جانت: عرض المرحلة الأولية من دراسة وتصنيف المناطق الجبلية لجبال التاسيلي نآزجر
عرضت يوم الإثنين المرحلة الأولى من الدراسة المتعلقة بتصنيف وتحديد المناطق الجبلية بجبال التاسيلي نآزجر بولاية جانت خلال لقاء أشرفت عليه المديرية العامة لتهيئة الإقليم وجاذبيته بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.
و أوضح في هذا الصدد مدير الأشغال الكبرى وتهيئة الإقليم بالوزارة السيد رابح في تدخله خلال هذا اللقاء الذي جرى بقاعة المحاضرات بمقر الولاية “أن التهيئة الإقليمية وتنمية المناطق الريفية والجبلية تحظى بعناية خاصة من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ويتجلى ذلك في وضعه لبرنامج خاص بمناطق الظل وبرامج خاصة بعدد من القطاعات لتنمية تلك المناطق إقتصاديا واجتماعيا، وتمكين سكانها من العيش في ظروف ملائمة وتحقيق الجاذبية الإقليمية لها”.
و أشار بالمناسبة الى أن السياسة الوطنية لتهيئة الإقليم تشمل الإستراتيجيات الرامية إلى التوزيع المناسب للسكان والنشاطات الإقتصادية والهياكل الأساسية ودمج الفضاءات النائية في التنمية مع مراعاة خصوصيات كل إقليم لضمان الإنصاف والجاذبية الإقليمية عبر كامل التراب الوطني في إطار التنمية المستدامة.
و من جهته، صرح رئيس مشروع تصنيف وتحديد المناطق الجبلية بجبال التاسيلي نآزجر نايت عمارة فريد في عرضه أنه تم جرد كل التراث الثقافي اللامادي والمادي المتنوع بالمنطقة بما فيها الرسوم والنقوش الصخرية والقصور، حيث تم إحصاء ثلاثة قصور بمدينة جانت وثلاثة حصون منها إثنين بولاية جانت وواحد بولاية إيليزي.
و بدوره، أوضح حسن بشار، إطار بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية أن هذه المرحلة الأولية من الدراسة تشمل التشخيص الإستشرافي للكتلة الجبلية تاسيلي نآزجر، والتي تتضمن إحصاء وجرد الممتلكات الثقافية على مستوى حظيرة التاسيلي، كما تم تحديد الخصائص الجيولوجية والفيزيائية وكل العوامل المتعلقة بالمنطقة الجبلية للتاسيلي وكذا تحديد العناصر الإنتاجية التي تزخر بها هذه الكتلة و العناصر الإقتصادية والفلاحية والبيئية والمنجمية.
و أبرز في هذا الصدد بأن عملية الإستشراف الأولية ستساعد في التمهيد للمرحلة الثانية من هذا المخطط من خلال إعداد مشروع تمهيدي للبلديات الجبلية الواقعة في الكتل الجبلية وكذا تدقيق ومعرفة كل خصائص المنطقة و إعداد نظام معلوماتي جغرافي خاص بالمنطقة في إطار قانون 04/03 المتعلق بحماية الجبال في إطار التنمية المستدامة.
و كانت هذه الدراسة قد أطلقت في ديسمبر 2022، حيث أجرت اللجنة المكلفة بإعدادها لقاءات مع مختلف الفاعلين بما فيهم أعضاء الهيئة التنفيذية بالولاية بهدف تحديد التشخيص الإستشرافي للمنطقة.
كما سمحت الزيارات الميدانية لها بالتزود بالمعطيات والإحصائيات اللازمة لإعداد هذه الدراسة من خلال اللقاءات مع مختلف الشركاء بما فيهم الديوان الوطني للحظيرة الثقافية التاسيلي نآزجر ومصالح الحماية المدنية بجانت لدراسة الشق المتعلق بالمخاطر الكبرى التي من الممكن أن تتعرض لها هذه المنطقة وكيفية مجابهتها والتكييف معها على غرار الفيضانات وحرائق واحات النخيل.
و ستشمل هذه الدراسة عند استكمالها أيضا ما تزخر به منطقة التاسيلي من خصوصيات إيكولوجية هامة سيما ما تعلق منها بالتنوع البيئي على غرار الحيوانات المهددة بالإنقراض والنباتات وكذا التراث الثقافي الذي تزخر به المنطقة، وذلك في إطار الإستراتيجية الخاصة للمديرية العامة لتهيئة الإقليم وجاذبيته والتي ترتكز على مقاربة تشاركية من خلال إشراك كافة الفاعلين في ولاية جانت، مما سيساهم في إثراء هذه الدراسة وإنعاش المناطق الجبلية.
و حضر هذا اللقاء الذي جرى بقاعة المحاضرات بمقر الولاية، السلطات الولائية وممثل المجلس الشعبي الولائي، ورؤساء بلديتي جانت وبرج الحواس وممثل الديوان الوطني للحظيرة الثقافية الطاسيلي نآزجر.