دار سعاد الصباح الكويتية للثقافة والإبداع تكرم زهور ونيسي بالجزائر العاصمة
تم مساء أمس الخميس بالجزائر العاصمة تكريم الأديبة والمجاهدة والوزيرة السابقة زهور ونيسي بجائزة “يوم الوفاء” الكويتية التي تمنحها دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع, عرفنا بمكانتها الثقافية الرائدة في العالم العربي وبما قدمته من إبداع ونضال خلال مسيرتها الطويلة الحافلة.
وحضر حفل التكريم وزير الاتصال, السيد محمد لعقاب، والسيد محمد رضا أوسهلة نائب رئيس مجلس الأمة ممثلا للسيد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، وسفير الكويت بالجزائر, السيد محمد مرزوق سليمان مطلق الشبو، وممثلة دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع, ورؤساء وممثلي عدد من الوزارات والهيئات الرسمية وكذا العديد من المثقفين والكتاب والفنانين.
وعرف حفل التكريم, الذي افتتح بالترحم على أرواح شهداء فلسطين, عرض شريط وثائقي حول المسار الحياتي والنضالي والأدبي والسياسي لزهور ونيسي, ميزه خصوصا تقديم شهادات لوزراء سابقين ومثقفين حولها على غرار الوزير الأسبق والكاتب محي الدين عميمور الذي وصفها ب “رائدة الثقافة والفكر العربي في الجزائر”.وقد سلط الشريط الضوء على أهم محطات حياة ونيسي على غرار دورها الرائد في إبراز صورة المرأة الجزائرية المناضلة والمبدعة, من خلال كونها أول امرأة تعين وزيرة بعد الاستقلال في الجزائر, ومؤسسة أول مجلة نسائية في الجزائر, ومساهمتها من جهة أخرى في تأسيس عديد الهيئات الوطنية على غرار اتحاد الكتاب الجزائريين, إضافة إلى دورها في تعريب الإعلام الجزائري, وتميزها في الإبداع الأدبي من خلال عدد من أعمالها على غرار رواية “لونجة والغول” (1993).
وقال رئيس مجلس الأمة في كلمة له قرأها نيابة عنه السيد أوسهلة أن “الشخصية محل التكريم اليوم, الأستاذة زهور ونيسي, انتصرت لهويتها الوطنية ولوطنها وانتصرت للعروبة, إبان مقارعة الاستعمار وبعد الاستقلال (..) رسمت بتوقيع نضالها التاريخي ومسارها السياسي وكتاباتها نقشا على الذاكرة ..”, مشيدا في سياق كلامه ب “الروابط الوجدانية والأخوية المتينة” التي تجمع بين الجزائر والكويت “وهي الروابط التي ستتعزز دونما شك في ظل الإرادة التي تحذو قائدي البلدين ..”.
وجدد السيد قوجيل في ختام كلامه “انتصار الجزائر شعبا وقيادة للقضية الفلسطينية, متوجها ب “تحية إكبار للشعب الفلسطيني المشرئب أبدا إلى حياة أمثل في العيش حرا مستقلا سيدا كريما, شعب صامد صابر في وجه قوى الاحتلال الغاصب الغاشم وداعميه من القوى الغربية المتحاملين على القضية الفلسطينية ..”.وعبر من جهته وزير الإتصال عن سعادته الكبيرة بحضور هذه الاحتفالية التكريمية, مؤكدا أن “المجاهدة والمناضلة والأديبة والمفكرة والشاعرة والسياسية والدبلوماسية زهور ونيسي تستحق كل التقدير والتكريم”, ومعتبرا هذا التكريم بمثابة “واحد من جسور الصداقة والمحبة والأخوة” بين الجزائر والكويت.واعتبرت ونيسي في كلمة لها أن تكريمها هو “تكريم لشخصها عملا وللجزائر تاريخا, لتاريخها الفكري ولتاريخها الأدبي (..) ولمبادئها في الدفاع عن الحرية والكرامة والشرف العربي والإنساني ..”, مثمنة في نفس الوقت الجهود الكبيرة التي تبذلها الدكتورة سعاد محمد الصباح “الأديبة والشاعرة والمناضلة” في “خدمة الثقافة العربية” و”بناء الإنسان العربي”, ومشيدة في سياق كلامها ب “الدعم المعنوي والمادي” لدولة الكويت للجزائر إبان ثورة التحرير.
وبدورها, أشادت الدكتورة سعاد محمد الصباح, في كلمة تمت قراءتها بالنيابة عنها, بالمسار الأدبي والنضالي لزهور ونيسي التي اعتبرتها “عضوة استثنائية في الإبداع”، معبرة في نفس الوقت عن حبها وعشقها الكبير للجزائر التي وصفتها بالبلاد التي “علمتنا العزة والكرامة”.
وعرف أيضا حفل التكريم تقديم كتاب تكريمي عن ونيسي وحياتها ونضالها وإنجازاتها تحت عنوان “زهور ونيسي, الزهرة التي هزمت الأشواك”, حمل خصوصا شهادات الأصدقاء والمقربين, إضافة إلى دراسات نقدية تقارب عالمها الإبداعي من خلال مؤلفاتها العديدة في مجالي الرواية والقصة القصيرة, وهو مؤلف صدر مؤخرا عن دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع بالكويت.وتعتبر جائزة “يوم الوفاء”, التي أطلقتها الدكتورة سعاد الصباح في منتصف تسعينيات القرن الماضي, مبادرة تكريمية شملت العديد من كبار المثقفين والمبدعين من مختلف الأقطار العربية, حيث ترتكز هذه المبادرة على تكريمِ الرواد من المبدعين في العالم العربي في حياتهم والذين أفنوا أعمارهم في العطاء والعلم والإبداع, كلمسة وفاء تزيل عنهم تعب سنين في السهر على إبداع كل ما يرتقي بالأمة ويمهد لأجيالها مستقبلا مشرقا.