارة، فضلًا عن تساقط الأمطار غير الموسمية، وفي ظل تزايد عدد السكان الجزائر في أعقاب 2030-2050، ترتفع مطالب بوضع استراتيجية تضمن توفير الغذاء وإطعام الساكنة، والانتقال من الزراعة التقليدية والتجارية إلى الزراعة الاستراتيجية التي تستجيب إلى التقنيات العلمية والعصرية، وتخضع إلى البحوث والدراسات الحديثة.