خليل يوسف أو كما يعرف عبر مواقع التواصل الاجتماعي باسم L’homme masky, شاب عشريني, وصانع محتوى على المنصات الاجتماعية, اختار أن ينقل قصصا عن عالم الرعب والجريمة, وينقلها لمتابعيه باللهجة الجزائرية ولقلة هذا النوع من المحتوى في الجزائر أراد يوسف أن يخوض هذه المغامرة بالرغم من استقراره خارج البلاد وتحديدا بفرنسا, ليصبح عدد متابعيه على اليوتيوب أكثر من 100 ألف مشترك ومتابع للقصص التي يعرضها.
صانع المحتوى L’homme masky , في حوار شيق مع جريدة الديوان نتعرف من خلاله عن أسباب اختياره لهذا النوع من المحتوى, وكيف كانت البداية, وعن رأيه في صناعة المحتوى في الجزائر والى ماذا تفتقر هذه الصناعة في بلادنا و العديد من الاسئلة الاخرى.
حاورته: أمينة حلوي
الديوان: ما هو سبب قيامك بصناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي؟
يوسف : لأصدقك القول بدأت في هذا المجال لسبب بسيط, كنت جالسا في أحد الايام خلال فترة كوفيد19, وتحديدا خلال شهر رمضان المبارك, أتابع برامج كوميدية معينة, الا أنني لاحظت في هذه البرامج أنها لا تملك هدفا معينا و ليست مسلية لتلك الدرجة أي أنها الى جانب افتقارها لرسالة معينة, مملة بدرجة كبيرة , لذلك على حين غرة فكرت بصناعة محتوى رقمي على مواقع التواصل الاجتماعي , يكون مختلفا وغامضا وفي نفس الوقت يرفه عن الناس, وبدأت العمل عليه منذ ذلك الحين.
الديوان : اذا كيف كانت البداية في هذا المجال؟
يوسف : بدأت ببساطة, أي لم أجهز معدات تقنية ذات جودة عالية كالتي يعمل بها صناع المحتوى والتي تساهم بشكل كبير في انتاج محتوى رقمي احترافي, لأنني لم أمتلكها آنذاك, ولم احبذ فكرة التأجيل, لذلك انطلقت في هذا العالم برفقة هاتفي الذكي , بعدها بدأت بنشر محتواي على اليوتيوب, كنت أنشر حوالي 10 فيديوهات في الاسبوع الواحد, وجمهوري الاول تمثل في رفاقي و أقاربي و أنا, اذ كنت اشاهد أعمالي مرارا وتكرارا, وفجأة ومن دون سابق انذار أصبح محتواي ينتشر, و أصبح هنالك متابعون جدد,و عدد الاعجابات بالمحتوى (اللايكات) في ارتفاع مستمر, كما يمكن أن نعتبر أول فيديو حاز على نسب مشاهدة مرتفعة هو الذي تحدثت من خلاله عن تجارب متابعيني الحقيقية فيما بتعلق بقصص الرعب والجريمة, لذلك عندما لاحظت القبول الواسع من الجمهور لهذا النوع من المحتوى قررت ان أستمر في تناول مثل هذه المواضيع.
الديوان : يتميز محتواك بكونه مختلف عن باقي صناع المحتوى، لكونك تعرض قصصا غامضة وغير معتادة، ماهو سبب اختيارك لمثل هذا النوع من المحتوى؟
يوسف: هناك أسباب عديدة دفعتني لاختيار مثل هذا النوع من المحتوى أولها حبي الشديد واهتمامي الشخصي لهذا النوع من القصص أي القصص المرعبة وقصص الجريمة والغموض, لذلك عندما اخترت القيام بهذا العمل اخترت ان أجسده بأتم معنى الكلمة لو تلاحظون أنني أرتدي قناعا في وجهي, و حتى تعبيرات وجهي تكون جادة وملائمة مع الموضوع الذي اتناوله في الحلقات, وكل هذا نوعا ما يجعل المشاهد ينغمس مع القصة أكثر ولا يتشتت انتباهه, اما السبب الثاني فيعود الى أن هذا النوع من هذا المحتوى لا يوجد بكثرة في الجزائر وان تواجد في عالمنا العربي فنراه موجودا باللغة العربية الفصحى, لذلك قررت تجربة هذه المغامرة و التحدث بلهجتنا الجزائرية لأنقل هذه القصص للجمهور الجزائري تحديدا.
الديوان : وماهي الرسالة (الهدف من هذا المحتوى) التي تود أن توصلها من خلاله ان وجدت؟
يوسف: هدفي من هذا المحتوى هو توعية الناس حول هذه القصص وبأنها تحدث حقيقة في عالمنا الواقعي, لأنني عندما انقل قصصا واقعية عبر قناتي أشير دائما بانها قصص حقيقية , كما انني أقدم نصائح معينة ليتفادوا مثل هذه الامور وأنه لا يجب ان نثق ثقة عمياء بمن حولنا, وللاشارة لدي عدد معتبر من متابعيني في سن صغيرة لذلك أحب أن أوعي هذه الفئة , كما احاول ان ألفت الانتباه الى قضايا اخرى, فبعض فيديوهاتي تحتوى على مواضيع مهمة كقضايا التنمية في دول العالم, وكيف تشهد بعض الدول تطورا ملحوضا في امور عدة وما يجب علينا نحن كشعوب وكأمة ان نقتدي بها في مثل هذه الامور واحاول ان أسلط الضوء على المناطق النائية أو مناطق الظل ان صح التعبير كمسألة النقل وغيرها من الأمور المهمة .
