حقائق تُروى لأول مرة.. صديق نائل يكشف تفاصيل جديدة حول الرصاصة التي أحرقت فرنسا
في معلومات تروى للمرة الأولى، كشف صديق الفتى نائل المرزوقي، الفرنسي من أصول جزائرية، الذي قتل برصاص الشرطة الفرنسية بإحدى ضواحي باريس، تفاصيل اللحظات الأخيرة المرعبة.
وكان نائل خلال الواقعة برفقة اثنين من أصدقائه، في السيارة التي كان يقودها، لحظة توقيفه من جانب عناصر الشرطة الفرنسية، إلا أن أحد الصديقين فر مرعوبا من المكان بعد قتل نائل فيما الآخر ظل في السيارة.
وخرج صديق الفتى القتيل، البالغ من العمر 17 عاما، بمقطع صوتي انتشر بشكل كبير عبر منصات التواصل، كشف فيه حقيقة ما جرى، مشددا على أنهم لم يكونوا تحت تأثير المخدرات أو الكحول حينذاك.
ويظهر صوت صديق نائل وهو يقول إنه يريد توضيح الكثير من الحقائق ودحض الشائعات والأكاذيب التي لاحقتهم خلال الأيام الأخيرة.
وأوضح أنهم استعاروا سيارة صفراء للقيام بجولة في المدينة، ولاحقتهم دورية شرطة مسرعة وحين أوقف نائل السيارة بناء على طلبهم، أمره شرطي بفتح النافذة، وطالبه آخر بالنزول من السيارة وضربه بعقب مسدسه”، ثم قال الشرطي الثاني للأول “أطلق النار عليه”.
وضرب الشرطي نائل مجددا بعقب مسدسه فاختلت حركته ورفع رجله عن دواسة الفرامل، فتحركت السيارة للأمام قليلا، فأطلق الشرطي الثاني النار مباشرة نحو نائل الذي ثقلت حينئذ قدمه على دواسة البنزين، لتتحرك السيارة بسرعة أكبر.
ويقول الفتى الراوي للواقعة إنه وبعد فترة من سير السيارة بعد إطلاق النار على نائل توقفت، فما كان منه إلا أن فر من المكان خوفا من أن يلقى مصير نائل ذاته من جانب الشرطة.
وشيع جثمان نائل المرزوقي، السبت، من مسجد “ابن باديس” إلى مقبرة “مونت فاليريان” في ضاحية “نانتير” الباريسية، وأحدث مقتله موجة احتجاجات عارمة في البلاد.
ومن جانب آخر تراجعت حدة أعمال الشغب والعنف في فرنسا الليلة الماضية مقارنة بما يسبقها في الوقت الذي نشرت فيه الشرطة عشرات الآلاف من أفرادها في مدن بأنحاء البلاد بعد تشييع جثمان شاب تعود أصوله إلي الجزائر قتل برصاص الشرطة مما أشعل فتيل اضطرابات بأنحاء البلاد.
وأرجأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة كانت مقررة إلى ألمانيا يوم الأحد للتصدي لأسوأ أزمة تواجه حكمه منذ احتجاجات “السترات الصفراء” التي أصابت فرنسا بالشلل في أواخر عام 2018، حسبما أفادت رويترز.
وتصدي نحو 45 ألف شرطي إلى الاحتجاجات في الشوارع مع وحدات النخبة المتخصصة وعربات مدرعة وطائرات هليكوبتر لتعزيز الأمن في أكبر ثلاث مدن وهي باريس وليون ومارسيليا.
وكان الوضع أكثر هدوءا من الليالي الأربع السابقة على الرغم من وجود بعض التوتر في وسط باريس واشتباكات متفرقة في مدن مرسيليا ونيس وستراسبورج.
وكانت الاحتجاجات الاكثر صعوبة في مرسيليا حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مثيري شغب وخاضت اشتباكات مع شبان في محيط وسط المدينة في ساعة متأخرة من الليل.
وشيع جثمان الشاب نائل، الذي قتل يوم الثلاثاء 27 جوان في منطقة نانتير على يد شرطي، يوم السبت بمقبرة مونت فاليريان، غرب العاصمة الفرنسية باريس، وسط أجواء من الحزن والتوتر.
أقيمت جنازة الشاب نائل في مقبرة مونت فاليريان بمسقط رأسه ببلدة أوتس دو سين، بحضور عدة أشخاص للترحم على روح الفقيد الذي قضى نحبه رميا الرصاص يوم الثلاثاء على يد شرطي خلال عملية مراقبة مرورية.
وأثارت جريمة القتل المشاعر في فرنسا، التي شهدت أربع ليال من الإحتجاجات الغاضبة في العديد من المدن.
وأقيمت صلاة الجنازة في مسجد ابن باديس الواقع في نفس المدينة.
وأكد محامو عائلة الشاب أن السبت سيكون يوم ترحم للعائلة، طالبين من وسائل الإعلام عدم حضور مراسم الدفن “احتراما لخصوصية العائلة”.
وفي وقت سابق، طالبت عائلة الشاب نائل من جميع الصحفيين “عدم الحضور إلى موقع الجنازة”.
ق/د