جمعية العلماء المسلمين.. أم الجمعيات بدون مقر في وهران
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الصفوف الاولى خلال الظرف الصحي و إنتشار وباء كوفيد 19
سيلتقي وفد يمثل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شعبة ولاية وهران مع وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة وفق ما كشف عنه السيد الدكتور مبارك برادعي رئيس المكتب الولائي لوهران لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وأكد المتحدث خلال حلوله ضيفا على قناة الديوان DW أن هيئته قدمت طلبا للوزارة المعنية للقاء وزيرة القطاع السيدة كوثر كريكو على خلفية قرارات الغلق التي وصفها ب “المجحفة” للعشرات من المدارس القرآنية و التي تشرف على تسييرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بوهران.
واوضح ضيف قناة الديوان DW أنه تم غلق عشرات المدارس القرآنية من بين أزيد من 70 مدرسة قرآنية تشرف عليها الجمعية بولاية وهران من طرف أعوان رقابة لمديرية النشاط الإجتماعي بالولاية بمبررات مجحفة ، مؤكدا أن هذه لمدارس و التي تتواجد في مختلف تراب الولاية وخاصة بالمناطق النائية كحي النجمة “شطيبو” والتي يتلقى فيها مئات الأطفال التعليم القرآني تعرضت للغلق نتيجة غياب “الحصيرة” وإستبدالها بالمقاعد و الكراسي ، وهي أسباب “مجحفة” تنم عن عقليات بالية تجاوزها الزمن حسب المتحدث ، كون التعليم القرآني يضيف السيد الدكتور مبارك برادعي تعتمد على طريقة كلاسيكية بصبغة عصرية في تحفيظ القرآن ، مضيفا أن بعضها لا تزال تعتمد على الوسائل التربوية التقليدية كاللوحة، و الحبر المحلي و أدوات المحو، فيما العديد من المدارس, لا سيما تلك التابعة للجمعية أصبحت تساير التطور وتم تجهيزها بالوسائل الحديثة إضافة الى اعتمادها على طرق التلقين المعمول بها بالمدارس النظامية.
وتستوعب هذه المؤسسات الدينية التلاميذ ما قبل التمدرس وصغار الحفظة والطلبة ما بعد التمدرس والنساء , وحتى أقسام محو الامية بالمساجد تحرص على التعليم القرآني , حسب مسؤولي المديرية الولائية للشؤون الدينية والأوقاف.
ولفت ضيف قناة الديوان DW ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شعبة ولاية وهران الانتباه إلى أن مدارس الجمعية لا تهدف إلى الكسب السريع والوفير، فالواقع في جمعيته ليس واقع كسب والمقصود الأساسي من مدارس الجمعية ليس تحقيق المكاسب المادية والمالية وإنّما تعميق الوعي الوطني بإصلاح جمعية العلماء والتعليم الملتزم.
وقد بلغ عدد المنتسبين الى المدارس القرآنية بولاية وهران أزيد من 2100 طفل وفق ما أكده عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين السيد مرزوق خنشالي ، ويتوزعون عبر أكثر من 70 مدرسة قرآنية .
ويشرف على تأطير مدارس تعليم القرآن الكريم أساتذة وأئمة ومرشدات متطوعون ، وبالإضافة الى تحفيظ القرآن الكريم بالطريقة التقليدية باستخدام اللوحة يتم تلقين الطلبة التعليم الشرعي من فقه وتفسير والحديث النبوي الى جانب اللغة العربية والنحو، علاوة على التربية الروحية بغية غرس جميع الفضائل الأخلاقية المحمودة لدى المتمدرسين.
وقد ساهمت مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتي أنجزت كتبا تواكب الفئات العمرية وحظيت بمراجعة و موافقة الوزارة المعنية على مدار عقود من الزمن في إعداد أجيال من الشباب الحافظين لكتاب الله والمتقنين لأحكامه وتفسيره والمتمكنين في علومه والمتشبعين بفضائل التربية الإسلامية كما اشار ضيف قناة الديوان DW السيد مرزوق خنشالي .
وااضاف المتحدث أن أغلب المتمدرسين في المدارس القرآنية و الكتاتيب التي تشرف عليها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يحصلون على معدلات تفوق مرتفعة في مسارهم الدراسي كما أكده مرزوق خنشالي.
