
حاوره : محمد زرق العين
في إطار اهتمامها بدور المجتمع المدني في حماية البيئة وتعزيز ثقافة التطوع، أجرت جريدة ” الديوان ” حوارا خاصا مع السيد محمد ساعي، رئيس الجمعية الولائية للبيئة من أجل الشلف البيضاء، للحديث عن مسار الجمعية، أهدافها، إنجازاتها، والتحديات البيئية التي تواجه ولاية الشلف.
الديوان: في البداية، كيف تقدمون أنفسكم لقراء الجريدة؟
محمد ساعي: بداية، أشكر جريدة ” الديوان ” على هذه الالتفاتة الكريمة. أنتم جريدة ذات مصداقية، والمحافظة على مبادئ الصحافة وقيمها أمر نقدره كثيرا.
اسمي الكامل محمد ساعي، ناشط جمعوي من ولاية الشلف، ورئيس الجمعية الولائية للبيئة من أجل الشلف البيضاء.
الديوان: هل يمكن أن تعرفنا بجمعيتكم؟ متى تأسست؟ وما أهدافها؟
محمد ساعي: تأسست جمعيتنا في سبتمبر 2011 ، و جاءت الفكرة التأسيس كوني من محبي الطبيعة، وزادت قناعتي بعد حصولي على مشروع الجزائر البيضاء سنة 2010، حيث كنت أصغر مسير لمشروع من هذا النوع. و تهدف جمعيتنا إلى غرس ثقافة المبادرة وتفعيل روح المواطنة في أوساط الشباب، تحسين جمالية المدينة ، المساهمة في حماية البيئة والمحيط.
الديوان: ما الدافع وراء تأسيس الجمعية؟
محمد ساعي: مشروع الجزائر البيضاء كان له دور كبير في الحفاظ على البيئة من خلال رفع النفايات، وتزيين المساحات الخضراء، وحماية التنوع الإيكولوجي خاصة في الشريط الساحلي. كما أنني، بصفتي شابا جامعيا، أدركت أن استرجاع النفايات وإعادة تدويرها يساهم في خلق الثروة وتطوير الاقتصاد الوطني.
الديوان: ما أبرز المبادئ التي تقوم عليها الجمعية؟
محمد ساعي: من أهم مبادئنا إشراك السلطات المحلية في كل المبادرات، لأننا نؤمن بثقافة الدولة والتكامل بين مؤسساتها والمجتمع المدني.
الديوان: ما أبرز أنشطتكم خلال السنة الجارية؟
محمد ساعي: قمنا هذه السنة بعدة أنشطة منها التعاون مع ممثلي المجتمع المدني و رؤساء الأحياء في حملات تشجير واسعة شملت عدد من الأحياء منها حي 712 مسكن بالشرفة ، حي الكفافسة ، بئر صفصاف وحي الشويات الذي دعمناه بالأشجار ، بالإضافة إلى طلاء الأرصفة بكل من حي النصر من منطقة 7 ب إلى غاية منطقة 5 ، و حي 200 مسكن بن سونة ، و حي 712 مسكن بالشرفة ، كما قمنا بعمليات تنظيف الحيين 430 مسكن و 712 مسكن بالشرفة ، و محاربة الحشرات الضارة بكل من عمارات 712 مسكن و 430 مسكن بالشرفة ، و عمارات البرادعي ، حي عدل الحسنية ، حي 500 مسكن ، كما شاركنا في الجامعة الصيفية للمرصد الوطني للمجتمع المدني بتيبازة من 6 إلى 9 جويلية المنصرم ، كما قمنا بتنظيم قافلة ولائية للتحسيس والتوعية والوقاية من استهلاك المخدرات بمشاركة مديرية الشباب والرياضة ، السلطات الأمنية والمحلية بكل من الملعب الجواري ببرطالي ببلدية الشطية ، والملعب الجواري بحي 712 مسكن بالشرفة ببلدية الشلف ، و المخيم الصيفي بالدشرية ، المخيم الصيفي تنس ميناء ، إلى جانب تقليم الأشجار بكل من حي بن سونة ، حي لالة عودة ، بلدية أولاد بن عبد القادر ، حي البرادعي و حي النصر .
