دعوة لتأسيس إقامات فنية جزائرية تجمع الموسيقيين المحليين للتلاقي والتبادل
دعا الموسيقي شكيب بوزيدي, مدير فني بإقامة “وان بيت الصحراء” والمبادر بها, إلى “تأسيس إقامات فنية” بالجزائر تكون بمثابة “شبكات مهنية تجمع الموسيقيين الجزائريين في مختلف الطبوع” وتمثل “فضاءات للتلاقي والتبادل والعمل المشترك“.
وقال بوزيدي, على هامش فعاليات “وان بيت الصحراء” التي تستمر فعالياتها بالجزائر العاصمة إلى غاية 13 مارس الجاري, أن “التلاقي والاحتكاك والتبادل بين الفنانين من خلال إقامات موسيقية مهنية تضم ورشات وفعاليات مختلفة أمور ضرورية في مجال الإبداع الموسيقي“.
وشدد الفنان, وهو مغني وعازف على العديد من الآلات الموسيقية الجزائرية والإفريقية التقليدية, على أن “الموسيقى لوحدها لا تكفي بل يجب التعارف بين الموسيقيين ومشاركة موسيقاهم فيما بينهم وأيضا مع الجمهور”, ضاربا المثل بإقامة “وان بيت” الأمريكية التي “تجمع بين الموسيقيين الأمريكيين وبينهم وبين آخرين من مختلف بلدان العالم“.
وأضاف بوزيدي أنه لما شارك في إقامة “وان بيت” بالولايات المتحدة في 2019 في طبعتها الأمريكية “تساءل آنذاك عن عدم إقامة مثل هكذا إقامات في الجزائر” يشارك فيها “فنانون جزائريون ..”, وهو “ما دفعه إلى طلب إقامة طبعة” لهذه التظاهرة بالجزائر بتاغيت.
واعتبر في سياق كلامه أن “وان بيت الصحراء” لها “دور كبير في التبادل الثقافي والإنساني بين الفنانين المشاركين والمنحدرين من الجزائر والولايات المتحدة وعدة بلدان إفريقية, حيث سيستفيد الفنانون الجزائريون من خبرات نظرائهم الأمريكيين في مجالات مختلفة على غرار الإنتاج, كما تشكل التظاهرة فرصة من جهة أخرى للفنانين الأفرو-أمريكيين لاكتشاف الموسيقى الجزائرية (..) وللعودة أيضا إلى موسيقى أجدادهم في إفريقيا“.
كما تسمح التظاهرة, يضيف بوزيدي, بـ “التبادل مع الساكنة المحلية من خلال النشاطات الفنية والتضامنية المختلفة”, بالإضافة إلى “الترويج للجزائر وتاغيت كوجهة سياحية” و”التعريف بالموسيقى الجزائرية والإفريقية بشكل عام, مضيفا أن هذه الموسيقى “سافرت من إفريقيا إلى القارة الأمريكية وها هي اليوم تعود إلى إفريقيا من جديد“.
وفي سياق حديثه عن موسيقى “الديوان” أو “القناوة”, التي يؤديها كفنان وتعرف بها الجزائر وبلدان أخرى, قال بوزيدي أنها “فن يربط الموسيقى الجزائرية والإفريقية بالموسيقى الأفرو-أمريكية”, مضيفا أن الفنانين الأفرو-أمريكيين الذين استمعوا لها “أحسوا وكأنهم يستمعون لموسيقاهم ..”.
وعاد بوزيدي من جهة أخرى إلى بداياته مع “الديوان” وعزفه على العديد من الآلات الإفريقية التقليدية قائلا أنه كان يعزف أولا على “الجمبي” ثم تعلم العزف على القمبري على يد “المعلم” الراحل بن عيسى بحاز بينما تعرف على النغوني والبلافون والكورا وآلات أخرى غيرها إبان إقامة موسيقية بالجزائر في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني (باناف) في 2009 ليسافر بعدها إلى عدة بلدان إفريقية لتعلم العزف عليها, كما قال.
ولفت الفنان إلى أن فرقته الموسيقية “إفريقيا سبيريت”, التي تأسست في 2009, “تعمل حاليا” على إصدار ألبوم جديد سيحمل “الكثير من الإبداع والتجديد”, وهذا بعد ألبومها الأول والوحيد الذي حمل نفس اسم الفرقة “إفريقيا سبيريت” والصادر في 2015.
وتتميز هذه الفرقة بموسيقاها المستوحاة من التراث الجزائري وبروحها الإفريقية التي تعكسها الآلات الإفريقية التقليدية المستعملة وأيضا بنصوصها التي تغني للسلم والتضامن والوحدة في إفريقيا, كما تعمل على الحفاظ على موسيقى الديوان والتعريف بها, وقد قدمت عروضها في الجزائر وعدد من البلدان وخصوصا في إفريقيا وأوروبا.
واختتمت مؤخرا المرحلة الأولى من تظاهرة “وان بيت الصحراء”, التي أقيمت بتاغيت بولاية بشار, بإقامة حفل غنائي موسيقي بالقرب من النقوش الصخرية للمدينة نشطه الفنانون المشاركون بها وامتزجت فيه مختلف الطبوع والآلات الموسيقية الجزائرية والإفريقية والأفرو-أمريكية.
وانتقل بعدها هؤلاء الفنانون إلى الجزائر العاصمة حيث يقضون حاليا أسبوعا آخر بدار عبد اللطيف لمواصلة تدريباتهم و ورشاتهم على أن تختتم الإقامة ككل بحفل فني جماعي بأوبرا الجزائر في 11 مارس.
وتهدف هذه التظاهرة, التي تنظمها السفارة الأمريكية بالجزائر بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون, إلى توفير تكوين عالي المستوى للفنانين المشاركين وإنتاج موسيقى جديدة وأصيلة وكذا فتح آفاق عمل جديدة لهم بالإضافة إلى تسليط الضوء على التراث الموسيقي الجزائري والإفريقي والأفرو-أمريكي والتعريف بالإمكانات السياحية لتاغيت والجزائر.