كما أن محتواي متنوع, وعندما اتطرق لمواضيع هامة كتلك أجد أنها لا تلقى للأسف نسب مشاهدة مماثلة كالتي تحصدها فيديوهات قصص الرعب والجريمة, من جهة أخرى صحيح ان محتواي ربما يبدو غامضا زيادة عن اللزوم ولكن دائما ما أحاول على قدر المستطاع أن أسلط الضوء على امور ايجابية وان أمنح نصائح مختلفة على قدر المستطاع للمتابعين.
الديوان :كيف ترى صناعة المحتوى في الجزائر بشكل عام؟ وماذا ينقصها تحديدا في الجزائر؟
يوسف :كما نلاحظ المحتوى الرقمي في الجزائر يتميز بكونه غير متنوع, ونجد أن الكوميديا هي المحتوى الطاغي بكثرة, وأحيانا كثيرة تكون هذه الكوميديا المقدمة بدون معنى وهدف وليست كالتي اعتاد عليها الجمهور الجزائري في السابق وهذا ما يزعجني حقيقة, وفي الجانب الاخر أنا اتمنى أن يصبح محتوانا متنوعا وغنيا بالمواضيع المثيرة للاهتمام كالمحتوى المصري مثلا, فمحتواهم مغاير تماما ومتنوع وكل ما يخطر على البال موجود , لذلك اتمنى أن تصل صناعة المحتوى في بلادنا الى ذلك المستوى او افضل منه لما لا , واتمنى ان يلاقي هذا النوع من المحتوى رواجا كما يلاقي المحتوى غير الهادف رواج .
كما يجب علينا في الجزائر أن نسلط الضوء على الكثير من صناع المحتوى ممن يستحقون خاصة من قبل الاعلام, وفي الكفة الاخرى يوجد كذلك من لا يستحق وهذا راجع الى عدم اتخاذهم لهذا المجال بجدية واحترافية فنرى ان المحتوى لم يتعب عليه واحيانا كثيرة للأسف نجده منسوخ.
الديوان :هل يمكن أن يتغير محتواك في المستقبل ؟ ولماذا؟
يوسف : يمكن لي في المستقبل أن أقوم بتغيير محتواي, فأنا أطمح لأصنع محتوى يكون عبارة عن تقديم مساعدات للناس في مختلف المناطق في الجزائر, وهو حلم ساورني منذ زمن وقبل أن أنطلق في عالم المنصات الرقمية وأطمح في تحقيقه في المستقبل, وأتمنى أن يكلل بالنجاح ما ان أبدأ بتجسيده بإذن الله.
أما عن محتوى الرعب والجريمة أود ان أبقى فيه واستمر على هذا المنوال, كما اطمح ان يكون لنا كجزائريين موقع الكتروني كباقي الدول ليتم شر القصص الحقيقية لهذا النوع من القضايا الاجتماعية حول القتل والجريمة, لنتخذه كمصدر رسمي بهدف نقل هذه القصص بمصداقية.
الديوان: حدثنا عن طموحك في مجال صناعة المحتوى؟
يوسف :طموحاتي في هذا المجال أرغب ان تلقى قناتي تفاعلا كبيرا في المستقبل ويصبح مجتمع المتابعين الخاص بي أكبر وأكبر, وأن يتغير المحتوى الجزائري للأفضل وأن يصبح اكثر تنوعا وغنى في المواضيع, وأود أن أشير الى نقطة مهمة ألا وهي أنه هنالك الكثير من الشائعات التي تصدر في حقي للأسف, بسبب القصص التي أنقلها أو حتى بطريقتي في نقلها , ومن هذا المنبر أفند أي اتهام او اشاعة في حقي , انا صانع محتوى طموح يحب هذا النوع من القصص وأردت ان اشاركه مع المتابعين وفقط كما أنني أرغب ان تتغير نظرة الجمهور لهذا النوع من المحتوى في المستقبل القريب.
الديوان : وأخيرا ماذا تود أن توجه ككلمة لجمهورك ومتابعيك ؟
يوسف: أود أن أوضح نقطة هامة وهي أنه لحد الساعة لمتابعيّ على مواقع التواصل الاجتماعي لا يعرفون ملامح وجهي الكاملة وهذا يعود الى ارتدائي القناع بشكل متواصل في جميع الفيديوهات التي أنشرها, أما عن الرسالة التي أوجهها لهم فهي متمثلة في رسالة شكر, شكر كبير لدعمهم لي , وأتمنى أن نشهد توسع مجتمع المتابعين عما قريب .