الديوان: هل يمكن أن تذكر بعض المشاريع التي شاركتم فيها مع السلطات أو المجتمع المدني؟
محمد ساعي: شاركنا في عملية طلاء واجهات الأحياء رفقة فريق العائلة و منفعة الشلف ، و شاركنا بقوة في مجابهة جائحة كوفيد-19 كأول جمعية على المستوى الوطني تطلق مبادرة ميدانية بحكم خبرتي كرئيس مؤسسة خاصة في التعقيم ، كما شاركنا بالصندوق العالمي للبيئة ، و بمشروع صفر نفايات مع وزارة البيئة وفي برامج بالتنسيق مع وزارة الداخلية و برامج الأمم المتحدة ، كما شاركنا مع السلطات المحلية في عدة أنشطة.
الديوان: كيف تقيمون تجاوب المواطنين مع مبادراتكم؟
محمد ساعي: هناك تجاوب كبير من المواطنين وفعاليات المجتمع المدني ورؤساء الأحياء. لمسنا وعيا بيئيا حقيقيا من خلال المشاركة الفعلية في مختلف النشاطات.
الديوان: هل تتلقون دعما ماليا؟
محمد ساعي: للأسف، لا يوجد دعم مالي منذ سنوات رغم تقديمنا عدة طلبات، آخرها لمديرية الشباب والرياضة. نعتمد أساسا على مساهمات الأعضاء والأصدقاء.
الديوان: ما أبرز المشاكل البيئية التي تعاني منها الشلف؟
محمد ساعي: نقص مراكز الردم التقني ومعالجة النفايات ، غياب محارق علمية للنفايات الصحية ، انتشار المفارغ العشوائية، خاصة مفرغة “ماينيس” بتنس ، الصيد العشوائي، ضعف المتابعة لعمليات التشجير، مما يؤدي إلى تراجع الغطاء الغابي.
الديوان: كيف تقيمون مستوى النظافة وتسيير النفايات؟
محمد ساعي: رغم الجهود المبذولة، مستوى النظافة لا يرقى للطموحات، بسبب عجز الوسائل ونقص الوعي العام.
الديوان: ما هي أهم المشاريع أو الأهداف المستقبلية التي تسعون لتحقيقها في المدى القريب؟
محمد ساعي: هناك برنامج صيانة التشجير والقضاء على دودة الصنوبر الحلبي وحماية التنوع الايكولوجي بطلب عدم إرجاع الملح للبحر الذي يتم بعد تحلية المياه للحفاظ على مستوى معدل ملوحة البحر.
ونهدف لغرس ثقافة تفعيل المواطنة البيئية لدى الساكنة والوصول إلى درجة الوعي ، و العمل على تكثيف البرامج والأنشطة للجمعية وتطويرها بما يتماشى مع التطور التكنولوجي والإعلامي لمواكبة العصر.
الديوان: هل لديكم رؤية لتوسيع نشاط الجمعية إلى البلديات الداخلية أو إلى ولايات مجاورة؟
محمد ساعي: البلديات الأخرى ممكن أما على المستوى الوطني فيقتصر العمل على المشاركة فقط وإعطاء الأفكار وتبادلها .
الديوان: كيف يمكن للمواطن المساهمة عمليا في حماية البيئة ؟
محمد ساعي: بالمشاركة الفعلية في حملات التنظيف والتشجير، وعدم الرمي العشوائي للنفايات، واحترام الفضاءات الطبيعية.
الديوان: ما رسالتكم للمواطنين والسلطات والشباب؟
محمد ساعي: أقول للمواطنين حافظوا على نظافة محيطكم ، وعلى السلطات دعم المبادرات البيئية والتعاون مع الجمعيات الفاعلة. و رسالتي للشباب هي أن البيئة مسؤوليتنا جميعا .
الديوان: كيف يمكن التواصل مع الجمعية؟
محمد ساعي: عبر صفحة الفايسبوك ” الجمعية الولائية من أجل الشلف البيضاء ” أو عبر رقم الهاتف: 0558078144.
الديوان: كلمة أخيرة توجهونها لقرائنا ؟
محمد ساعي: أشكر جريدة ” الديوان ” على هذه المقابلة وهذا الحوار البناء والذي يهدف من خلال إبراز دور الصحافة المكتوبة في مرافقة فواعل المجتمع المدني والشكر الجزيل لقراء ومتتبعين الجريدة ، وكلمتي الأخيرة هي المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ، تحيا الجزائر والجزائر شامخة بشموخ شبابها .