لا تكونوا سببًا في أذية بعضكم بعضًا
ودعا العلامة الطاهر آيت علجت، عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية، من جهته المواطنين إلى البقاء في بيوتهم، وقال “إن هذا الأمر واجب شرعا حتى يرفع الله سبحانه وتعالى هذا الوباء عن بلدنا والعالم أجمع“.وأضاف آيت علجت بأنه من “الواجب التقيد بما قرره المختصون من السلطات الرسمية والصحية، فالالتزام بالإرشادات الصحية الوقائية للحد من انتشار هذا الوباء، يجنب الوقوع في الأمراض التي ربما تصل لحد الموت“.
في السياق ذاته دعا االشيخ إلى “التقليل من الاحتكاك بين الأشخاص بتجنب التقبيل والمصافحة، مع ضرورة التباعد بين الأشخاص لمسافة متر فما فوق”، حسب ما قال به المختصون.
من جهته، وجّه الشيخ التواتي بن التواتي، وهو مفتي منطقة الأغواط رسالة إلى الجزائريين بعنوان “نداء إلى الناس”، دعاهم فيه إلى أن يلزموا بيوتهم.
وذهب الشيخ التواتي إلى تأثيم مخالفي التوجيهات الصحية، حيث قال “الاستجابة لتعليمات ذوي الاختصاص، أمر واجب وشرعي، وتحديها منهي عنه والمُعْرِض عنها آثم“.
وحذر الشيخ المتهاونين في الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية من الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي بقوله “لا تكونوا سببًا في أذية بعضكم بعضًا، وخذوا بقوله تعالى: لَئِن بَسَطتَ إِلَي يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ. فتأولُوه على أنه نهي عن المصافحة في هذا الظرف الحرج لما تحمله اليد من الأذى والموت، وإن كانت الآية الكريمة لها مدلول آخر غير هذا، فلا بأس من تأويلها لهذا الغرض“.
ووجّه العالم الشيخ الطاهر بدوي رسالة إلى الشعب الجزائري بعنوان “ففروا إلى الله”، دعاهم فيها إلى الالتزام بـ”الحذر الشديد أمام هذا الداء الفتاك، اقتداء بسيدنا عمر رضي الله عنه عندما خرج إلى الشام فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام فولى راجعًا، فقال له أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أَفِرَارًا من قدر الله؟ فقال له عمر رضي الله عنه: “نعم نَفِر من قدر الله إلى قدر الله“.
وأكد الشيخ بدوي في رسالته أن “من لم يتخذ الأسباب فهي مخالفة ومعصية عظمى لمضمون الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها“.
وشدّد على أن مخالفة الإجراءات الوقائية من الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي على الأقل متر واحد بين شخص وآخر “تعتبر جريمة لا تُغتفر، ويعتبر مرتكبها قاتل للنفس عمدًا، ويُعاقب عليها في الدنيا والآخرة”، مؤكدًا أن “الأسباب بالإخلاص انتصار، وتركها جناية وانتحار”. وحث المسؤولين في الدولة على أن “يأخذوا بكل جد وصرامة كل التدابير لمنع حركات المواطنين نهارًا حيث تكثر الاتصالات والعلاقات بينهم“.
الشيخ يحيى صاري، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وإمام مسجد بالعاصمة، حذّر من جهته من خطر هذا الوباء.وعبر الشيخ عن “أسفه من تهاون أكثرية المواطنين في الالتزام بالإجراءات الصحية، وقال “شريحة واسعة من المجتمع لا تزال تعيش في حالة اللامبالاة وفي حالة الاستهانة بالأخذ بالإجراءات الضرورية المؤكدة اللازمة الاحترازية، التي هي في الحقيقة العلاج وتَحُد بإذن الله من خطر الإصابة“.
ودعا إلى الالتزام بالحجر الصحي، قائلا “ديننا الحنيف يُعزز هذا الموقف ويجعلنا في مصاف الدول التي تقدم النموذج في الامتثال لإجراءات الوقاية التي هي من صلب ديننا، قال صلى الله عليه وسلم: “لاَ يُورِدَن مُمْرِضٌ عَلَى مُصِح“.
هشام/م