ويشارك المنتسبون للمدارس القرآنية بالولاية في المسابقات المحلية والوطنية ويتم تكريمهم بجوائز خاصة خلال ليلة القدر من شهر رمضان المعظم تحفيزا وتشجيعا لهم سب ما أكده عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين السيد مرزوق خنشالي.
في الصفوف الاولى…
وتواجدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خلال الظرف الصحي و إنتشار وباء كوفيد 19 في الصفوف الاولى لمواجهة تداعيات هذا الوباء ، حيث كشف في هذا الخصوص عضو المكتب الوطني السيد مرزوق خنشالي عن تسليم الجمعية هبات تضامنية تمثلت في كميات من العتاد والمستلزمات الطبية ، منها 150 حقيبة طبية بقيمة 26 مليون سنتيم للواحدة تحتوي على مستلزمات طبية و45 أجهزة مساعدة على التنفس، لفائدة المستشفيات و المراكز الصحية المختلفة ، كما إنخرطت بقوة في الجهد التضامني الوطني لإعانة الاسر و العائلات المحتاجة نتيجة الظروف الصحية بمواد غذائية وادوية .
برنامج ثري بمناسبة شهر رمضان…
سطرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شعبة ولاية وهران برنامجا ثريا بمناسبة شهر رمضان المبارك الذي سنستقبله بداية من الاسبوع القادم ، وكشف في هذا السياق عضو المكتب الوطني السيد مرزوق خنشالي ، أنه وفضلا عن العمليات التضامنية و التي تستمر طيلة العام ومنذ 8 سنوات دون إنقطاع ، ستخصص الجمعية عددا من المساعدات للأسر و العائلات المحتاجة ومنها قفف رمضان وكسوة العيد، إضافة إلى تنظيم مطعم مائدة رمضان و الذي سيتكفل بزهاء 150 إلى 200 من المعوزين وعابري السبيل و سيتم تنظيمه بتعاونية الوحدة 25 قبالة المستشفى العسكري بوهران.
وأضاف رئيس المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بوهران الدكتور مبارك برادعي أنه وتطبيقا لمبدأ إشباع العقول قبل إشباع البطون و بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف بوهران ، سطرت الجمعية ندوات دينية و توعوية بالمركز الثقافي الإسلامي بحي العقيد ، إضافة إلى حلقات وعظ وإرشاد سيشرف عليها دعاة متطوعين من ائمة واساتذة شريعة وعلماء وخطباء عبر مساجد تراب الولاية طيلة شهر رمضان المعظم.
أم الجمعيات… بدون مقر
وتأسف ضيوف قناة الديوان DW السيد مرزوق خنشالي و الدكتور مبارك برادعي على التهميش الذي تلاقيه أم الجمعيات بعاصمة الغرب الجزائري ، حيث أكد أنه ولحد الساعة الجمعية تفتقر لمقر لائق بتاريخ وحجم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وتشتغل بصورة مؤقتة أحد الأقبية بحي مولود فرعون “سان بيار” قام بمنحه لها أحد المحسنين، واكد الدكتور مبارك برادعي انهم إستقبلوا طالبة واساتذة من جامعة صينية كانوا بصدد إنجاز رسالة دكتوراة حول الجمعية، إندهشوا لواقع المقر الذي تتواجد به الجمعية بوهران.
واضاف عضو المكتب الوطني السيد مرزوق خنشالي ان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي اسسها علماء ومشايخة الجزائر الشيخ البشير الإبراهيمي ، العربي التبسي ، عبد الحميد بن باديس وبقية العلماء الجزائريين و التي عملت عند تأسيسها على نشر الوعي لدى الجزائريين طيلة فترة الإحتلال الفرنسي و حافظت على الهوية الوطنية بجميع ابعادها ، تواصل مسيرتها لتحرير العقول من الإستعمار الفكري الذي تركه الإحتلال طيلة 131 عاما ، عبر شيوخها وعلمائها وائمتها و دعاتها في المساجد و المدارس و المجتمع لخدمة الوطن و تحصين الثوابت و الهوية الوطنية، ومن الضروري أن تلقى إلتفاتة ودعم من الجهات الوصية حتى تتمكن من اداء دورها الريادي الذي عرفت به.
ودعا ضيف قناة الديوان DW الشباب الجزائري للتمسك بدينه وهويته ، وأن لا تستفزه النعرات العرقية و المكائد التي تحوم حول الوطن.
أجرى الحوار: لخضر.م
تصوير: خديجة بلعظم